شبح المجاعة.. نقص الغذاء وصعوبة وصول المساعدات يدقان ناقوس الخطر في السودان

يواجه شبح المجاعة و نقص الغذاء وصعوبة وصول المساعدات يدقان ناقوس الخطر في السودان

شبح المجاعة.. نقص الغذاء وصعوبة وصول المساعدات يدقان ناقوس الخطر في السودان
صورة أرشيفية

يتعرض إنتاج المحاصيل الحيوية في السودان للخطر بسبب الحرب المستمرة، ما يزيد من احتمالية تصاعد الجوع والمجاعة، حيث أدت الصعوبات المالية التي سببتها الحرب وعرقلت جهود الإغاثة إلى مخاوف من "فشل موسم المحاصيل" وتزايد انعدام الأمن الغذائي.

انعدام الأمن الغذائي

وأفادت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، بأن الصراع الدائر في السودان يُشكل تهديدًا خطيرًا للمحاصيل الحيوية، ما يزيد من مخاطر زيادة الجوع والفقر في البلاد، حيث يقول المزارعون إنهم قد يفوتون فرصة الزراعة المثلى، والتي تحدث تقليديًا في شهر يوليو.

قدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) أن عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في السودان من المتوقع أن يرتفع إلى أكثر من 19 مليونا بحلول أغسطس، وهي زيادة كبيرة عن رقم ما قبل الصراع البالغ 16 مليونًا.

وتابعت الصحيفة أنه لمعالجة الأزمة، بدأت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في التوزيع الطارئ للبذور لتغطية احتياجات 15 مليون شخص، كما قال برنامج الأغذية العالمي إنه سيواصل مراقبة الوضع خلال الأشهر الستة المقبلة، بما في ذلك موسم الزراعة والحصاد.

صراعات مالية

ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، يعتمد ما يقرب من 65 في المائة من سكان السودان على القطاع الزراعي لكسب عيشهم، واليوم يكافح المزارعون لتأمين التمويل للمدخلات الزراعية ويواجهون ارتفاعًا حادًا في أسعار البذور والأسمدة والمبيدات الحشرية والوقود، حيث عطل النزاع المسلح واردات المواد الغذائية والسلع ، مما أدى إلى تفاقم النقص داخل السودان. 

قال العديد من المزارعين لوكالة رويترز الإخبارية الدولية، إنهم اضطروا إلى استهلاك مخزون بذور الذرة الرفيعة "بسبب اليأس"، ما أدى إلى استنزاف الموارد المحدودة بالفعل المتاحة للزراعة، ويقال إن الوضع مريع بشكل خاص في مناطق دارفور وكردفان والنيل الأبيض وسنار.

وأوضحت الوكالة الدولية، أنه على الرغم من أن "الإعلان الرسمي عن المجاعة سابق لأوانه"، إلا أن مخاوف المزارعين تشير إلى أن الوضع يتدهور بسرعة في هذا الاتجاه، بالإضافة إلى  الوصول المحدود للمساعدات الإنسانية بسبب القتال والنهب والقيود البيروقراطية،مما يعيق إيصال المساعدات والغذاء.

وأوضحت الوكالة، أن نقص المحاصيل الأساسية يهدد اقتصاد السودان، ما يزيد من حرمان البلاد من العملات الأجنبية التي يتم الحصول عليها من خلال تصدير المحاصيل النقدية مثل السمسم والفول السوداني، كما تم الإبلاغ عن تأخيرات كبيرة في المزارع التجارية المسؤولة عن إنتاج الصادرات والمحاصيل الأساسية.

سبل العيش المتوترة

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أنه في مناطق معينة، تستهدف الجماعات المسلحة المزارعين الذين يحاولون الوصول إلى حقولهم، كما أصبحت البنوك في السودان ، التي قلصت عملياتها في الغالب، أهدافًا خلال الصراع في الخرطوم، وأدى هذا إلى اضطراب شديد في سلاسل التوريد المتمركزة حول العاصمة.

وعانى المزارعون في الجزيرة، وهي منطقة زراعية حيوية، لفترة طويلة من المصاعب المالية التي تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية في السودان، حيث تكافح الولاية حاليًا مع تدفق النازحين من الخرطوم، ما يزيد من إجهاد مواردها المحدودة.

المهمة المستحيلة

بينما أكد موقع "ذا هيل" الأميركي، أن تقديم المساعدة في وضع معقد مثل السودان ليس بالأمر السهل، حيث تحتاج المنظمات الدولية إلى تمويل قوي ومرن لتنفيذ استجابات مبتكرة وغير تقليدية جنبًا إلى جنب مع الشركاء المحليين. 

وتابع أنه يمكن أن يشمل ذلك العمليات عبر الحدود من تشاد وجنوب السودان ودول مجاورة أخرى إذا لم يتم تأمين الوصول، ويعد دعم المنظمات المحلية في جميع أنحاء المناطق المتضررة جزءًا مهمًا من أي استجابة إنسانية متوقعة، فالعمل معًا على الأرض لا ينقذ الأرواح فحسب، بل يوفر الحماية للسكان من خلال الشهادة على ما يحدث.