خبير في شؤون الجماعات الإرهابية: الإخوان الحاضنة الفكرية لداعش والتنظيمات المتطرفة
خبير في شؤون الجماعات الإرهابية: الإخوان الحاضنة الفكرية لداعش والتنظيمات المتطرفة

كشف تقرير صادر عن "المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات" عن تقاطعات أيديولوجية وتنظيمية بين جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم داعش، مشيرًا أن الجماعتين تمثلان وجهين لعملة واحدة في نهج التطرف والسعي لهدم الدولة الوطنية.
وأوضح التقرير، أن الإخوان وفّرت الأرضية الفكرية لظهور تنظيمات إرهابية أكثر عنفًا مثل داعش، من خلال تبني خطاب تحريضي ورفض قيم الدولة الحديثة، مؤكدًا أن أدبيات الإخوان، التي كتبها منظّرون مثل سيد قطب، شكلت مرجعًا رئيسيًا للتنظيمات الجهادية المسلحة.
كما رصد المركز الأوروبي أدلة على تداخلات في التمويل والتجنيد والدعم الإعلامي بين الجماعتين، خصوصًا في مناطق النزاع بالشرق الأوسط، مثل: سوريا وليبيا، محذرًا من محاولات الإخوان تقديم نفسها في ثوب "الاعتدال السياسي" في أوروبا للتغطية على أنشطتها المتطرفة.
ودعا التقرير الحكومات الأوروبية إلى تشديد الرقابة على أنشطة الإخوان في أراضيها، لافتًا أن التساهل مع التنظيم يتيح له التمدد والتأثير على الجاليات المسلمة، وزرع أفكار متطرفة بين الشباب.
أكد الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، د. سامح عيد، أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل الحاضنة الفكرية والتنظيمية الأولى لكافة التنظيمات الإرهابية التي خرجت لاحقًا، وعلى رأسها تنظيم داعش، مشيرًا أن جذور العنف والتكفير موجودة بوضوح في أدبيات الإخوان منذ عقود.
وقال عيد -في تصريح خاص للعرب مباشر-: إن "الإخوان زرعت البذور الفكرية التي نبتت منها شجرة التطرف المسلح"، موضحًا أن مفاهيم مثل: "الحاكمية" و"الجاهلية" و"الولاء والبراء"، التي رسخها منظرو الإخوان، شكلت الأساس الأيديولوجي الذي اعتمد عليه داعش لتبرير عملياته الدموية.
وأضاف: أن العلاقة بين الإخوان وداعش لا تقتصر على التقاطع الفكري، بل تمتد إلى التنسيق في بعض المناطق، وتبادل الدعم اللوجستي والإعلامي، مشددًا على أن الجماعتين تشتركان في هدف واحد: إسقاط الدولة الوطنية، واستبدالها بمشروعات أيديولوجية عابرة للحدود.
وأشار الخبير أن ما ورد في تقرير المركز الأوروبي يعزز التحذيرات السابقة من خطورة التساهل مع تنظيم الإخوان في أوروبا، خصوصًا في ظل محاولاته المستمرة للتغلغل داخل المجتمعات والجاليات الإسلامية هناك تحت عباءة "الاعتدال السياسي".