العراق.. اعتصامات الصدر وميليشيات إيران تهدد استقرار بلاد الرافدين

تهدد اعتصامات الصدر وميليشيات إيران استقرار بلاد الرافدين

العراق.. اعتصامات الصدر وميليشيات إيران تهدد استقرار بلاد الرافدين
صورة أرشيفية

بدأ مؤيدو رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر اعتصامهم في بغداد بعد أسبوعين تقريبًا من اقتحامهم للبرلمان العراقي، بدأ الاحتجاج مفتوحا في البداية، ثم خارج المجلس التشريعي، وتعد المعسكرات المتعارضة هي أحدث منعطف في المواجهة بين الكتل الشيعية المتنافسة في العراق والتي ظلت حتى الآن سلمية في البلد الذي مزقته الحرب، لتهدد الاستقرار الهش الذي شهده العراق الأشهر الماضية، وتثير الغضب الشعبي من النخبة الشيعية التي تسعى لتنفيذ أجندة إيران متجاهلة الأزمات الاقتصادية الكبرى؛ حيث قال الإطار التنسيقي الموالي لإيران: إنه سيعقد "اعتصامًا إلى أجل غير مسمى" للضغط من أجل تشكيل حكومة جديدة بسرعة لإنهاء أشهر من الجمود.

مناصرو الصدر

صحيفة "آرب ويكلي" الدولية أكدت أن الإعلان جاء في بيان تلاه الصدر على الآلاف من أنصار الكتلة الذين تجمعوا على طريق الوصول إلى المنطقة الخضراء بالعاصمة، موطن المباني الحكومية والدبلوماسية، وكذلك البرلمان، وقال أبو جبل، 32 عاما، عامل باليومية: "لا نعرف كم سنبقى خمسة أشهر، عشرة أشهر، لا نعرف، كل شيء جاهز، سيكون هناك طعام".

مراقبون أكدوا أن هناك عددا كبيرا من المحتجين يجمعون خياما كبيرة استعدادا للتخييم في الخارج، حيث يطالب الموالون للصدر، رجل الدين الشيعي الذي قاد ميليشيا ضد القوات الحكومية العراقية والأميركية، بإجراء انتخابات جديدة بعد أن عين الإطار التنسيقي مرشحًا لرئاسة الوزراء، بينما يريد الإطار التنسيقي -التحالف الذي يجمع حزب رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، وهو عدو للصدر والحشد الشعبي وهو شبكة شبه عسكرية سابقة موالية لإيران مدمجة الآن في قوات الأمن- تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن.

المفاوضات الفاشلة

في السياق ذاته، طالب بيان صادر عن التحالف بـ"تشكيل حكومة جديدة" تقدم خدمات عامة وحلولاً لانقطاع التيار الكهربائي ونقص المياه، وقال المالكي في بيان: إن تعبئة يوم الجمعة أظهرت أنه "لا يمكن لأي طرف أن يسيطر على الشارع على حساب آخر"، بينما قال أبو مهدي أحد منظمي الاحتجاجات من مدينة الحلة جنوبي العاصمة "نحن هنا لحماية الدولة والدستور".

وحسب الصحيفة الدولية، فإن الاحتجاجات تعكس شهورًا من المفاوضات الفاشلة من قِبل القوى السياسية العراقية لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات أكتوبر غير الحاسمة، تقول إحدى المعتصمات خارج البرلمان: "النظام الذي لم يفعل شيئًا للشعب على مدى 20 عامًا، باستثناء النهب وسرقة المال العام وتنفيذ أجندة إيران، لا نريد كلاهما الصدر والنوري، نريد حكومة وطنية غير تابعة لأي قوى إقليمية".

نظام فاسد

واحتشد أنصار الصدر يوم الجمعة في مدن العمارة والكوت والناصرية الجنوبية، وذكر مراسلون أن خصومهم تظاهروا في مدينة الموصل الشمالية الرئيسية، وطالب الصدر، الأربعاء، القضاء بحل البرلمان بنهاية الأسبوع المقبل، في إطار دعوته لإجراء انتخابات جديدة، ولتعزيز حملته، دعا الصدر أنصاره إلى تقديم التماسات جماعية إلى المحاكم.

يقول علي جابر، في إشارة إلى الكتل الشيعية المتنافسة كلا المعسكرين جزء من نظام فاسد يقود البلاد، مضيفًا، أن التخلص منهم هو الخطوة الأولى لتحقيق أحلام الشعب العراقي.