كيف يؤثر تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية على قطاع التعليم في لبنان؟

يؤثر تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية على قطاع التعليم في لبنان

كيف يؤثر تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية على قطاع التعليم في لبنان؟
صورة أرشيفية

يلامس لبنان عتبة تسميته بدولة مارقة، وهو يعاني من أزمات معقدة تبدو عناوينها اقتصادية متعلقة بالفساد بينما أساس هذه الأزمة يكمن بالاحتلال الإيراني بواسطة حزب الله الذراع الإيرانية في لبنان، كما أن الأحداث الأخيرة إن دلت على شيء فهي تدل على فقدان القرار السيادي للدولة اللبنانية. 

ومؤخرا بات لبنان على موعد جديد، حيث الفساد منتشر بين الجميع والحكومة المتواجدة لا تهتم بشيء وحتى أكبر كارثة في لبنان "مرفأ بيروت" لم يحاسب أحدا عليها حتى الآن. 

حزب الله وهدم الدولة اللبنانية 

منذ تأسيس الحزب الإيراني حزب االله في لبنان ويعمل على هدم اسس الدولة اللبنانية على كافة الصعد؛ بداية تحت عنوان إقامة الجمهورية الإيرانية التابعة لولاية الفقيه ليتبعه لاحقا بعنوان تحرير القدس. 

وبعد اتفاق ترسيم الحدود الجنوبية للبنان الذي تم بين الحزب الإيراني وإسرائيل، ووقعت عليه الدولة اللبنانية، لم يعد لهذا الحزب مصلحة في إشعال الحروب مع "العدو"، كما أن الاتفاق الإيراني-السعودي الأخير لا يسمح اليوم لأذرع ايران في المنطقة بافتعال أزمات جديدة. 

الشغور الرئاسي وتداعياته على انهيار الدولة 

وفشل البرلمان اللبناني في الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية ليزيد من الشغور الرئاسي اللبناني، وحكومة تصريف الأعمال في لبنان، منهارة تمامًا ولا تستطيع أخذ قرارات هامة للبلاد ولكنها أخذت قرارًا بإلغاء شهادة امتحانات "البريفيه" لهذا العام، التي تختتم مرحلة التعليم الأساسي، على أن يتم أخذ القرار للسنوات المقبلة تبعا لرؤية وزير التربية.

وتأتي هذه الخطوة بعد مرور عام دراسي قاس على الطلاب اللبنانيين، خصوصا في قطاع التعليم الرسمي، مع عدم تمكن الطلاب من إتمام المناهج نتيجة إضرابات المعلمين في المدارس الرسمية بمختلف مناطق البلاد، مع ارتفاع أسعار المحروقات وعدم تأمين الرواتب التي تمكنهم من الوصول إلى مدارسهم.

ويرجع وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي السبب إلى "عدم إمكانية قوى الأمن متابعة إجراء الامتحانات على كافة الأراضي اللبنانية"، مؤكدا بصعوبة لوجستية في قوى الأمن الداخلي تعيق متابعة كافة الامتحانات الرسمية في لبنان، أي المتوسطة والثانوية، لذا اتجهنا لهذا الخيار وألغينا الشهادة الرسمية المتوسطة لهذا العام، واكتفينا بإجراء امتحانات الثانوية العامة".

وقال الوزير امتحانات الثانوية العامة مفصلية لا يمكن إلغاؤها وقد أمنت الأموال الكافية لإتمامها، وبما أن أبرز عناصر الامتحانات قوى الأمن الداخلي غير جاهز، أبدينا تفهمنا لهذا المطلب، علما أننا نجحنا في توفير التمويل للامتحانات كافة".

وتعد شهادة البريفيه اللبنانية الرسمية فاصلة بين مرحلتين، الأساسية المتوسطة والثانوية، وألغيت الشهادة 3 مرات منذ عودة الامتحانات الرسمية بعد انتهاء الحرب في لبنان، واستعيض عنها بإفادات، الأولى مع إضراب المعلمين عام 2014، والثانية عام 2020 مع الانتشار الأول لجائحة كورونا، والثالثة كانت في 2021 بعد عام طويل من التعليم عن بعد وعدم القدرة على التقييم الحقيقي للحاصل التعليمي للطلبة.

تحديات سيادة القرار 

ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب، تواجه الساحة اللبنانية تحديات سيادة قرار حزب الله في البلاد، ما يشير إلى انتشار الفساد والفوضى والعصيان والإضراب في كافة القطاعات الحكومية في البلاد. 

وأضاف في تصريحات لـ العرب مباشر، أن هذه الأحداث وتأجيل الامتحانات وضياع مستقبل العديد من الطلبة في البلاد يؤكد قبضة الحزب الإيراني، وهو لا يقيم اعتبارا لسيادة الدولة بل يعمل على توكيد الاحتلال في كافة الميادين. 

وختم بالقول: إنه يجب العمل على مواجهة الاحتلال الإيراني للبنان،  فإذا لم يواجه الاحتلال لا يمكن لأي رئيس أن ينهض بلبنان من الأزمة التي وصل إليها بسبب هدم هذا الحزب لأسس الجمهورية.