صنداي تليغراف: مخاوف أميركية من عدم قدرة الرئيس الفلسطيني على إدارة غزة بعد الحرب

مخاوف أميركية من عدم قدرة الرئيس الفلسطيني على إدارة غزة بعد الحرب

صنداي تليغراف: مخاوف أميركية من عدم قدرة الرئيس الفلسطيني على إدارة غزة بعد الحرب
الرئيس الفلسطيني

قالت صحيفة "صنداي تليغراف": إن المسؤولين الأميركيون أمضو أسابيع في صياغة المقترحات التي يقولون إن نجاحها يجب أن يحظى بدعم الفلسطينيين وإسرائيل وجيرانهم العرب لمن سيحكم قطاع غزة بعد الحرب.

وترى الصحيفة أن الإمارات العربية المتحدة هي وسيط إقليمي مهم رئيسي في قضايا المنطقة بما فيها القضية الفلسطينية.

وأضافت الصحيفة: أن  مسؤولي البيت الأبيض يخشون أن محمود عباس لن يتمكن من قيادة غزة بعد الحرب، حتى مع استمرار جو بايدن في دعم سيطرة السلطة الفلسطينية "المعاد تنشيطها".

وأوضحت الصحيفة أن هذه القضية سيطرت على المناقشات التي جرت على مدار الساعة في البيت الأبيض، حيث أمضى كبار المسؤولين أسابيع في صياغة مقترحات بشكل محموم حول كيفية إدارة غزة، حسبما قالت مصادر مطلعة على المحادثات لصحيفة صنداي تليغراف.

الجهود الأميركية

وأردفت الصحيفة أن الجهود الأميركية الخاصة لحمل إسرائيل على إنهاء هجومها في وقت مبكر من العام الجديد لم تسلط الضوء على رغبة جو بايدن في إنهاء الحرب فحسب، بل وأيضاً أفكاره بشأن ما سيأتي بعد ذلك.

وقد كشفت أيضًا عن شقاق بين واشنطن وإسرائيل، حيث يختلف الحليفان حول الكيفية التي يعتقدان بها أنه ينبغي إدارة الجيب بعد توقف الأعمال العدائية مع حماس.

ويرى المسؤولون الأميركيون أنه لكي ينجح أي شيء، يؤكدون، أنه يجب أن يحظى بدعم الفلسطينيين وإسرائيل وجيرانهم العرب، وهو عائق كبير يجب تجاوزه نظرًا للفساد المستشري في السلطة الفلسطينية والشعبية المتزايدة لحماس في الضفة الغربية.

بقاء محمود عباس

تتزايد المخاوف بشأن السيد عباس، 88 عامًا، رئيس السلطة الفلسطينية، الذي أكمل الآن 18 عامًا من فترة ولايته المنتخبة مدتها أربع سنوات.

ولا يقول مسؤولو البيت الأبيض صراحة: إن عباس لا يمكنه البقاء في منصبه، لكن مصادر الأمن القومي أشارت إلى أن الولايات المتحدة تواجه خلف الكواليس "الواقع البيولوجي" للوضع.

وقال أحد المسؤولين السابقين: إنه من المرجح أن تقوم الإدارة "ببناء علاقتنا وتفاعلاتنا" مع البدلاء المحتملين.

حلول ليست سهلة 

وقال أنتوني بلينكن: إن الولايات المتحدة لا تتوهم أن حل الحرب وحفظ السلام لن يكونا سهلين.

وقال الدكتور مايكل روبين، المسؤول السابق في البنتاغون وزميل معهد أميركان إنتربرايز: "إذا كان هدفك هو الاستقرار والأمن، فمن السيئ دائمًا المراهنة على مدخن يبلغ من العمر 88 عامًا".

وحسب الصحيفة، يقال إن سلام فياض، رئيس الوزراء السابق للسلطة الفلسطينية، هو المفضل لدى بعض المسؤولين المصريين والأميركيين لقيادة حكومة جديدة في غزة.

التركيز على الرجل القوي

وقال الدكتور روبين: إنه بينما يتمتع فياض "بشعبية" في الغرب، "فأعتقد أن التركيز خلف الكواليس سيكون على رجل قوي".

بدائل عباس

ورفض أحد كبار مسؤولي الأمن القومي السابقين الكشف عن بدائل محتملة لعباس، مشيرًا إلى الحساسيات التي ينطوي عليها الأمر.

