ما بين العقوبات الأوروبية والضغوط الأمريكية.. كواليس التقدم الإسرائيلي في مفاوضات هدنة غزة

ما بين العقوبات الأوروبية والضغوط الأمريكية.. كواليس التقدم الإسرائيلي في مفاوضات هدنة غزة

ما بين العقوبات الأوروبية والضغوط الأمريكية.. كواليس التقدم الإسرائيلي في مفاوضات هدنة غزة
حرب غزة

أفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن المفاوضات بشأن وقف الحرب في غزة دخلت مرحلة حساسة للغاية، حيث تدار بشكل غير مباشر بين إسرائيل وحركة حماس بواسطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
ما بين العقوبات الأوروبية والضغوط الأمريكية.. كواليس التقدم الإسرائيلي في مفاوضات هدنة غزة


صغوط دولية كبرى


وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة بسبب هجومها العسكري الجديد في قطاع غزة، الذي أودى بحياة المئات خلال الأيام القليلة الماضية، وسط تهديدات من المملكة المتحدة وفرنسا وكندا باتخاذ "إجراءات ملموسة" تشمل عقوبات مستهدفة إذا لم توقف إسرائيل عملياتها العسكرية وتستمر في منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وأعلن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في الخامس من مايو الماضي، عن إطلاق عملية عسكرية جديدة في غزة تحت اسم "عربات جدعون"، بهدف تحقيق "جميع أهداف الحرب في غزة"، بما في ذلك القضاء على حركة حماس وتأمين إطلاق سراح الرهائن المتبقين في القطاع.

 وفي تصريح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين، أكد أن إسرائيل تخطط لـ"السيطرة على قطاع غزة بأكمله".  


وبدأت العملية بموجة من الغارات الجوية المكثفة على القطاع خلال الأسبوع الماضي، تلتها عملية برية موسعة يوم الأحد.

 وقالت القوات الإسرائيلية، إنها استهدفت أكثر من 670 هدفًا تابعًا لحماس خلال الغارات الجوية الأولية.

 وفي صباح الإثنين، استهدفت القوات الإسرائيلية مستودع الإمدادات الطبية في مجمع ناصر الطبي في حي خان يونس جنوب غزة؛ مما أدى إلى إتلاف بعض الإمدادات الطبية التي قدمتها منظمة الإغاثة الطبية للفلسطينيين (MAP) ومقرها المملكة المتحدة. 

ووفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، أسفرت العملية عن مقتل ما لا يقل عن 136 شخصًا خلال الـ24 ساعة الماضية، وتسببت في إغلاق آخر مستشفى يعمل في شمال القطاع.

 كما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بمقتل عائلات بأكملها أثناء نومها، حيث بلغ إجمالي القتلى أكثر من 400 شخص وأصيب أكثر من 1000 آخرين منذ يوم الخميس، وفقًا لإحصاءات الشبكة الأمريكية استنادًا إلى بيانات الوزارة. 

ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، تجاوز عدد القتلى في غزة 53 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب الوزارة.

أزمة المساعدات الإنسانية في غزة


أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الأحد، أن إسرائيل ستسمح بدخول "كمية أساسية من الغذاء" إلى غزة لمنع حدوث مجاعة، وهي خطوة قال نتنياهو إنها جاءت استجابة لضغوط شديدة من الحلفاء. 

وأشار أن استمرار الحصار المفروض على القطاع لمدة 11 أسبوعًا قد يؤدي إلى فقدان دعم حلفاء إسرائيل الرئيسيين، بما في ذلك الولايات المتحدة. 

وفي يوم الإثنين، أكدت الوكالة الإسرائيلية المسؤولة عن الموافقة على شحنات المساعدات، أن خمس شاحنات دخلت القطاع، لكن توم فليتشر، رئيس الإغاثة في الأمم المتحدة، وصف هذا التسليم بأنه "محدود" و"قطرة في محيط الاحتياجات العاجلة".

وحذرت الأمم المتحدة من أن جميع سكان غزة، الذين يتجاوز عددهم 2.1 مليون نسمة، يواجهون خطر المجاعة بعد 19 شهرًا من الصراع والتهجير الجماعي. 

