ترامب يقصف إيران.. كواليس لحظة قلبت الشرق الأوسط رأسًا على عقب
ترامب يقصف إيران.. كواليس لحظة قلبت الشرق الأوسط رأسًا على عقب

أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خطوة حاسمة قد تغير ملامح الشرق الأوسط، بتوجيهه ضربة عسكرية مباشرة إلى البرنامج النووي الإيراني، في عملية ضخمة تمثل منعطفًا خطيرًا في العلاقات الأمريكية الإيرانية، وفي مستقبل الأمن الإقليمي والعالمي، حسبما نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
كواليس الضربة
وأشارت الشبكة الأمريكية، أن الليلة التي شهدت هذا الهجوم، في يونيو 2025، قد تُسجل في التاريخ كلحظة فارقة في تاريخ الشرق الأوسط: حين زال شبح الدمار النووي عن إسرائيل، وانكمشت القوة الإيرانية، وارتفعت الهيبة الأمريكية.
ولفت أن هذا السيناريو المتفائل ما يزال معلقًا بنتائج ضربة عسكرية وصفها ترامب بأنها "ساحقة"، في حين لم تتضح بعد فاعليتها التامة في تدمير قدرات إيران النووية.
مقامرة كبرى
بإقدامه على هذه الخطوة، يكون ترامب قد راهن برئاسة بلاده على رهانات تتعلق بالأمن الدولي، وعلى إرثه السياسي، دون أن يكون قادرًا على التنبؤ بعواقبها النهائية.
وأضافت الشبكة الأمريكية، أن التصعيد الأخير تم دون الرجوع إلى الكونغرس، ودون تهيئة الرأي العام، ومن دون تحالفات دولية داعمة، وهو ما يثير مخاوف من أن يكون قد فتح باباً على صراع طويل الأمد.
تهديدات من البيت الأبيض وتصعيد مباشر
في خطاب ألقاه من البيت الأبيض ليلة السبت، محاطًا بنائبه جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، وجه ترامب تحذيراً شديد اللهجة إلى طهران، قائلاً: إن على إيران أن تتقبل الضربة الجوية التي استهدفت ثلاث منشآت نووية رئيسية، وإلا فإن القادم سيكون أعنف.
وقال ترامب: إن "إيران، بلطجي الشرق الأوسط، يجب أن تصنع السلام الآن. وإن لم تفعل، فإن الهجمات المقبلة ستكون أكثر تدميراً".
45 عامًا من العداء
وأكدت الشبكة الأمريكية، أن الهجمات الأمريكية التي نُفذت عبر قاذفات B-2 المتطورة، تمثل تتويجاً لخمسة وأربعين عامًا من التوتر والعداء بين واشنطن وطهران منذ الثورة الإسلامية عام 1979. لكن، كما يشير التاريخ في الشرق الأوسط، فإن إشعال الحروب أسهل بكثير من إنهائها.
سيناريوهات غامضة
في تجاوز واضح للمسار الدستوري، اتخذ ترامب قراره بالهجوم دون عرض الأدلة التي يزعم أنها تثبت قرب إيران من امتلاك سلاح نووي، ودون أخذ موافقة الكونغرس أو إشراك الحلفاء، وقد تجاهل ترامب أيضًا التقييمات الاستخباراتية الأمريكية التي تفيد بأن إيران ما تزال على بعد سنوات من تطوير سلاح نووي.
وقال المسؤول الأمريكي السابق بريت ماكغورك، والذي عمل مع إدارات جمهورية وديمقراطية، إنه لا أحد يمكنه الجزم بتداعيات هذه الضربة.
وأضاف في مقابلة مع شبكة CNN: أن "كل من يقول إنه يعرف إلى أين ستتجه الأمور، سواء في أفضل السيناريوهات أو أسوأها، فهو لا يدرك ما يتحدث عنه".
هجمات انتقامية وإشعال صراع جديد
وأكدت الشبكة الأمريكية، أنه حتى وإن كانت إيران قد ضعفت بفعل الضربات الإسرائيلية الأخيرة، إلا أنها ما تزال تملك القدرة على مهاجمة قواعد ومصالح أمريكية في المنطقة، بل واستهداف مدنيين أمريكيين، ومن شأن أي هجوم إيراني أن يشعل مواجهة دموية قد تتحول إلى حرب مفتوحة.
وأضافت: أن المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، تلقى صفعة قوية تمس جوهر النظام الإيراني، وهو حقه المُعلي في تخصيب اليورانيوم، ومن غير المرجح أن يقف زعيم الثورة الإيرانية مكتوف الأيدي دون رد.
تهديدات أمريكية إضافية
وواصل ترامب تهديداته، قائلاً: إن "إما أن يكون هناك سلام، أو ستكون هناك مأساة لإيران، أكبر مما شهدناه خلال الأيام الثمانية الماضية، تذكروا، ما تزال هناك أهداف كثيرة".
ورغم تدمير أجزاء من ترسانتها الصاروخية، وفقدانها لكثير من نفوذها عبر حلفائها مثل: حزب الله في لبنان وحماس في غزة، إلا أن إيران ما تزال تملك خيارات متعددة، إذ قد تغلق مضيق هرمز وتثير أزمة طاقة عالمية، أو تستهدف حلفاء أمريكا في الخليج، أو تستخدم ميليشياتها في العراق وسوريا لمهاجمة القوات الأمريكية.