بين قمع طالبان وحصار إيران.. الصحفيون يواجهون مصيراً قاتماً

يواجه الصحفيون يواجهون مصيراً قاتماً بسبب طالبان وإيران

بين قمع طالبان وحصار إيران.. الصحفيون يواجهون مصيراً قاتماً
صورة أرشيفية

عندما فر عبد الخليل رسولي من التهديدات في أفغانستان في وقت سابق من هذا العام، اعتقد أنه يضمن لعائلته مستقبلاً أكثر إشراقًا، لكن هذا الصحفي وغيره من الصحفيين الآن محاصرون في إيران بتأشيرة منتهية الصلاحية ولديهم خيارات محدودة، وقال رسولي: "لا نعرف ماذا سيحدث لنا"، موضحًا أن تأشيرات العائلة انتهت قبل ثلاثة أشهر، لقد تقدموا بطلبات للجوء في فرنسا لكنهم لم يسمعوا ما إذا كانوا سينجحون، في كل دقيقة، من الممكن أن تقوم إيران بترحيلهم إلى أفغانستان، الآن، لا يمكن دفع غرامة تجاوز مدة الإقامة، وقال "إن الغرامة قدرها مليونا ريال (50 دولارا) للفرد في اليوم ولا أملك المال".

تهديدات وحصار

وكان رسولي البالغ من العمر 36 عاما، قد انتقل من ولايته مسقط رأسه في هرات إلى كابول قبل شهرين من سقوط العاصمة الأفغانية، وبعد أن استعادت طالبان السلطة في أغسطس 2021، نقل زوجته وابنتيه، 10 و6 سنوات، إلى طهران في إيران، كخطوة لطلب اللجوء لأوروبا، إلا أن هذه الخطوة لم تنجح، وأصبحت العودة إلى وطنهم محفوفة بالمخاطر، والاستمرار في إيران لا يقل خطورة، فهم محاصرون، وقال رسولي: "لا يمكنني العودة إلى أفغانستان، حياتي في خطر هناك"، حسبما ذكرت شبكة "فويس أوف أميركا".

وبحسب الشبكة الأميركية، فعندما كان يعيش في هرات، اعتاد الصحفي على كتابة مجموعة من القضايا في صحيفة يومية، ولكن عندما بدأ في تلقي مكالمات تهديد ورسائل نصية، نقل عائلته إلى العاصمة، وواصل الكتابة بعد سقوط كابول عن الجامعات ووسائل الإعلام المحلية وما سيواجههم في ظل حكم طالبان في الأقاليم الغربية، كما تعرض زملاؤه لضغوط، ففي شهر أكتوبر من عام 2021، أفادت صحيفة أفغانية بقيام وزير الداخلية بالوكالة في طالبان باستضافة حدث لتكريم المفجرين الانتحاريين المسؤولين عن مقتل الآلاف في أفغانستان.

تهديدات طالبان

وأكدت الشبكة الأميركية أنه بالنسبة لرسولي، استمرت التهديدات حتى أثناء وجوده في كابول، وقال "عشنا في ملجأ في كابول لفترة ثم انتقلنا إلى مزار الشريف"، في إشارة إلى إحدى المدن الرئيسية في أفغانستان، وانتقلت الأسرة في وقت لاحق إلى طهران، وانضمت إلى صحفيين آخرين فروا من أفغانستان منذ أغسطس 2021.

يقول مراقبو وسائل الإعلام: إن المنافذ الإخبارية وموظفيها يواجهون العنف والرقابة والمصاعب الاقتصادية، وأفادت مراسلون بلا حدود في أغسطس بأن 213 من أصل 543 منفذاً إعلامياً قد أغلقت، وأن أكثر من 6400 صحفي فقدوا وظائفهم، وكانت النساء الأكثر تضرراً، وفي شهر نوفمبر الماضي، قالت بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان إنها سجلت أكثر من 200 حالة تهديد واعتقال تعسفي وسوء معاملة للصحفيين منذ استيلاء طالبان على السلطة.