تقرير مروع من الأمم المتحدة.. الأطفال في غزة يموتون جوعًا وعطشًا ومرضًا

تقرير مروع من الأمم المتحدة.. الأطفال في غزة يموتون جوعًا وعطشًا ومرضًا
صورة أرشيفية

أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا شديد اللهجة من أن قطاع غزة يواجه خطر زيادة هائلة في عدد وفيات الأطفال التي يُمكن تفاديها، بسبب النقص الحاد في الغذاء والمياه النظيفة والمساعدات الإنسانية، والانتشار الواسع للأمراض المعدية، في ظل استمرار الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس. 

 وقالت وكالات الأمم المتحدة - في تقرير مشترك نشر الإثنين-، إن الوضع الصحي والغذائي للأطفال في القطاع المحاصر منذ أكثر من أربعة أشهر، يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وإن نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد وصلت إلى مستويات "غير مسبوقة على مستوى العالم". 
 
*أرقام مفزعة* 

وأضاف التقرير،  أن ما لا يقل عن 90 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة في غزة مصابون بواحد أو أكثر من الأمراض المعدية، مثل الإسهال والتهاب الحلق والتهاب الأذن والجلد، وأن 70 في المئة منهم أصيبوا بالإسهال في الأسبوعين الماضيين، بزيادة 23 ضعفا مقارنة بعام 2022. 

وحذر تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لـ اليونيسف، من أن غزة تقف على حافة "انفجار" في وفيات الأطفال التي يُمكن تفاديها، ما سيزيد من معاناة السكان الذين يعيشون في ظروف قاسية للغاية. 

وقال شيبان - في بيان-: "الأطفال في غزة يواجهون مستقبلا مظلما، فهم جائعون وضعفاء ومرعوبون ومرضى. إنهم بحاجة إلى الغذاء والمياه والدواء والرعاية الصحية والنفسية والتعليم والأمل. إنهم بحاجة إلى حل سياسي عادل ودائم للصراع الذي يدمر حياتهم". 

وأشار التقرير إلى أن أكثر من 15 في المئة من الأطفال دون سن الثانية، أو واحد من كل ستة أطفال، يعانون من سوء تغذية حاد في شمال غزة، وهم محرومون بالكامل تقريبًا من المساعدات الإنسانية، في حين يعاني 5 في المئة منهم من نفس المشكلة في جنوب القطاع. 

وأوضح التقرير، أن هذه البيانات جُمِعت في يناير الماضي، وأن الوضع الحالي يُرجَّح أن يكون أسوأ بكثير، نظرًا لاستمرار العنف والحصار وانقطاع الكهرباء والمياه والصرف الصحي. 
 
*مزيج قاتل* 

وقال مايك رايان، المكلّف الأوضاع الطارئة في منظمة الصحة العالمية: إن "الجوع والمرض مزيج قاتل"، وأن "الأطفال الجائعون والضعفاء والمصابون بصدمات نفسية شديدة هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض. والأطفال المرضى، خصوصًا منهم المصابون بالإسهال، لا يمكنهم امتصاص العناصر الغذائية جيدا". 

وطالبت الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن غزة، وتوفير الوصول الإنساني الكامل والآمن للمنظمات الدولية والمحلية لتقديم المساعدات الضرورية للسكان المحتاجين. 

وتشهد غزة حربًا مستعرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ 7 أكتوبر الماضي، عندما شنت الحركة هجومًا صاروخيًا غير مسبوق على جنوب إسرائيل؛ مما أدى إلى مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيون، واختطاف نحو 250 شخصًا نقلوا إلى غزة، وفقًا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس بناء على بيانات إسرائيلية رسمية. 
 
غزة تحتاج تحرك دولي عاجل 

من جانبه، أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يشهد تدهورًا كبيرًا وخطيرًا، ويستدعي تدخلا دوليًا عاجلًا وفعالًا لوقف العنف ورفع الحصار وتوفير المساعدات الضرورية للسكان المحاصرين، خاصة الأطفال الذين يعانون من الجوع والمرض والصدمات النفسية. 
وقال كمال - في تصريحات لـ "العرب مباشر"-: إن الصمت والتخاذل الدولي تجاه ما يحدث في غزة يشكل تواطؤا مع الاحتلال الإسرائيلي وتجاهلا لحقوق الإنسان والقانون الدولي، مطالبًا بضرورة ممارسة ضغوط دولية على إسرائيل لوقف العدوان والحصار عن غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية والوقود إلى القطاع. 

وأضاف الدكتور كمال، إن الوضع الإنساني في غزة مأساوي ومروع، وهو ينذر بكارثة صحية وبيئية واجتماعية، مشيرًا إلى أن النظام الصحي في غزة انهار تمامًا، وأن المياه والكهرباء والصرف الصحي غير متوفرة بشكل كاف، وأن الغذاء والدواء والوقود نادران للغاية، مما يهدد حياة السكان ويزيد من معاناتهم. 

وتابع الدكتور كمال، إن الأطفال والنساء والمسنين هم الأكثر تضررًا من هذا الوضع، وهم بحاجة ماسة إلى الحماية والدعم النفسي، مؤكدًا أن الأطفال في غزة يواجهون مستقبلا مظلمًا، وشدد على أهمية وصول المساعدات المرسلة من الدول العربية إلى غزة بشكل سهل، مشيرًا إلى ضرورة بذل مزيد من الضغوط على الدولة الإسرائيلية للسماح بدخول المساعدات المتكدسة على حدود غزة.