صحف أجنبية تبرز حملة دولية واسعة لتأييد تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية

سيطر الهجوم الإرهابي الذي شنته ميلشيا الحوثي الإرهابية علي الإمارات موجة انتقادات واسعة

صحف أجنبية تبرز حملة دولية واسعة لتأييد تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية
صورة أرشيفية

ركزت العديد من الصحف العالمية على الاعتداء الإرهابي الذي شنته ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، منددين بالجريمة الإيرانية والعدوان الإرهابي على المنشآت المدنية.
 
الإمارات تتعهد بالرد

وأشارت شبكة "cnbc" الأميركية إلى تعهدات الإمارات بالرد على إرهابيي الحوثي، بعدما شنت الميليشيا هجوما مميتا على العاصمة الإماراتية أبوظبي، يوم أمس الاثنين، وأودى بحياة ثلاثة أشخاص.

كما أوردت (cnbc) مقتطفات من بيان وزارة الخارجية الإماراتية، التي قالت عقب الهجمات: "ندين استهداف ميليشيات الحوثي لمناطق ومنشآت مدنية على أراضي الإمارات اليوم"، و"نعيد التأكيد على أن المسؤولين عن هذا الاستهداف غير القانوني لبلدنا سيخضعون للمساءلة".

وأضافت الوزارة: أن الإمارات "تحتفظ بحق الرد على هذه الهجمات الإرهابية والتصعيد الإجرامي".

ارتفاع أسعار النفط

كما أشارت الشبكة الأميركية إلى أن تلك التوترات الجديدة في المنطقة أدت إلى دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ سبع سنوات.

وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.6% إلى 87.89 دولار للبرميل صباح الثلاثاء، في حين قفزت العقود الآجلة لخام القياس العالمي غرب تكساس الوسيط بأكثر من 2% لتصل إلى 85.56 دولار خلال الصفقات الصباحية المبكرة. 

وحقق كلا عقدي النفط أعلى مستوى لهما منذ أكتوبر 2014 بعد يوم تداول هادئ يوم الاثنين حيث كانت الأسواق الأميركية مغلقة في عطلة عامة.

وقد عزا محللو الطاقة الاتجاه الصعودي للنفط خلال الأسابيع الأخيرة إلى إشارات على ضيق السوق، والمخاوف المستمرة من توغل روسي في أوكرانيا. وأدى التهديد المتزايد لمزيد من التدهور في المناخ الأمني في الشرق الأوسط إلى توفير مزيد من الدعم لأسعار النفط، ما دفع البعض للتنبؤ بالعودة إلى ثلاثة أرقام.

أكبر هجوم إرهابي على الإمارات

كما وصفت الشبكة خسائر هجوم الحوثي الإرهابي، والذي خلف حرائق أدت إلى انفجار ثلاث ناقلات بترول بالقرب من منشآت التخزين التابعة لشركة النفط الحكومية أدنوك. 

وقالت شرطة أبوظبي في بيان: إن الحرائق اندلعت في منطقة المصفح الصناعية وفي موقع بناء بالقرب من مطار أبوظبي الدولي بالعاصمة الإماراتية، مضيفة أنها تعتقد أن الهجوم نفذ بطائرات مسيرة.

وقتل باكستاني وهنديان نتيجة الهجمات. قالت السلطات يوم الاثنين: إن ستة أشخاص آخرين أصيبوا ويعالجون من إصابات خفيفة ومتوسطة.

وقالت أدنوك، اليوم الثلاثاء، في بيان نُشر على تويتر، إن عملياتها لم تتأثر بالحرائق، وإنها فعّلت خطط استمرارية الأعمال "لضمان إمداد موثوق وغير منقطع للمنتجات لعملائها المحليين والدوليين". 

وقالت في تغريدة سابقة: إن الشركة "شعرت بحزن عميق لتأكيد وفاة ثلاثة من زملائها".

ثالث أكبر إنتاج نفطي

وشددت (cnbc) على أن الإمارات العربية المتحدة هي ثالث أكبر دولة منتجة للنفط في أوبك، وتسيطر أدنوك -شركة بترول أبوظبي الوطنية- على العمليات النفطية في أبوظبي، موطن الغالبية العظمى من النفط الخام للدولة. الإمارات العربية المتحدة هي سابع أكبر منتج للنفط في العالم، حيث تضخ ما يزيد قليلاً عن 4 ملايين برميل يوميًا.

تهديد معقد في الشرق الأوسط

وقال توربيورن سولتفيدت، المحلل الرئيسي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة فيرسك مابليكروفت لاستخبارات المخاطر: "الهجوم هو تذكير آخر بالتهديد شديد التعقيد الذي تواجهه الإمارات العربية المتحدة ومنتجي النفط الرئيسيين الآخرين في المنطقة" بالصواريخ والطائرات بدون طيار.

وأكد أنه "ما لم تتمكن دول مجلس التعاون الخليجي من إيجاد حل لنزع فتيل التوترات الإقليمية، أو ردع العداء من الدول الإقليمية والجهات الفاعلة غير الحكومية، فإنها ستظل عرضة للهجمات".

وقال سولتفيدت: إن الإمارات تتحرك بالفعل للتخفيف من مثل هذه التهديدات بالوسائل اللوجستية، وتسريع الخطط لزيادة سعة تخزين النفط، "بما في ذلك في منشآت أكثر أمانًا تحت الأرض".

قلق المراقبين

وأضاف سولتفت: أن الأضرار التي لحقت بشاحنات الوقود والبنية التحتية للتخزين "ستثير قلق مراقبي سوق النفط الذين يراقبون عن كثب مسار المحادثات النووية الجارية بين الولايات المتحدة وإيران".

وأضاف: "مع نفاد وقت المفاوضين، يتزايد خطر حدوث تدهور في المناخ الأمني في المنطقة. خلال الأسابيع المقبلة، نتوقع أن يصبح علاوة مخاطر النفط في الشرق الأوسط أكثر حدة في التركيز".

فورين بوليسي: منعطف جديد في حرب اليمن

فيما ربطت "فورين بوليسي" هجمات الحوثي بالحرب في اليمن، مؤكدة أن ذلك الهجوم النادر على العاصمة الإماراتية في الوقت الذي تكبد فيه التنظيم المدعوم من إيران هزيمة إستراتيجية في وقت سابق من هذا الشهر.

واعتبرت الصحيفة أن الحرب التي استمرت سبع سنوات في اليمن اتخذت منعطفا جديدا يوم الاثنين، بعد أن أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم على أبوظبي، عاصمة الإمارات العربية المتحدة، الذي قتل فيه ثلاثة أشخاص.

وأشارت الصحيفة إلى مزاعم الحوثيين بشأن استخدامهم صواريخ باليستية وصواريخ كروز والعديد من الطائرات بدون طيار في الهجوم، والذي قالوا إنه جاء رداً على الخسائر الأخيرة في ساحة المعركة ضد القوات المدعومة من الإمارات.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القوات، كتائب العمالقة، هزمت الحوثيين المدعومين من إيران مؤخرًا في شبوة، وهي محافظة غنية بالنفط لم يسيطر عليها إلا الحوثيون في سبتمبر.

عودة إلى القائمة السوداء

وأكدت الصحيفة أن ذلك الإرهاب الأخير طرح إمكانية إعادة الحوثيين إلى القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية العالمية، وهو خيار ناقشه وزير الخارجية عبدالله بن زايد ووزير الخارجية أنطوني بلينكين في أعقاب الهجمات. 

وكانت إدارة بايدن أزالت الحوثيين من القائمة في أوائل عام 2021 جزئيًا، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.