الانتهاكات الحوثية في اليمن وتصاعد التوتر الإقليمي رغم التهدئة المؤقتة

الانتهاكات الحوثية في اليمن وتصاعد التوتر الإقليمي رغم التهدئة المؤقتة

الانتهاكات الحوثية في اليمن وتصاعد التوتر الإقليمي رغم التهدئة المؤقتة
ميليشيا الحوثي

في الوقت الذي تشهد فيه الساحة الإقليمية محاولات لخفض التصعيد، تكشف تقارير دولية حديثة استمرار الانتهاكات الحوثية وتصاعد نشاط الجماعة عسكريًا، سواء على الأراضي اليمنية أو في سياق تدخلها في الملفات الإقليمية، وعلى رأسها الصراع في غزة.

وفي ظل هذا المشهد المعقد، يبقى اليمن ساحة مفتوحة على كل الاحتمالات، بينما تستمر المعاناة الإنسانية في الداخل، وسط صمت دولي ما يزال عاجزًا عن ردع انتهاكات الحوثيين أو كبح جماح التصعيد الإقليمي.

فقد كشف تقرير صادر عن «مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح»، أن العملية العسكرية الأمريكية واسعة النطاق ضد مليشيات الحوثي، التي بدأت في 15 مارس واستمرت حتى 5 مايو 2025، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 384 مقاتلاً حوثيًا، إلى جانب 131 مدنيًا، في واحدة من أعنف الحملات الجوية الأمريكية في اليمن منذ سنوات.

تفاصيل العملية الأمريكية

بحسب التقرير، نفذت واشنطن 461 غارة جوية وهجومًا بطائرات مسيرة ضمن عملية «الفارس الخشن»، في رد مباشر على الهجمات الحوثية المتكررة ضد السفن التجارية في البحر الأحمر واستهدافها لمواقع إسرائيلية. 

ورغم إعلان الولايات المتحدة وقف العملية في 6 مايو/أيار، فإن التهدئة ما تزال تُوصف بأنها "هشة" وغير مضمونة الاستمرار.

الحوثيون يصعّدون ضد إسرائيل

ورغم التراجع المؤقت للهجمات في البحر الأحمر، أفاد التقرير بأن المليشيات الحوثية زادت وتيرة استهدافها لإسرائيل خلال مايو/أيار، بـ24 هجومًا، في أعلى معدل شهري منذ ديسمبر 2024. 

وبلغ التصعيد ذروته مع إعلان الجماعة عن "حصار بحري" رمزي لميناء حيفا، في تحرك دعائي يعكس محاولات الحوثيين ربط دورهم بالمشهد الإقليمي المتأزم.

في المقابل، شنّ الجيش الإسرائيلي 13 غارة جوية ضد أهداف حوثية في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وعمران، في ثاني أعلى معدل شهري للضربات الإسرائيلية منذ بدء تدخلها في اليمن.

 محلل سياسي يمني يحذّر من "موجة تصعيد أخطر"

"وقال المحلل السياسي اليمني صهيب ناصر الحميري:ما نشهده اليوم هو تصعيد مزدوج من مليشيات الحوثي، داخليًا ضد الشعب اليمني، وإقليميًا ضد المصالح الدولية والإسرائيلية. 

ورغم ما يبدو من تراجع مؤقت في الهجمات البحرية، إلا أن الاستراتيجية الحوثية قائمة على استثمار أي فراغ سياسي أو تراجع عسكري لتحقيق مكاسب معنوية ودعائية".

وأضاف الحميري: "العمليات الأخيرة كشفت أن المليشيات ما تزال تحتفظ بقدرات هجومية تؤهلها للضغط على الأطراف الإقليمية، سواء في ملفات الملاحة أو القضية الفلسطينية، وهذا مؤشر خطير على استمرار توظيف الجماعة كأداة لمشاريع إقليمية عابرة للحدود".