فورين بوليسي: مخاوف من نشر النموذج القطري الداعم للإرهاب في الشرق الأوسط

تسعي قطر إلي نشر نموذج الإرهاب في العالم

فورين بوليسي: مخاوف من نشر النموذج القطري الداعم للإرهاب في الشرق الأوسط
الشيخ تميم بن حمد آل ثان والرئيس الإيراني

على الرغم من استضافة قطر لكبار قادة الجماعات الإرهابية التي صنفتها الولايات المتحدة، إلا أن الإمارة الصغيرة تمكنت في الوقت ذاته من الحصول على امتيازات أميركية منها قاعدة العديد الأميركية على أراضيها، وكذلك أصبحت حليفًا للناتو من الخارج، وفي الوقت ذاته الحفاظ على علاقات ودية مع إيران العدو اللدود للولايات المتحدة. 

وحسبما ذكرت صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية، تمكنت إمارة قطر الصغيرة وحدها تقريبًا في الشرق الأوسط، من تحقيق خليطًا غير مفهوم من العلاقات بين الجهات الفاعلة القوية، لافتة إلى أن الإمارة التي تضم قاعدة جوية أميركية رئيسية، وهي قاعدة العديد، وتتمتع باتفاق دفاعي ووضع حليف رئيسي من خارج الناتو مع الولايات المتحدة؛ ولكنها تحافظ في الوقت ذاته على علاقات ودية مع إيران. 

وأشارت الصحيفة إلى استضافة قطر لكبار قادة الجماعات الإرهابية التي صنفتها الولايات المتحدة، بما في ذلك حماس وطالبان ومجموعة متنوعة من الجهات الإرهابية الأخرى؛ والاستمرار في تمويل وترويج قناة الجزيرة، وهي شبكة إعلامية واسعة تعمل بشكل روتيني على دفع الرسائل المعادية لإسرائيل، والمعادية للولايات المتحدة، والموالية لإيران وجماعة الإخوان المسلمين.

وتؤكد فورين بوليسي أن الجهود المختلفة لمعاقبة قطر قد فشلت بسبب مزاعم عدم الانحياز، على الرغم من أن البعض قد يقول إنها ذات وجهين فقط وفشلت بشكل مخزي. فأصبحت قطر نموذجًا لبقية المنطقة في ذلك الأمر.

وأشار كاتب فورين بوليسي إلى إحباطه من التقلبات الشديدة في السياسة الإقليمية للولايات المتحدة والشكوك المتزايدة بشأن ثبات الدعم العسكري الأميركي، لافتًا إلى أن بقية دول الخليج في طور ما يمكن تسميته بـ "التقطير" حاليًا، وهو التحوط في رهاناتهم ضد القوة الأميركية، واللعب مع طهران، وعقد صفقات اقتصادية وأسلحة مع الصين وروسيا، معتبرًا أنهم يتصرفون في ذلك مثلهم مثل  قطر.

واعتبر كاتب فورين بوليسي أن إيران هي الدولة الوحيدة التي تستغل هذا الاتجاه لصالحها، لافتًا إلى أنه تضافرت عدة قوى لتسريع عملية التقطير في الخليج. وكان العامل الرئيسي هو ميل الرئيس الأميركي باراك أوباما بعيدًا عن المنطقة خلال فترة ولايته. ثم تم تعزيز هذا التحول - ومن المفارقات. 

كما أشار إلى أن دونالد ترامب سعى لترتيب اتفاقيات إبراهام الجديد، لأجل استبدال اعتماد دول الخليج على القوة الأميركية بالتحالفات مع إسرائيل، إلا أن بايدن جاء ليخطط للعودة إلى الاتفاق النووي مع إيران من جديد كما فعل أوباما. 

وأضاف أنه بالنسبة لشركاء واشنطن الأساسيين في الخليج، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين، كانوا منشغلين بمن سيدافع عنهم ضد إيران ووكلائها، وفي عهد أوباما كانت الإجابة واضحة في أن الولايات المتحدة ستكون إلى جانب إيران.

لكن مجيء ترامب أنعش الآمال بأن تبتعد الولايات المتحدة عن الإرهاب الإيراني، لكن سرعان ما أصبح واضحًا بعد الهجمات التي رعتها إيران ضد منشآت نفطية سعودية رئيسية أنه حتى أشد أعداء إيران ضراوة في البيت الأبيض لن يفعلوا شيئًا للدفاع عن الرياض. بل على العكس، فإن فريق بايدن - الذي يتألف من مسؤولين سابقين في إدارة أوباما ونائب الرئيس الذي جعل مهاجمة السعودية عنصرًا أساسيًا في سياستها الخارجية، الأمر الذي دفع الخليج للبحث عن بديل للولايات المتحدة لحماية وجودهم ضد الإرهاب الإيراني والتحوط ضد سياسات واشنطن. 

وأشار كاتب فورين بوليسي إلى أن العامل الآخر في تنامي التقطير في المنطقة هو الضربة المزدوجة للنشاط المناخي وتنويع إمدادات الطاقة. وكانت كل من جائحة كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا تسببت في تشويش الأسواق بشكل غير متوقع، لكن الاتجاه العام كان واضحًا منذ فترة طويلة. 

وأضاف أنه في العام السابق لتفشي الوباء، كانت الولايات المتحدة مصدرًا صافيًا للغاز وأكبر منتج للنفط في العالم. وبالاقتران مع النمو السكاني في أماكن مثل المملكة العربية السعودية، والتقلبات الهائلة في أسعار النفط، والقطاعات العامة الكبيرة بشكل مذهل، والمطالب الأخرى على الخزانة العامة، فإن معظم حكومات الخليج تخشى على أمنها الاقتصادي في المستقبل.