قمة عربية طارئة في الدوحة.. تصعيد إسرائيلي يستدعي التضامن العربي
قمة عربية طارئة في الدوحة.. تصعيد إسرائيلي يستدعي التضامن العربي

تستعد الدول العربية لعقد قمة طارئة في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع المقبل، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية يوم الثلاثاء، حسبما أكد مصدر مطلع على التفاصيل في تصريح خاص لصحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم الخميس.
الهجوم الإسرائيلي على الدوحة
نفذ سلاح الجو الإسرائيلي الهجوم باستخدام 15 طائرة مقاتلة، ألقت 10 قنابل تسببت في مقتل ستة أشخاص، من بينهم ضابط أمن قطري وابن خليل الحية، عضو اللجنة التنفيذية المؤقتة لحركة حماس، وهو من الشخصيات البارزة في الحركة.
ورغم الهجوم، أكدت حماس أن قياداتها العليا نجا بعضها من الهجوم، الذي يعد الهجوم الإسرائيلي الأول المعروف على الأراضي القطرية.
الرد الإقليمي والمواقف العربية
في خطوة تظهر التضامن الإقليمي مع قطر، وصل عدد من القادة العرب إلى الدوحة هذا الأسبوع في زيارات غير مجدولة، وذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، قد وصل إلى قطر يوم الأربعاء، حيث أجرى مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في إشارة واضحة إلى دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لقطر في ظل الأزمة الحالية.
كما قام الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي عهد الأردن، بزيارة مماثلة إلى الدوحة في نفس اليوم، فيما كان من المتوقع وصول ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى قطر يوم الخميس.
وجاءت الزيارات بشكل مفاجئ وبدون ترتيب مسبق، تمثل خطوة للتأكيد على وحدة الموقف العربي ودعمه لدولة قطر بعد الهجوم الإسرائيلي، هذه الزيارات تبرز التحرك العربي الجماعي في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي العربية، وهي تأكيد على أن الأمن القومي العربي لا يتجزأ.
التداعيات الإقليمية والتأثير على الدوحة
الهجوم الإسرائيلي على قطر يأتي في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، ويزيد من تعقيد الموقف في المنطقة، خاصة في ظل الجهود القطرية المستمرة في تقديم نفسها كوسيط إقليمي في عدة ملفات حساسة، أبرزها ملف المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس حول تبادل الأسرى.
تثير هذه التطورات تساؤلات حول تأثير الهجوم على دور قطر كوسيط رئيسي في هذه المفاوضات، وكذلك على مساعيها في تحقيق التهدئة في غزة، حيث تعتبر الدوحة من أكثر الأطراف الفاعلة في هذا الملف.
ومن المتوقع أن تتناول القمة الطارئة هذا البُعد بشكل خاص، وتبحث في السبل التي يمكن من خلالها الحفاظ على الدور القطري في الوساطة وتعزيز هذا الدور رغم التصعيد الإسرائيلي الأخير.
الضغط العربي والدولي على إسرائيل
وتشهد المنطقة تنامي الإدانات العربية والدولية للهجوم، حيث طالب العديد من المراقبين بضرورة اتخاذ مواقف عملية تضمن ردع إسرائيل عن أي تصعيد آخر في المستقبل.
وفي هذا السياق، يعكف العديد من القادة العرب على التفكير في اتخاذ إجراءات دبلوماسية رادعة على مختلف الأصعدة، بما في ذلك التحرك في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي لمتابعة هذه الانتهاكات.
يُنتظر أن يكون الاجتماع العربي الطارئ في الدوحة نقطة محورية في مسار التصعيد الحالي، حيث سيتناول القادة العرب من خلاله كيفية تعزيز الجهود المشتركة لمواجهة العدوان الإسرائيلي وتنسيق المواقف بشأن التدخلات الإسرائيلية في الأراضي العربية.
في وقت حساس للغاية، تتزايد التوقعات من أن القمة العربية الطارئة ستكون بمثابة اختبار حقيقي للمواقف العربية الموحدة، وقدرتها على الرد بشكل عملي على التحركات الإسرائيلية التي تستهدف استقرار المنطقة.