عطروش فنان الثورة يصفع تنظيم الإخوان برفضه دعوتهم لـتكريمه.. ما القصة؟

رفض عطروش فنان الثورة دعوة تنظيم الإخوان لـتكريمه

عطروش فنان الثورة يصفع تنظيم الإخوان برفضه دعوتهم لـتكريمه.. ما القصة؟
عطروش

بعد العاصفة الإلكترونية التي أثارها تكريم الفنانة اليمنية المعروفة أمل كعدل من قِبل الناشطة توكل كرمان في إسطنبول الأسبوع الماضي، وجّه الفنان الكبير محمد محسن عطروش صفعة مدوية لتنظيم الإخوان، بعد أن رفض دعوة لتكريمه في إسطنبول كانت تستهدف خطف تاريخه الفني للمتاجرة السياسية.

من هو؟

ولد الفنان اليمني محمد محسن عطروش من بلدة "المحل" في مديرية زنجبار عاصمة محافظة أبين، ويُعدّ من أهم الملحنين في تاريخ الأغنية اليمنية والعربية، وألحانه كانت جواز مرور لأكثر المطربين اليمنيين، ولد عَطروش عام 1940، في أسرة بسيطة تعول اثني عشر أخاً وأختاً، وكان ترتيبه الأول في إخوته الذكور، ووالده هو المُقْرِئ العلامة الشيخ محسن عبدالله عطروش، وغنى الفنان محمد محسن عطروش عشرات الأغاني الوطنية في كل ثورات اليمن ومثلت أغانيه الحماسية دافعا لثوار أكتوبر وسبتمبر في ستينيات القرن الماضي والتي قهرت الاحتلال البريطاني والنظام الإمامي الكهنوتي، كما أن عطروش غنى في فترة كانت للأغنية الثورية أثر كبير على المسامع توازي أصوات المدافع لاسيما وأن كل أغانية الثورية كانت حماسية، منها الأغنية الخالدة ضد الاستعمار.

ويمتلك عطروش عددا من الأشعار والاجتهادات في الأغنية الشعبية والفلكلور وكذا الأغنية العاطفية، وقد غنى له كبار الفنانين اليمنيين والعرب وله روائع خالدة منها "يا رب من له حبيب"، و"جاني جوابك، و"التوبة"، وعشرات الأغاني الأخرى، درس الأدب الإنجليزي في مصر، وهو خريج جامعة القاهرة في الأدب الإنجليزي سنة 1967م، أجاد الإنجليزية لغةً وأدباً بجدارة، وحصل على وسام عيد المعلم في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وبخبراته المتراكمة، ورصيد من الغناء لـ"ثورة اليمن"، أفلت محمد محسن عطروش من خدعة إخوانية أرادت خطف مسيرته الفنية بغطاء "التكريم".

وعطروش هو "فنان ثورة اليمن وموسيقارها"، وصاحب أغنية "برا يا استعمار من أرض الأحرار" التي آزر بها ثورة 14 أكتوبر 1962 في وقت كانت الأغنية الحماسية أقوى من مدافع الثوار وهي تلفظ احتلالاً بريطانياً جثم على جنوب اليمن لأكثر من 125 عاما من الزمان.

صفعة للإخوان

الفنان الكبير وجه صفعة مدوية لتنظيم الإخوان بعد أن رفض دعوة لتكريمه في إسطنبول كانت تستهدف خطف تاريخه الفني للمتاجرة السياسية؛ ما شكَّل رسالة رفض على طريق "برا يا إخوان"، ودأبت الناشطة الإخوانية على اللعب على تكريم الفنانين من أجل إثارة الجدل والبقاء في واجهة المشهد اليمني وإحراج السلطة الشرعية المعترف بها بإظهارها لا تحتوي ولا تكرم أيقونات الفن اليمني الأصيل، وهو ما تنبه له الفنان الكبير والشهير عطروش ورفض قبوله، وقالت أسرة عطروش في بيان: إن "تكريم هامات الوطن، ومحمد محسن عطروش أحدهم، في أعياد الثورة والاستقلال هو مسؤولية الدولة ومؤسساتها العليا، لأنها تقوم بها بعيداً عن الانتماءات الضيقة حزبية كانت أو مناطقيه"، مؤكدين أن أي "احتفاء وتكريم يجب أن يكون على الأرض اليمنية إن كان له أن يُقام، كتجسيد حقيقي لمعنى الثورة والاستقلال"، وقال الفنان والموسيقار اليمني محمد محسن عطروش في البيان: إن "أكبر تكريم هو أن أرى الوطن بخير ينعم كل أبنائه فيه بالأمن والأمان والسلام والحرية والحياة الكريمة"، وكشف البيان أن توكل كرمان تقدمت بدعوة من أجل تكريم عطروش وذلك استجابة لدعوات ناشطين انطلقت اليومين الماضيين لتكريم الفنان بمناسبة ذكرى الاستقلال المجيد 30 نوفمبر.