محلل سياسي يمني: الحوثيون حولوا اليمن من دولة سلام إلى ساحة صراع تخدم أجندة إيرانية

محلل سياسي يمني: الحوثيون حولوا اليمن من دولة سلام إلى ساحة صراع تخدم أجندة إيرانية

محلل سياسي يمني: الحوثيون حولوا اليمن من دولة سلام إلى ساحة صراع تخدم أجندة إيرانية
ميليشيا الحوثي

تحول اليمن، الذي كان يُعرف قديمًا بـ"اليمن السعيد"، إلى ساحة صراعات وأزمات ممتدة منذ سيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة صنعاء عام 2014، لتبدأ مرحلة جديدة من التوترات التي مزقت البلاد سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا.


يرى محللون أن الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران مثّل الشرارة الأولى لانهيار مؤسسات الدولة، بعد أن استولت الميليشيا على المقار الحكومية والعسكرية، وفرضت سلطة أمر واقع بالقوة، مما أدى إلى اندلاع حرب شاملة أثرت على حياة ملايين اليمنيين.


تسببت الممارسات الحوثية في تدهور الأوضاع الاقتصادية، إذ انهارت العملة المحلية، وارتفعت نسب الفقر والبطالة إلى مستويات غير مسبوقة، فيما حُرم الموظفون من رواتبهم منذ سنوات. كما تسببت في أزمة إنسانية تُعد من الأسوأ في العالم، حيث يحتاج أكثر من 70% من السكان إلى المساعدات الإنسانية، وفق تقارير الأمم المتحدة.


إلى جانب ذلك، اتهمت تقارير دولية الحوثيين بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من تجنيد الأطفال واستخدامهم في القتال، إلى قمع المعارضين وفرض الفكر الطائفي المستورد من إيران، في محاولة لتغيير الهوية اليمنية الجامعة.


ويرى مراقبون أن استمرار الدعم الإيراني للحوثي بالسلاح والخبراء العسكريين ساهم في تأجيج الصراع، وتحويل اليمن إلى نقطة صراع إقليمي تهدد أمن البحر الأحمر والملاحة الدولية.


اليوم، وبعد أكثر من عقد على انقلاب الحوثي، يقف اليمن على مفترق طرق صعب بين محاولات السلام ومساعي الميليشيا للهيمنة، فيما يواصل الشعب اليمني دفع ثمن مغامرات سياسية وعسكرية أخرجت “اليمن السعيد” من دائرة الاستقرار إلى دوامة الفوضى والمعاناة.

قال المحلل السياسي اليمني وضاح بن عطية: إن اليمن لم يكن ليصل إلى هذا الوضع المأساوي لولا انقلاب ميليشيا الحوثي على الدولة ومؤسساتها عام 2014، مشيرًا إلى أن الجماعة حوّلت “اليمن السعيد” إلى بؤرة صراعات تخدم مصالح طهران وأجندتها التوسعية في المنطقة.

وأوضح بن عطية - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن الحوثيين استغلوا حالة الفوضى التي أعقبت ما يُعرف بـ"الربيع العربي" للسيطرة على مفاصل الدولة، ثم فرضوا حكمًا طائفيًا مستوردًا من إيران، ما أدى إلى انقسام سياسي حاد، وخلق بيئة خصبة للنزاعات المسلحة.

وأضاف أن الميليشيا تسبّبت في انهيار اقتصادي غير مسبوق، بعد أن نهبت موارد الدولة وسيطرت على عائدات الضرائب والجمارك والموانئ، في الوقت الذي يعيش فيه ملايين اليمنيين أوضاعًا إنسانية قاسية بسبب الحرب التي أشعلها الحوثي بدعم خارجي.

وأكد أن المشروع الحوثي لا يستهدف اليمن فقط، بل يُهدد أمن المنطقة بالكامل، لاسيما مع تزايد الهجمات التي تنفذها الجماعة في البحر الأحمر واستهداف السفن التجارية، في محاولة لابتزاز المجتمع الدولي.

وختم المحلل السياسي تصريحه بالتأكيد على أن استعادة الدولة اليمنية لن تتحقق إلا بإنهاء الانقلاب الحوثي، وقطع أذرع إيران في اليمن، وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية تضمن العدالة والمواطنة والمساواة بين جميع اليمنيين.