خبير في شؤون مكافحة الإرهاب: إفريقيا أصبحت ساحة مفتوحة لعودة التنظيمات المتطرفة

خبير في شؤون مكافحة الإرهاب: إفريقيا أصبحت ساحة مفتوحة لعودة التنظيمات المتطرفة

خبير في شؤون مكافحة الإرهاب: إفريقيا أصبحت ساحة مفتوحة لعودة التنظيمات المتطرفة
التنظيمات الإرهابية

يُثير تصاعد نشاط الجماعات الإرهابية في عدة مناطق من القارة الإفريقية مخاوف متزايدة من تحولها إلى بوابة جديدة لعودة الإرهاب على الساحة الدولية، في ظل تراجع الحضور الأمني الدولي، وتنامي الأزمات السياسية والاجتماعية التي تستغلها تلك الجماعات لتوسيع نفوذها.


وفي السنوات الأخيرة، شهدت مناطق الساحل والصحراء، ومنطقة القرن الإفريقي، إضافة إلى بعض دول غرب القارة، تصاعدًا لافتًا في هجمات جماعات مثل "داعش" و"القاعدة" و"بوكو حرام"، مستغلين الثغرات الأمنية والانقسامات الداخلية في بعض الدول، وضعف البنية العسكرية الرسمية.

ويُحذر خبراء في الشؤون الأمنية من أن الجماعات المتطرفة تعيد تموضعها في إفريقيا عبر تحالفات محلية مع ميليشيات مسلحة، وتمدّد جغرافي يعتمد على استخدام العنف المفرط، وتجنيد الأطفال، وتكثيف العمليات ضد المدنيين، في ظل غياب تنسيق دولي فعال.

وتواجه الجهود الإفريقية لمكافحة الإرهاب تحديات كبيرة، منها نقص الموارد، والانقلابات العسكرية التي ضربت بعض دول المنطقة، وضعف التنسيق الاستخباراتي بين الدول، وهو ما يمنح التنظيمات الإرهابية فرصًا أكبر للتمدد والانتشار.

وتؤكد التقارير الأممية أن إفريقيا أصبحت حاليًا أكبر مسرح لنشاط الجماعات المتطرفة عالميًا، مما يتطلب مقاربة دولية شاملة تركز على محاربة الفكر المتطرف، ودعم خطط التنمية، وتعزيز استقرار الدولة الوطنية، حتى لا تتحول القارة إلى قاعدة انطلاق جديدة للعمليات الإرهابية العابرة للحدود.

وحذّر الدكتور عمرو الدالي، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب الدولي، من تنامي خطر الجماعات الإرهابية في القارة الإفريقية، معتبرًا أن بعض المناطق باتت تشكل ساحة مفتوحة لعودة التنظيمات المتطرفة، في ظل غياب الاستقرار السياسي وتراجع الاهتمام الدولي.

وأوضح الدالي - في تصريحاته لـ"العرب مباشر" - أن الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش" و"القاعدة"، تستغل الفراغ الأمني وضعف الحكومات المركزية في بعض الدول الأفريقية لتوسيع وجودها، متخذة من المجتمعات الهشة بيئة خصبة لتجنيد الأفراد وبناء شبكات تمويل وتهريب عابرة للحدود.

وأشار إلى أن التنظيمات المسلحة بدأت تتبع استراتيجيات جديدة، تعتمد على التمدد البطيء والمراوغ في مناطق الصراع، مع الاستفادة من النزاعات القبلية والعرقية، مضيفًا أن الإرهاب في إفريقيا لم يعد مجرد تهديد محلي، بل تحول إلى خطر إقليمي قد يمتد تأثيره إلى أوروبا والعالم.

وشدد الدالي على أن تراجع بعض القوى الكبرى عن التزاماتها الأمنية في الساحل الإفريقي خلق فراغًا استغلته التنظيمات الإرهابية، مطالبًا بتكثيف الدعم الدولي للمبادرات الإفريقية لمكافحة الإرهاب، وتوفير التمويل اللازم لبناء قدرات عسكرية واستخباراتية فعالة.

وختم بقوله إن "عدم التعامل الجاد مع ما يجري في إفريقيا اليوم، سيجعل القارة نقطة انطلاق جديدة لموجات إرهاب عالمي، يصعب لاحقًا احتواؤها أو السيطرة عليها".