بريطانيا على خط المواجهة.. مقاتلات في سماء التوتّر الإيراني- الإسرائيلي
بريطانيا على خط المواجهة.. مقاتلات في سماء التوتّر الإيراني- الإسرائيلي

في تطور يعبر عن التوتّر المتصاعد في منطقة الشرق الأوسط، تستعد بريطانيا للتدخل عسكريًا ضمن سياق المواجهات الدائرة بين إيران وإسرائيل، في خطوة استراتيجية غير متوقعة، أعلنت حكومة كير ستارمر نشر مقاتلات عسكرية، بالإضافة إلى قدرات دعمية في المنطقة، دون أن تؤكد بشكل مباشر ما إذا كان هذا التحرك يهدف لمساندة تل أبيب في حال نشب صدام مباشر مع طهران، وسط هذا الترقب الدولي والحذر بسبب احتمال توسع النزاع إقليميًا، تتضارب التوقعات حول حدود التورط البريطاني في هذا النزاع المعقد.
وفي وقت تتسارع فيه التحركات على الأرض وفي الأجواء، يثير هذا التحرك تساؤلات عما إذا كان يشكّل بداية مرحلة جديدة في سياق المواجهات في الشرق الأوسط، ويضع التوازنات الدبلوماسية في اختبار صعب ضمن سياق التغيرات التي تشهدها المنطقة.
*بريطانيا تدخل خط المواجهات*
وسط التوتّر غير المسبوق في منطقة الشرق الأوسط بسبب التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، دخلت بريطانيا على خط المواجهات عبر اتخاذ سلسلة من التدابير الدفاعية التي تؤثر على التوازن في المنطقة.
فقد أعلنت حكومة كير ستارمر، يوم السبت، نشر مقاتلات عسكرية ضمن سياق التحضيرات للتصدي للتطورات غير المتوقعة في هذا النزاع.
وأفادت وزيرة الخزانة البريطانية، ريتشل ريفز، في تصريح لقنوات سكاي نيوز البريطانية، أن نشر هذه الأصول يتم بالأساس ضمن سياق حماية القواعد والأفراد التابعين للمملكة المتحدة في المنطقة.
وفي معرض إجابة على تساؤل مباشر حول احتمال انخراط لندن عسكريًا في حال نشبت مواجهة شاملة، لم تستبعد ريفز أن يتمّ اتخاذ خطوات أبعد تتضمن دعم إسرائيل في الدفاع الذاتي في حال طالها هجوم إيراني مباشر.
وتابعت: نرسل هذه الأصول لحماية مصالح المملكة المتحدة في المنطقة، بالإضافة إلى دعم شركائها عند الخطر، لكن هذا يتم ضمن سياق الدفاع الذاتي في المقام الأول، ولا يعبر إطلاقًا عن انخراط مباشر في المعركة.
تنسجم هذه التحركات مع سياق التوتّر المتصاعد في المنطقة، فقد كان سلاح الجو البريطاني قد أسقط في شهر أبريل الماضي طائرات إيرانية دون طيار كان هدفها ضرب مدن إسرائيلية.
وفي أكتوبر التالي، اعترضت مقاتلة بريطانية أخرى صواريخ إيرانية ضمن سياق حماية الأجواء في المنطقة دون أن تخوض في اشتباك مباشر.
لكن العلاقات المتوترة التي نشأت بسبب الخلاف حول طريقة التعامل مع الحرب في غزة ألقت بظلال مختلفة على التحرك البريطاني.
فقد أعلنت حكومة لندن الأسبوع الماضي فرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين بسبب التحريض على العنف في الأراضي الفلسطينية، وهو ما أثار غضب تل أبيب التي وصفت تلك الخطوات بـ«المخزية»، وتوعّدت بإعادة تقييم سياستها التعاونية مع لندن.
وتؤكد هذه التناقضات أن التوازن في الموقف البريطاني حساس ويخضع لمعيارات مختلفة، التزامات الدفاع الجماعي ضمن سياق التحالفات، مقابل ضغط داخلي وخارجي بسبب الخسائر الإنسانية في غزة.
ويثير هذا التوازن تساؤلًا عما إذا كان بإمكان حكومة كير ستارمر أن تستمر في سياستها الحالية دون أن تنزلق نحو التورط الكامل في النزاع.
مراقبون أكدوا أن الأوساط الدبلوماسية تخشى أن تؤدي أي خطوة غير مدروسة إلى انخراط مباشر في الحرب، وهو ما قد يضع القوات البريطانية في خط المواجهة ويؤثر على سياستها الخارجية على مدار السنوات المقبل.
وفي هذا السياق، يجري مسؤولون بريطانيون محادثات واتصالات على أعلى المستويات لتوفير ضمانات بألا يتم اتخاذ أي خطوة عسكرية إلا ضمن سياق الدفاع الذاتي الجماعي واحترام القانون الدولي.
يبقى الترقب سيد الموقف في منطقة يتسع فيها الخطر يومًا بعد يوم، وفيما تستمر إيران وإسرائيل في تبادل الضربات بشكل يقترب من حرب شاملة، تستعد القوات البريطانية للتدخل في حال اقتضت الضرورة، دون أن تنسى التوازن الدقيق في سياستها في التعامل مع شركائها في المنطقة.