وشددوا على أنهم لا يريدون الإشارة إلى أن "الولايات المتحدة ستختار هذا الزعيم".

وقالوا: "ما يحدث على الأرجح خلف الكواليس، هو أن المسؤولين الأميركيين يطرحون أسئلة صعبة للغاية" بشأن ما سيأتي بعد ذلك.

ويبدو أن المناقشات الأميركية حول مستقبل غزة تقبل بأن تقوم قوة إقليمية واحدة أو عدة قوى إقليمية بدور الضامن للسلطة الفلسطينية.

وقال مصدران أمنيان: إن الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة ستكون حاسمة، في حين تجرى "محادثات مهمة" أيضًا مع السعودية وقطر.

وأضاف أحد المصادر: أنه يمكن دعوة دولة واحدة أو أكثر للعمل "كوكيل لضمان السلام وتولي مسؤولية" إعادة بناء غزة.

بالإضافة إلى إدارة غزة، فإن التخطيط لما بعد الحرب الذي وضعته إدارة بايدن يتكون من عنصرين آخرين: إعادة الإعمار والأمن.

ويأمل البيت الأبيض في الحصول على دعم من المجتمع الدولي، وخاصة الجيران العرب الأثرياء، لدفع تكاليف إعادة بناء المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية التحتية الحيوية.

وعلى حد تعبير أيمن الصفدي، وزير الخارجية الأردني، فقد قال: "ما الظروف التي قد يرغب أي منا في الذهاب إليها وأن يُنظر إليه على أنه العدو وأن يُنظر إليه على أنه جاء لتنظيف الفوضى التي تعاني منها إسرائيل؟".

الحضور الدولي

ومع ذلك، اقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، يضمنها وجود دولي، "سواء قوات حلف شمال الأطلسي، أو قوات الأمم المتحدة، أو القوات العربية أو الأميركية".

ويقال: إن اقتراح السيد السيسي قد حظي ببعض الاهتمام من قِبَل البيت الأبيض، حيث أشار أحد كبار المسؤولين إلى أن وضع حماس سيكون عاملا رئيسيا في القرار النهائي.

قوات سلام 

ومن غير المرجح أن تحظى فكرة وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بدعم من إسرائيل، التي شعرت منذ فترة طويلة بأن المنظمة الدولية منحازة ضدها.

هوة بين بايدن ونتنياهو 

تم الكشف عن الهوة بين جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علناً في الأسبوع الماضي، حيث حذر الرئيس الأميركي نتنياهو من أنه "لا يستطيع أن يقول لا" لحل الدولتين.

وقال بايدن في ملاحظة غير عادية: "عليه أن يغير هذه الحكومة".

وبعد محادثة مع بايدن يوم الثلاثاء، قال نتنياهو إن هناك "خلافا" بين الحلفاء حول ما يجب أن يحدث لغزة "في اليوم التالي لحماس".

وامتنع الساسة الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، عن مناقشة الخيارات لليوم التالي في غزة، وأصروا على أن الدولة بأكملها تركز على المجهود الحربي.

ولكن المناقشات حول المستقبل دخلت إلى الخطاب العام، حيث نشرت العديد من الصحف المؤثرة مقالات حول الحاجة إلى التطلع إلى المستقبل.

الخطة الأميركية 

وقالت يديعوت أحرونوت، إحدى كبرى الصحف الإسرائيلية، إنها تؤيد الخطة الأميركية "لتسليم المفاتيح" إلى مصر وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع السلطة الفلسطينية "المعاد تنشيطها".

بشكل منفصل، نقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن مسؤولين في الإدارة الأميركية قولهما: إن إسرائيل أبدت استعدادا أكبر مما كانت عليه في الماضي لمناقشة خطط مستقبل غزة.

شكوك إسرائيلية 

ومع ذلك، أعرب كبار المسؤولين الإسرائيليين علناً عن شكوكهم بشأن مشاركة السلطة الفلسطينية، في حين شككت واشنطن في اقتراح إسرائيل بإنشاء "منطقة عازلة" داخل حدود غزة.

وعبّر أنتوني بلينكن، كبير الدبلوماسيين الأميركيين، عن الأمر بطريقة أخرى، خلال زيارة قام بها مؤخراً إلى تل أبيب: "ليس لدينا أي أوهام بأن هذا سيكون سهلاً".