أفغانستان.. الخطف والاغتصاب وسيلة طالبان في تعذيب فتيات الأقليات

الخطف والاغتصاب وسيلة طالبان في تعذيب فتيات الأقليات

أفغانستان.. الخطف والاغتصاب وسيلة طالبان في تعذيب فتيات الأقليات
صورة أرشيفية

جحيم تعيشه النساء في أفغانستان منذ أن استولت حركة طالبان على السلطة في أغسطس 2021، واستخدمت طالبان الاغتصاب والزواج القسري لترويع الأفغانيات، وهربت فتيات أفغانيات مؤخرًا من أسر طالبان وألقت الضوء على شر الجماعة، حيث أدلت المراهقتان بشهادات إلى ليزلي ميريمان، وهي متطوعة أميركية تنسق رعايتهما.

وحشية طالبان

قصة الفتاتين كشفت عن جوانب أكثر وحشية لحركة طالبان، حسبما أكدت مجلة "واشنطن إجزامنير" الأميركية التي نشرت قصة الفتاتين، وقالت المجلة في تقريرها "كانت فيريشتا تسير خارج منزلها في مقاطعة باروان في 20 يوليو عندما توقفت سيارة عسكرية بها أربعة من عناصر حركة طالبان بجانبها، وبدؤوا في طرح الأسئلة بلغة الباشتو، ولكن بصفتها مواطنة تتحدث لغة الداري من الأقلية الطاجيكية، لم تستطع فيريشتا فهمها، بعد إبلاغ الطالبان بأنها طاجيكية، قالت فيريشتا إن الرجال جروها إلى السيارة، ولكموها وصفعوها، وغطوا عينيها حتى لا تتمكن من رؤية مكان المنزل الذي سيكون وجهتهم، وبعد ستة أيام، أحضر أحد عناصر التنظيم زعيمًا دينيًا يتحدث اللغة الدارية إلى المنزل، وقالت فيريشتا إنه سألها عما إذا كانت توافق على الزواج من أحد عناصر التنظيم، وعندما أخبرت الزعيم الديني أنها اختطفت، قالت فيريشتا إن الزعيم الديني وعناصر التنظيم بدؤوا يتشاجرون بلغة الباشتو، وسمعت فيريشتا صوت إطلاق نار ولم تر الزعيم الديني مرة أخرى"، وتابعت فيريشتا: "على مدى الأسابيع الخمسة التالية تعرضت للاغتصاب كل ليلة من قبل العديد من عناصر طالبان حتى غطت الدماء جسدي، فخلال النهار، كانت يدا فيريتا مقيدتين، بينما كانت امرأة تعيش في المنزل الذي كنت محتجزة تقدم لي الطعام والماء، وفي 7 سبتمبر، قامت تلك المرأة بفك قيودي وأعطتني المال والملابس، ورافقتني إلى شارع قريب، وتظاهر سائق التاكسي الذي ركبت معه سيارته بأنه والدي عند نقاط تفتيش طالبان بينما كان ينقلني إلى المستشفى".

خطف واغتصاب

وبحسب المجلة، فإن الفتاة الأخرى تدعى "أنيسة"، غادرت منزلها في مقاطعة كابيسا في 2 أغسطس الماضي للحصول على المياه من الخور عندما تحدث معها اثنان من طالبان يحملان السلاح في الباشتو، وعندما طلب منهم أنيسة التحدث باللغة الدارية، أمسكوا بها، وقيّدوا يديها وقدميها"، وفي النهاية وضعوا كيسًا على رأسها، وأكدت أنيسة أن الجيران حاولوا التدخل، وعلى الرغم من إطلاق نيران البنادق في المشاجرة التي تلت ذلك، لم تستطع أنيسة معرفة ما إذا كان أحد قد أصيب، على مدار العشرين يومًا التالية، تعرضت أنيسة للاغتصاب يوميًا من قِبل خاطفيها، قائلة: "من أسوأ الأشياء التي شاهدتها في المكان الذي احتُجزت فيه هو الكمية الكبيرة من ملابس الفتيات التي يعتقد أنها كانت تعود لضحايا مغتصبيها السابقين، عندما اكتشف والدي وجيراني مكان احتجازي، قتلوا أحد المغتصبين، بينما هرب الرجل الآخر"، وبحسب المجلة الأميركية، لم تستطع عائلة أنيسة تحمل تكاليف الرعاية في مستشفى خاص، وكانت تخشى زيارة أحد المستشفيات الحكومية الخاضعة لسيطرة طالبان، وفي عيادة متنقلة مجانية تمولها مجموعة Flanders Fields الأميركية غير الربحية، تلقت أنيسة الدواء والأمل.

القصاص للناجيات

وأكدت المجلة، أنه عندما علمت ميريمان، التي نسقت العيادة، بمعاناة أنيسة، نقلت أنيسة إلى منزل آمن وبدأت في جمع الأموال لاحتياجاتها الطبية، بعد ذلك بوقت قصير، قام طبيب محلي بوضع فريشتا على اتصال مع ميريمان، والآن ، يقوم فريق أطباء ميريمان بمساعدة الفتاتين، وكلتاهما كانتا في المراحل الأولى من الحمل بعد الهروب من خاطفيهما، وقالت ميريمان لمتابعي وسائل التواصل الاجتماعي إن "الفتاتين معا وسعداء لأنهن يعرفن أنهن ليسا وحدهن، ويجب على المجتمع الدولي أن يطالب بالقصاص للناجيات مثل فريشتا وأنيسة تكريما للأعداد التي لا تحصى من الفتيات الأفغانيات الأخريات اللاتي يعانين من وحشية طالبان".