يوم الشهيد.. ملحمة وفاء مضيئة بالإنسانية في تاريخ الإمارات

تحتفل الإمارات العربية المتحدة بيوم الشهيد وتضحية أبناءها

يوم الشهيد.. ملحمة وفاء مضيئة بالإنسانية في تاريخ الإمارات
صورة أرشيفية

من بين محطات عديدة بارزة في تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة، يحتل يوم ٣٠ نوفمبر من كل عام، مكانة مميزة، كونه ملحمة وفاء وفخر مضيئة بالإنسانية، والتي تخلد فيها عدد من شهدائها الأبرار.

يوم الشهيد

تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة، يوم ٣٠ نوفمبر، بيوم الشهيد، لإحياء ذكرى مواطنيها الذين ضحوا بأرواحهم أثناء أداء مهامهم الوطنية داخل الدولة وخارجها، ضمن فرق القوات المسلحة الإماراتية، أو في مجالات العمل المختلفة.

وتم تخصيص ذلك اليوم، منذ 2015، حيث أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، قرارا باعتبار هذا اليوم عطلة رسمية لكافة الدوائر الحكومية والخاصة، الذي يتم فيه تنظيم مراسم وفعاليات متعددة، وذلك في أعقاب استشهاد 52 جنديا من القوات المسلحة التابعة لدولة الإمارات، ضمن قوات التحالف العربي في عملية "عاصفة الحزم" باليمن.

ويأتي ذلك كجزء أساسي دور القوات المسلحة الإماراتية في عمليات حفظ السلام الدولية وتحقيق الأمن والاستقرار وتقديم العون للمحتاجين في مناطق الصراعات، من البحرين إلى اليمن والسعودية وأفغانستان.

وسجل شهداء الإمارات الأبرار تضحيات خالدة بالفخر والاعتزاز، حيث أثبتوا شجاعتهم وبسالتهم وقوة عزيمتهم لأجل غرس قيم إنسانية في كل بقاع الأرض.

مناسبة وطنية

ومن ناحيته، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أن اليوم بـ"مناسبة وطنية غالية تعزز في نفوسنا الفخر والعزة بصفوة من أبناء الإمارات الأوفياء، من العسكريين والمدنيين، الذين سطروا بدمائهم الزكية، في ميادين الشجاعة والشرف داخل الوطن وخارجه، أعظم ملاحم البطولة والفداء".

وأضاف الشيخ محمد بن زايد: "في هذا اليوم المشهود من أيام الإمارات، والمفعم بالدلالات العميقة والمعاني الكبيرة، تتوحد مشاعر المواطنين، كباراً وصغاراً، وتأتلف قلوبهم، مثلما تتشابك سواعدهم في ميادين العمل الوطني من أجل رفعة الإمارات وتقدمها وريادتها".

ووجه بإنشاء مكتب خاص في ديوان سموه يعنى بمتابعة شؤون أسر الشهداء، وهو ما يترجم اهتمام القيادة الرشيدة بأسر الشهداء وذويهم تقديرا لتضحياتهم وبطولاتهم في الدفاع عن الوطن، والحفاظ على أمنه واستقراره.

كما وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، بإطلاق تسمية "قاعة شهيد الوطن" على قاعةٍ في كل مركز من مراكز المؤسسة المتوزعة في إمارة أبوظبي، تقديرا وعرفانا بتضحيات الشهداء.

أول شهيد إماراتي

وتعود قصة أول شهيد بالإمارات، إلى 30 نوفمبر 1971، لاستشهاد الشرطي سالم بن سهيل، الذي ضحى بروحه دفاعا عن علم الإمارات، حيث كان يتولى حمايته في جزيرة طنب الكبرى، خلال رحلة استعادة الدولة لتلك الجزيرة، بعد رفضه وإصراره على عدم تنفيذ طلب الجنود الإيرانيين بإنزال العلم الإماراتي، الذين أطلقوا النار عليه لاحقا.

وأكدت الحكومة الإماراتية أن يوم الشهيد هو يوم وطني تعبر فيه الدولة عن تقديرها لتضحيات شهدائها في كل سنة، ووقوفها ودعمها لأسر وذوي الشهداء، وأنها لن تنسى تضحيات أبنائها، من خلال أنشطة تكريمية لشهداء الوطن على أرض اليمن.

نصب تذكاري

ومن ناحيته، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات قيادة وشعبا لن تنسى أسر الشهداء وعائلاتهم، بل تقوم على رعايتهم ومتابعة شؤونهم واحتياجاتهم، لذلك أمر في عام 2016، بإنشاء نصب تذكاري للشهداء في أبوظبي، الذي يتكون من 31 لوحا من ألواح الألومنيوم الضخمة التي يستند كل منها على الآخر كرمز للوحدة والتكاتف والتضامن، ونقش قسم الولاء للقوات المسلحة الإماراتية عليه، تكريما لبطولات شهداء الإمارات وتضحياتهم في سبيل الدفاع عن أرض الإمارات وحفظ كرامتها وصون شعبها.

كما نقش على النصب التذكاري أيضا أقوال وقصائد للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، واقتباسات من أقوال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

فيما تضم الواحة بالنصب جناح الشرف الذي يغطي سقفه 8 ألواح ترمز إلى الإمارات السبع بينما يمثل اللوح الثامن شهداء الدولة، وفي منتصفه يتوسطه عمل فني يتكون من ألواح زجاجية شفافة كبيرة تمثل الإمارات السبع وتحيط بها بركة يجري من خلالها الماء، وفي جدران الجناح ألواح من الألومنيوم نقش عليها على أسماء شهداء الوطن ومعلومات عنهم، بالإضافة إلى ميدان الفخر الذي تصل مساحته إلى نحو 4000 متر مربع ويتخذ شكلا دائريا، ويحيط بالميدان مسرح ومدرج كبير يتسع إلى نحو 1200 شخص.

وفي هذا اليوم من كل عام، يحتفل جميع أبناء الإمارات بيوم الشهيد تكريما وتخليدا لقوافل الشهداء في حربها ضد أعداء السلام والأمن والأمان، وتسجيلهم لأروع الأمثلة في التضحية والشجاعة، لتظل راية الإمارات خفاقة عالية، ليتصدر اليوم هاشتاج "يوم الشهيد" عبر مواقع التواصل الاجتماعي.