عقوبات أوروبية على إسرائيل


ودعت قادة المملكة المتحدة وفرنسا وكندا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف عملياتها العسكرية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. 
وجاء في بيان مشترك لهم: "إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري المتجدد وترفع قيودها على المساعدات الإنسانية، فسنتخذ إجراءات ملموسة إضافية ردًا على ذلك"، مشيرين أن هذه الإجراءات قد تشمل فرض عقوبات مستهدفة.  

في المقابل، اتهم نتنياهو القادة بـ"تقديم جائزة كبيرة" لمقاتلي حماس الذين هاجموا إسرائيل في 7 أكتوبر، محذرًا من أن هذا الموقف قد "يدعو إلى المزيد من مثل هذه الفظائع".

 وفي بيان مشترك آخر، دعا وزراء خارجية 23 دولة، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، وممثلون عن الاتحاد الأوروبي، إسرائيل إلى السماح "باستئناف كامل" للمساعدات إلى غزة على الفور، مؤكدين أن الغذاء والأدوية والإمدادات الأساسية قد نفدت، وأن السكان يواجهون المجاعة.

ردود الفعل الدولية والمبادرات الجديدة للمساعدات


أثارت خطة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل لتوزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) جدلًا واسعًا.

ورحبت المؤسسة بإعلان إسرائيل السماح بدخول المساعدات الغذائية كـ"آلية انتقالية" حتى تصبح المؤسسة جاهزة بالكامل.

 وتهدف المؤسسة إلى إدارة آلية جديدة لتوزيع المساعدات بإشراف مشدد من إسرائيل والولايات المتحدة، بهدف منع حماس من "سرقة" المساعدات، وفقًا للبلدين.

ومع ذلك، حذرت الأمم المتحدة من أن هذه الآلية قد تسهم في تشجيع إسرائيل على تحقيق هدفها المعلن بـ"إجبار سكان غزة بأكملهم" على مغادرة شمال القطاع، كما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت سابق هذا الشهر.

وأكد جيك وود، المدير التنفيذي للمؤسسة، أن إسرائيل وافقت على إنشاء موقعين لتوزيع المساعدات في شمال غزة، متوقعًا أن يبدأ العمل فيهما خلال الثلاثين يومًا الأولى من عمليات المؤسسة. 

من جهته، وصف جيمس إلدر، رئيس منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الآلية الجديدة بأنها "غير عملية"، محذرًا من أنها "ستحول المساعدات الإنسانية إلى سلاح يستخدم ضد الأطفال والنساء".

وأضاف: أن إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، ملزمة قانونيًا بتوفير المساعدات، مشيرًا أن العاملين في المجال الإنساني مستعدون للقيام بهذا العمل إذا سُمح لهم بذلك.

وأشار المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، أن التحدي الرئيسي لإيصال المساعدات إلى غزة يكمن في التعقيدات اللوجستية والظروف الخطرة على الأرض.

وفي الوقت نفسه، أقر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحالة الجوع في غزة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة "ستتولى معالجة الوضع".

مفاوضات الدوحة ومستقبل الصراع

أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن العملية العسكرية الجديدة في غزة هي التي دفعت حماس إلى العودة إلى طاولة المفاوضات في الدوحة الأسبوع الماضي، لكن المحللين والمسؤولين يرون أن عودة حماس للمفاوضات جاءت على الأرجح بعد زيارة ترامب للمنطقة.

وأعلن مسؤول كبير في حماس، طاهر النونو، أن المفاوضات بدأت "بدون شروط مسبقة"، لكن التقدم في هذه المحادثات لا يزال غير واضح. 

وأشارت إسرائيل إلى استعدادها لإنهاء الحرب إذا استسلمت حماس، وهو اقتراح من غير المرجح أن تقبله الحركة طالما أصرت إسرائيل على نزع سلاحها.

في الوقت نفسه، أدلى مسؤولو حماس بتصريحات متضاربة بشأن المفاوضات.

أفاد مسؤول كبير في الحركة بأن حماس وافقت على إطلاق سراح ما بين سبعة إلى تسعة رهائن إسرائيليين مقابل وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح 300 أسير ومعتقل فلسطيني.

لكن بعد ساعات، نفى مسؤول آخر في حماس، سامي أبو زهري، هذا الاقتراح، مؤكدًا أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح جميع الأسرى دفعة واحدة إذا التزمت إسرائيل بوقف الأعمال العدائية بضمانات دولية.