تعهدات وتهديدات.. إثيوبيا تستعد لهجوم حاسم ضد جبهة تيغراي

تشتعل الأحداث في إثيوبيا بين الجيش وقوات تيغراي

تعهدات وتهديدات.. إثيوبيا تستعد لهجوم حاسم ضد جبهة تيغراي
صورة أرشيفية

تطورات جديدة متسارعة شهدتها جبهة تيغراي الإثيوبية، خلال الساعات الماضية، حيث تمكن الجيش الوطني من استعادة السيطرة على مناطق من قبضة متمردي قوات تيغراي.

السيطرة على تشيفرا

وأعلنت هيئة الإذاعة الإثيوبية، أن الجيش الإثيوبي سيطر على مدينة تشيفرا في إقليم عفر، كأول منطقة يستعيد السيطرة عليها من يد متمردي قوات تيغراي، وذلك بعد يومين من ظهور رئيس الوزراء آبي أحمد على جبهة القتال.

وسبق أن استولت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي على تشيفرا، الواقعة على الحدود بين إقليمي عفر في شمال البلاد وأمهرة، وذلك بعد قتال عنيف الشهر الماضي.

ولم تقدم الهيئة الإثيوبية أي تفاصيل، كما رفض التصريح ليجيسي تولو، المتحدث باسم الحكومة الإثيوبية، ولاجيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، على الفور على طلبين للتعليق.

وتقع تشيفرا غربي بلدة ميللي، التي تحاول قوات تيغراي الاستيلاء عليها منذ أسابيع لأنها تقع على الطريق السريع الذي يربط بين إثيوبيا وميناء جيبوتي، الرئيسي في منطقة القرن الإفريقي.

تحركات آبي أحمد

بينما يتجه آبي أحمد إلى خط الجبهة الأمامي مع الجيش الذي يقاتل قوات تيغراي، في منطقة عفر شمال شرقي البلاد.

وأكد آبي أحمد، في تصريحاته الأخيرة، أن: "معنويات الجيش مرتفعة للغاية"، وتعهد بفرض السيطرة على مدينة تشيفرا على الحدود بين إقليمي تيغراي وعفر "اليوم".

وأشار إلى أن أديس أبابا تحشد قواتها لشن هجوم حاسم على الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، داعيا قوات "جبهة تحرير تيغراي" وكل من انضم إليها إلى الاستسلام لإنقاذ أنفسهم.

وتابع: "سنكرر الانتصارات التي أحدثها الجيش في منطقة تشفرا بإقليم عفار، ولن نترك أي شيء نهبته جبهة تحرير تيغراي بعد دخولها إقليمي أمهرة وعفار"، مؤكدا: "في أقرب وقت سنحقق انتصارا حاسما يكسر شوكة جبهة تحرير تيغراي، هي هزمت وتقهقرت وما تبقى جيوب تحاول النهب والفرار".

وأوضح آبي أحمد أن "جبهة تحرير تيغراي دفعت العديد من شبابها للموت في حرب عبثية غير مدروسة، ونحن اضطررنا إلى دخول هذه الحرب".

وتعهد آبي أحمد بتحرير جميع المناطق والمدن التي دخلتها الجبهة، مشددا على أنه "لن يتراجع" حتى يؤكد "استقلال إثيوبيا"، وأن قوات الجيش الإثيوبي في أفضل قواتها ومعنوياتها.

بينما لقي آلاف المدنيين مقتلهم، وتم تشريد الملايين بسبب القتال منذ اندلاع الحرب في تيغراي منذ نوفمبر الماضي.

وعود باقتحام العاصمة

والشهر الماضي، توعد جيش تحرير أورومو، المتحالف مع جبهة تحرير تيغراي في إثيوبيا، باقتحام العاصمة أديس أبابا خلال أشهر أو أسابيع، مؤكدا أن مقاتليه دخلوا إلى عدة مدن في جنوب كومبولشا بينها كيميسي على بعد 320 كيلومترا من العاصمة الإثيوبية.

وقال المتحدث باسم جيش أورومو، أودا طربي، "اذا استمرت الأمور على الوتيرة الحالية فسيكون دخول العاصمة وقتها مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع".

يأتي ذلك بعد أن تحالفت جبهة المتمردين مع مقاتلي جيش تحرير أورومو إلى جبهة تحرير شعب تيغراي، حيث أكد طربي على أنهما "انضما لبعضهما البعض وهما على اتصال دائم"، مشددا على أن سقوط رئيس الوزراء آبي أحمد بات محسوما، على حد قوله.

وإثر ذلك، تم حينها إعلان حالة الطوارئ في العاصمة أديس أبابا، ودعت الحكومة السكان إلى حمل السلاح، تحسبا لتقدم قوات "تيغراي"، وذلك بعد إعلان قوات متمردة من إقليم تيغراي الشمالي تحقيقها مكاسب على الأرض جنوبا، في بداية الأسبوع، وهددت بالزحف إلى العاصمة.

كما طالب رئيس الوزراء آبي أحمد، المواطنين على حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم في مواجهة "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي".

وسيطر التحالف العسكري على مدينتين رئيسيتين في محاولة للتقدم نحو العاصمة، فيما طالب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الإثيوبيين إلى صد "إرهاب تيغراي" قائلا إن قواتها تشن "حربا أهلية شاملة".

وبسبب التحالف العسكري، أصبح إقليم أمهرة المجاور لتيغراي وأورومو في موقف صعب، حيث أعلن سلطاته حالة الطوارئ ودعت السكان للتعاون مع قوات الجيش، بينما لم تتمكن في صد الزحف العسكري الذي نجح في الاستيلاء على عدة مدن فيه بعضها إستراتيجي.

كما استولت القوات على بلدة كومبولشا ومطارها في أمهرة، التي تقع على بعد 380 كيلومترًا شمال العاصمة الإثيوبية، ومدينة ديس الإستراتيجية، بلدتي كيميس وسينبيت.

وولد الصراع بين تلك الأطراف في ٣ نوفمبر 2020 بعد أن استولت قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير "تيغراي"، تضم بعض الجنود، على قواعد عسكرية في إقليم تيغراي الشمالي، ورد آبي أحمد، بإرسال مزيد من القوات إلى المنطقة، وسبق أن سيطرت "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" على الأوضاع السياسية في إثيوبيا لقرابة ثلاثة عقود.

وتعرضت قوات تيغراي للهزيمة في البداية لكنها استعادت السيطرة على معظم المنطقة في يوليو وزحفت إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين، الأمر الذي أدى لنزوح مئات آلاف آخرين.