خامنئي يتحسّب للأسوأ.. يحدد خليفته تحسبًا لضربة لتغتياله
خامنئي يتحسّب للأسوأ.. يحدد خليفته تحسبًا لضربة لتغتياله

وسط تصاعد التطورات الأخيرة بين إسرائيل وإيران، تعيش القيادة الإيرانية تحت ضغط غير مسبوق، مع تصاعد الاستهداف الإسرائيلي وارتفاع منسوب التهديدات.
وبينما يحاول خامنئي إدارة هذه الأزمة من خلف الجدران المحصّنة، تبقى الجمهورية الإسلامية في مفترق حرج، حيث يتقاطع الأمن الداخلي مع المواجهة الإقليمية المفتوحة، ومخاطر الانكشاف أمام أعداء الخارج والداخل معًا.
ترتيبات غير مسبوقة تحسبًا لاغتياله
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، نقلًا عن مصادر إيرانية وصفتها بالمطلعة، أن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، اتخذ ترتيبات غير مسبوقة تحسّبًا لاحتمال تعرضه للاغتيال، في ظل التصعيد غير المسبوق بين طهران وتل أبيب.
ووفقًا لثلاثة مسؤولين إيرانيين تحدثوا للصحيفة، فإن خامنئي بدأ تنفيذ خطة طوارئ تتضمن تغييرات في نمط الاتصال مع القادة العسكريين، واعتماد قناة وحيدة عبر مساعد موثوق، مع تعليق استخدام الوسائل الإلكترونية كإجراء احترازي لمنع تتبّعه.
كما أكدوا أن المرشد الأعلى انتقل إلى ملجأ محصن تحت الأرض، وعيّن مجموعة بديلة من القادة العسكريين، تحسّبًا لفقدان مزيد من معاونيه البارزين في الضربات الإسرائيلية الأخيرة.
خلفاء محتملون والابن خارج الحسابات
المصادر الإيرانية نفسها أشارت إلى أن خامنئي سلّم مجلس خبراء القيادة قائمة بثلاثة رجال دين بارزين كمرشحين محتملين لخلافته، في حال مقتله، وهو ما يعكس حجم القلق داخل النظام الإيراني من تصاعد الحرب.
واللافت أن نجل المرشد، مجتبى خامنئي، الذي كان يعتبر الأوفر حظًا لخلافة والده، لم يرد اسمه ضمن القائمة، كما أن الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، الذي كان من أبرز الأسماء، قُتل في حادث تحطم مروحية العام الماضي.
ورغم أن اختيار المرشد الأعلى عادةً ما يستغرق شهورًا من المشاورات الدينية والسياسية، إلا أن خامنئي طالب بالإسراع في العملية حال اغتياله، لضمان استقرار النظام في هذه اللحظة المفصلية، بحسب ما أوردته الصحيفة.
خامنئي: نهاية اغتيالية تعني الشهادة
وبحسب ما نقلته نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين، فإن خامنئي يدرك تمامًا أنه قد يكون هدفًا لعملية اغتيال من قبل إسرائيل أو واشنطن، لكنه ينظر إلى هذا المصير المحتمل كـ"شهادة"، وليست نهاية مأساوية.
وبالرغم من ذلك، شدد على ضرورة أن يكون هناك انتقال منظم للسلطة يضمن استمرارية الجمهورية الإسلامية.
ومنذ بداية الحرب، وجّه خامنئي خطابين مسجلين إلى الشعب الإيراني، ظهر خلالهما في موقع داخلي محاط بستائر داكنة، ما يعزز ما ذكرته الصحيفة حول إقامته في ملجأ محصّن.
في أحد هذه الخطابات، شدد على أن إيران "لن تستسلم أمام حرب مفروضة"، داعيًا الإيرانيين إلى الصمود والثبات.
إيران تتعامل مع جبهتين: الغارات والتسلل
المسؤولون الإيرانيون أكدوا أن طهران تواجه حاليًا حربًا على جبهتين، الأولى تتعلق بالهجمات الجوية التي تستهدف مواقع استراتيجية تشمل منشآت نووية وعسكرية، بالإضافة إلى اغتيالات دقيقة تطال علماء ومسؤولين داخل منازلهم في مناطق مكتظة.
أما الجبهة الثانية، فتتمثل في "الاختراق الداخلي"، إذ تشير المعلومات إلى انتشار عملاء إسرائيليين داخل الأراضي الإيرانية، يشنّون هجمات باستخدام طائرات مسيّرة، تستهدف منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية، ما دفع النظام الأمني الإيراني إلى رفع مستوى التأهب..
وتزامنًا مع التصعيد، تزداد المخاوف داخل دوائر القرار الإيراني من تدخل مباشر محتمل من قبل الولايات المتحدة.
ووفق الصحيفة، يضع القادة الإيرانيون هذا السيناريو ضمن قائمة "التهديدات الأكثر خطورة"، خاصة مع الاتهامات الغربية المستمرة لطهران بتقديم الدعم العسكري لموسكو في أوكرانيا.