محمد بن زايد يزور لندن.. مباحثات مثمرة تؤكد قوة العلاقة التاريخية بين البلدين

يزور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بريطانيا لإجراء مباحثات مع رئيس الوزراء البريطاني

محمد بن زايد يزور لندن.. مباحثات مثمرة تؤكد قوة العلاقة التاريخية بين البلدين
جانب من الزيارة

في زيارة رسمية هامة، استقبل رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الخميس، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في العاصمة البريطانية لندن.

ملفات هامة

وفي داونينج ستريت، يبحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، علاقات الصداقة والتعاون الإستراتيجي بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، بجانب عدد من القضايا والمستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

كما ستتناول مباحثات ولي عهد أبوظبي ورئيس الوزراء البريطاني عدداً من القضايا والمستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

وتأتي تلك الزيارة الإماراتية، بعد يوم من ختام زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى باريس، ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبحث العلاقات بين البلدين الصديقين.

فيما جاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى لندن، تقديرا لمسار تعزيز التعاون بين الإمارات وبريطانيا، الذي وصل لمستويات مميزة العام الجاري، وخاصة من خلال تبادل زيارات عديدة بين مسؤولي البلدين.

العلاقات بين الإمارات وبريطانيا

رغم كون الدولتين في قارتين مختلفتين، إلا أنهما ترتبطان بعلاقات قوية منذ عدة أعوام، ترجع إلى ١٩٧١، أي منذ تأسيس الإمارات العربية المتحدة، وازدادت قوة ومتانة مع الأعوام، لتكون نموذجا مميزا في مختلف المجالات بين العلاقات الأمنية والدفاعية، والاقتصادية، والإستراتيجية، والثقافية وغيرها.

وترتبط الإمارات وبريطانيا بعلاقات وطيدة وقوية ترعى المصالح الاقتصادية والاستراتيجية والثقافية للبلدين، حيث تجمعهم روابط وثيقة بينهما في مجالات عدة، بجانب توافق في الرؤى في الكثير من قضايا المنطقة والعالم.

 وفي عام 1996، وقعت بريطانيا والإمارات اتفاقية تعاون دفاعي حددت ترتيبات التعاون الأمني، ويعد هذا الاتفاق أكبر التزام دفاعي لبريطانيا خارج حلف الناتو، وفي 2009، وقعوا مذكرة تفاهم مع القوات المسلحة الإماراتية سُمح بموجبها للقوات البريطانية باستخدام القواعد الجوية الإماراتية.

تعاون اقتصادي مثمر

وعلى الصعيد الاقتصادي، تجتمع الدولتان بعلاقات ضخمة وتعاون مثمر، حيث إنه في ٢٠١١، تم تأسيس مجلس الأعمال الإماراتي البريطاني، بهدف زيادة التبادل التجاري والاستثمار، ومساعدة وتشجيع الشركات البريطانية على القيام بأعمال تجارية في دولة الإمارات، ومساعدة وتشجيع الشركات الإماراتية على القيام بالمثل، بالإضافة إلى تحديد فرص التعاون البريطاني الإماراتي في الأسواق الثالثة.
 
وأظهرت الأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية للمملكة المتحدة في 31 أكتوبر 2014، أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين بلغ 12.36 مليار جنيه إسترليني، في عام 2013، الذي قفز من 7.5 مليار جنيه إسترليني عام 2009.

وتم تحقيق تلك القفزة القوية من خلال زيادة حجم التبادل التجاري عبر مجموعة واسعة من القطاعات شملت الطاقة والخدمات المالية والمهنية والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، بجانب الدفاع والطيران، وفقا لموقع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية.

وفي عام 2013، احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الـ14 عالمياً من حيث حجم استيراد المنتجات البريطانية، إذ بلغت أكثر من 3.2 مليار جنيه إسترليني في عام 2009، وبذلك تكون الإمارات أكبر سوق للصادرات البريطانية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبلغت قيمة الصادرات الإماراتية إلى المملكة المتحدة أكثر من مليار جنيه إسترليني في عام 2009.

وتشمل الصادرات البريطانية إلى دولة الإمارات طائفة واسعة من القطاعات مثل قطاع الاتصالات، ومعدات توليد الطاقة، والسلع الكهربائية، والنقل، والآلات المكتبية، والمنتجات المعدنية اللافلزية، وغيرها من السلع الأخرى.

واضطلعت الشركات البريطانية مثل بي بي (BP) وشل (Shell) بدور بارز في تطوير موارد الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أن بريطانيا ممثلة تمثيلا جيداً في قطاع الخدمات، ولا سيما في قطاع الخدمات المالية والقانونية وغيرها من الخدمات المهنية، إذ تشكل مئات الشركات البريطانية حضوراً في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة مستثمراً مهماً لا يستهان به في الاقتصاد البريطاني، إذ يضخ أموالاً تساعد في خلق وظائف وتساهم في تحقيق النمو على المدى الطويل.

ومن بين أبرز الإنجازات التجارية والاستثمارية الإماراتية في بريطانيا، هو تملك جهاز أبوظبي للاستثمار (أديا) 15٪ من حصص مطار جاتويك (2010)، واشترت شركة أبوظبي لطاقة المستقبلة "مصدر" 20٪ من حصص مصفوفة لندن البحرية  (London Array)، وهي أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم (2008(.

كما تملكت شركة أبوظبي الوطنية للمعارض مركز المؤتمرات والمعارض (ExCel) بلندن (2008).

اشترت مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار نادي مانشستر سيتي لكرة القدم (2008)، وتملكت موانئ دبي العالمية مجموعة بي آند كيو  (P & O)، وحازت على عقد تطوير ميناء لندن غيتواي (London Gateway) بتكلفة 1.5 مليار جنيه إسترليني لإنشاء أول ميناء حاويات عميق المياه في القرن الحادي والعشرين في أوروبا  (2006)، واستحوذت دبي إنترناشيونال كابيتال -ذراع الاستثمارات الدولية لـ''دبي القابضة- على مجموعة فنادق ترافيلودج المحدودة البريطانية (Travelodge) (2006).