كيف تحاول جماعات الإسلام السياسي الاستفادة مما يحدث في غزة؟

تحاول جماعات الإسلام السياسي الاستفادة مما يحدث في غزة

كيف تحاول جماعات الإسلام السياسي الاستفادة مما يحدث في غزة؟
صورة أرشيفية

في ظل الأزمات التي تواجهها جماعة الإخوان منذ سنوات، والرفض الشعبي لتورطها في أعمال إرهابية في العالم العربي، تحاول الجماعة استغلال حرب غزة الأخيرة لتحسين صورتها، والتخلي عن صفتها العنيفة. هل تنجح في ذلك؟ وما الآثار المترتبة على ذلك؟

هذه هي الأسئلة التي تطرحها دراسة جديدة لمركز ستراجيتكس للأبحاث والدراسات، تتناول كيفية تعامل الجماعات الإسلامية والمتشددة مع حرب 7 أكتوبر، وكيف تسعى الإخوان للاستفادة من الوضع، بالاعتماد على علاقتها بحركة حماس، وما توقعاتها للمستقبل بعد الحرب.

الحرب في غزة وتأثيرها على الإسلام السياسي

الدراسة ترى أن الحرب في غزة كانت نقطة فارقة في تاريخ وخطاب الإسلام السياسي، وأنها ستؤثر عليه بشكل كبير في الفترة القادمة، لأن حماس التي نفذت الهجمات على غلاف غزة في 7 أكتوبر، هي فرع من فروع الإخوان المسلمين، وأن نتائج الحرب ستغير سلوك الجماعة، الذي بدأ يظهر في بعض الدول العربية، ومن المحتمل أن يزداد في المستقبل، لأن هجمات حماس ضربت صورة الإخوان كجماعة واقعية، تتجنب المخاطرة العسكرية.

الدراسة تشير أيضاً إلى أن كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، والجرائم اليومية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق سكان غزة، ستستخدم كأداة دعائية من قِبَل الجماعات الإرهابية والتطرفية مثل داعش والقاعدة، خصوصاً أن خطاب حماس لقي ترحيباً واهتماماً من جانب الجماهير العربية والغربية.

الدراسة تذكر أيضاً أن الحرب دفعت بعض الأميركيين من اليسار الديمقراطي لإعادة قراءة رسالة أسامة بن لادن للشعب الأميركي، التي شرح فيها دوافع هجومه على الولايات المتحدة، وهذا ينبئ بأن المنطقة بعد الحرب ستشهد موجة جديدة من التشدد.

مواقف الإخوان وفروعها من الحرب

وفي نهاية الدراسة، توضح أن التنظيم الدولي للإخوان ومعظم فروعه في الدول العربية، أيدوا هجمات الفصائل الفلسطينية في غزة، ووقفوا إلى جانبها في مراحل الحرب، لأسباب مختلفة، منها أن حماس هي جزء من الجماعة، وأنها أعطتها دفعة معنوية بعد سلسلة من الفشل والأزمات.

وأعلن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين تضامنه مع حماس، على الرغم من الانقسام بين فرعي لندن وأنقرة، وبعد فترة من الخلاف بين الجماعة وحماس، خاصة بشأن موقفهما من سوريا وإيران.

وتبيّن الدراسة أن ردود فعل الفروع في بعض الدول كانت مختلفة، ففي لبنان، شارك فرع الإخوان المسلمين "الجماعة الإسلامية" في العمل العسكري ضد إسرائيل، بالتعاون مع كتائب القسام، وهذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الجماعة بذلك منذ عام 1982.

أما في لندن، فأصدر صلاح عبد الحق، القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين في لندن، بياناً أشاد فيه بعملية "طوفان الأقصى"، ودعا إلى التظاهر لدعم الفلسطينيين وقضيتهم.
الجماعة في الأردن كانت نشطة في الإعلام والشارع خلال الحرب، وحاولت استغلال الحرب لتحسين موقفها الشعبي والسياسي، وتصعيد مواجهتها مع الحكومة، بحسب الدراسة. وأصدرت الجماعة بيانات تنتقد فيها الموقف العربي والأردني، وتطالب فيها بقطع العلاقات مع إسرائيل، وإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية معها. واستخدمت الجماعة قناتها الفضائية (اليرموك) لنشر خطاب حماس.

عوامل تولّد التطرف

الدراسة تخلص إلى أن الحرب في غزة ستؤثر على خطاب وسلوك الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى، وتتوقع أيضاً أن تتطور الحركات الإسلامية إلى اتجاهات أكثر تطرفاً وتشدداً، وأن تنعكس على المجتمعات العربية والإسلامية، بغض النظر عن نتائج الحرب، لأن الحرب نفسها، والمعاناة الإنسانية في غزة، والتواطؤ الدولي مع إسرائيل، هي عوامل تولّد التطرف.