دلالات منع لبنان دخول سفن تركيا موانيها

منعت لبنان السفن التركية من الدخول إلي الموانيء البحرية التابعة لها

دلالات منع لبنان دخول سفن تركيا موانيها
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تسعى السلطات اللبنانية إلى مجابهة أنشطة الفساد الخارجية التي تعبث على أرضها، في الأوقات الأخيرة، ولا سيما بعد تورط لبنان في تهريب شحنات مخدرات إلى الخارج.


في هذا السياق قررت السلطات اللبنانية، احتجاز بواخر تركية تدخل الموانئ اللبنانية بزعم تزويد البلاد بالكهرباء.


وأكدت السلطات اللبنانية أن حجز البواخر، للتحقيق في شبهات فساد بملايين الدولارات، ومنع لبنان، البواخر التركية من مغادرة السواحل اللبنانية، وذلك في إطار تحقيق تجريه السلطات في احتمال وجود شبهات فساد بملايين الدولارات، في عملها، وفقا لما ذكرته الأسوشيتد برس.


واتخذ قرار الحجز على البواخر ومنعها من مغادرة لبنان، الأربعاء، النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، وتم الطلب من وزارات عديدة والأجهزة الأمنية المختلفة بما فيها الجيش، تطبيق القرار.
 
رفض دفع مستحقات الشركات التركية


يتضمن القرار طلبا موجها إلى وزارة المالية يقضي بعدم دفع أي مستحقات لشركة "كارباور شيب" التركية المسؤولة عن بواخر الطاقة التي توفر نحو 40 في المئة من حاجة لبنان من الكهرباء، إلى جانب شركة "كاردينيز" التركية.

ويستهدف القرار المعلن "ضمان حقوق الدولة في تحصيل البند الجزائي الموقع بـ25 مليون دولار أميركي في حال التثبت من دفع عمولات"، وهي شبهة قد تطال كبار المسؤولين اللبنانيين إذا تم إثباتها، في ما يسمى في لبنان "صفقة البواخر" التي بدأت بتوفير الكهرباء منذ العام 2013.

 ويعد القرار بمثابة ضمانة تتيح للسلطات اللبنانية متابعة التحقيق الذي بدأته منذ شهور وأوقفت بموجبه عدة أشخاص للاشتباه بوجود رشاوى دفعت عند تجديد العقد بين وزارة الطاقة اللبنانية والشركتين؛ وقد يتوسع الآن ليشمل مسؤولين في الشركتين، وعندما يتم الادعاء عليهم، تحال القضية إلى قاضي التحقيق، كما ذكرت الأسوشيتد برس.
 
محاولات لاستغلال الوضع


ووفقا لخبراء ومراقبين، فإن تركيا تستغل حاجة لبنان الملحة لتوفير الكهرباء كذريعة للتوغل في البلاد، فضلا عن بيع الكهرباء بأسعار أضعاف قيمتها، في رغبة لزيادة مديونية لبنان، مما يسمح لتركيا بالتوغل في البلاد.


كما تعد لبنان إحدى الدول العربية ذات الأهمية الإستراتيجية في توجهات تركيا الإقليمية، لما له من أهمية في التأثير على كثير من الدول المجاورة، أو لتنفيذ الأهداف الإقليمية التركية بما يتوافق مع مصالح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فالأهداف التركية في لبنان وجدت في ضعف القيادة السياسية، بيئة خصبة لتعزيز الدور التركي.
 
كما أن تركيا تعمل وفق سياساتها على إيجاد نوع من التوازن الطائفي، وضمن نفس السياق فإن الأقلية التركمانية اللبنانية ترتبط بتركيا؛ هذا الارتباط ازداد بعد وصول حزب «العدالة والتنمية» إلى السلطة في تركيا، فضلاً عن محاولات تركيا بتعزيز نفوذها في مدينة طرابلس اللبنانية، الأمر الذي تُرجم برفع الأعلام التركية في أكثر من مناسبة، في تلك المدينة الشمالية.