محلل دولي: خطر الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل يهدد الاستقرار العالمي ويستدعي تحركًا عاجلًا
محلل دولي: خطر الحرب الشاملة بين إيران وإسرائيل يهدد الاستقرار العالمي ويستدعي تحركًا عاجلًا

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا في وتيرة التوترات، في أعقاب الاشتباكات المتواصلة بين إيران وإسرائيل، وسط تحذيرات متزايدة من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة
الغارات الجوية والصواريخ العابرة للحدود باتت مشهدًا يوميًا، فيما تواصل قوات الجانبين استهداف مواقع عسكرية وبنى تحتية حساسة في مواجهات هي الأعنف منذ عقود.
مصادر ميدانية أفادت بأن إسرائيل كثفت خلال الساعات الأخيرة من هجماتها على مواقع الحرس الثوري الإيراني ومخازن أسلحة في الأراضي السورية والعراقية، فيما ردت طهران بقصف صاروخي استهدف منشآت حيوية في شمال إسرائيل، بينها قواعد عسكرية ومطارات.
وبينما أعلنت إيران أن ضرباتها تأتي في إطار "الردع المشروع"، توعدت إسرائيل بـ"رد ساحق" مؤكدة أنها لن تسمح لطهران بفرض معادلات جديدة في المنطقة.
في الوقت ذاته، دخلت مليشيات موالية لإيران في لبنان والعراق واليمن على خط المواجهة، ما زاد من تعقيد المشهد الميداني.
دوليًا، دعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار، محذرين من مخاطر اندلاع حرب إقليمية شاملة تهدد استقرار الشرق الأوسط والعالم. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا إلى ضبط النفس، مؤكدًا أن "التصعيد العسكري لن يخدم سوى مزيد من الدمار والمعاناة الإنسانية".
فيما تواصل القاهرة والرياض وأبو ظبي إجراء اتصالات دبلوماسية مكثفة لاحتواء الموقف، وسط قلق متصاعد من انعكاسات النزاع على الأمن الإقليمي وسلامة الملاحة الدولية في الخليج والبحر الأحمر.
وحذّر الدكتور حسام الشربيني، أستاذ العلاقات الدولية والمحلل المتخصص في الشؤون الدولية، من أن استمرار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل ينذر بانفجار حرب شاملة قد تتجاوز حدود البلدين لتشعل المنطقة بأكملها، مع آثار محتملة على الأمن والسلم الدوليين.
وفي تصريح خاص للعرب مباشر ، أكد الشربيني أن "المواجهة الحالية لم تعد مجرد اشتباكات محدودة، بل تتجه نحو صراع مفتوح تدخّلت فيه أطراف إقليمية غير مباشرة مثل: حزب الله في لبنان، وميليشيات في العراق واليمن، ما يزيد من فرص تعميم النزاع."
وأضاف: "القلق لا يقتصر على المنطقة فقط، بل يمتد إلى العواصم الكبرى، نظرًا لاحتمال تأثر طرق الطاقة والملاحة في الخليج العربي، وتضرر مصالح الغرب في الشرق الأوسط. الولايات المتحدة تجد نفسها في وضع دقيق بين دعم إسرائيل ومحاولة تجنب التورط المباشر في حرب مفتوحة".
وأشار الشربيني، أن التحركات الدبلوماسية الحالية، خاصة من قبل مصر والسعودية، تمثل أملًا في وقف التصعيد، لكنه شدد على أن "الرهان على الحل السياسي لدنا يزال هشًا ما لم تمارس القوى الكبرى ضغوطًا حقيقية على الطرفين".
واختتم تصريحه قائلاً: "إذا لم يتم كبح جماح هذا التصعيد، فإن المنطقة قد تكون على أعتاب تحولات استراتيجية خطيرة تغير خريطة النفوذ في الشرق الأوسط لعقود مقبلة".