يدعون أن "جندي الله".. كيف استغل الإخوان أزمة كورونا بأوروبا؟

يدعون أن
صورة أرشيفية

من داخل بيوت الله وخلف عباءة الإسلام، أطل الإخوان على العالم، قبل أكثر من 80 عاماً، لينشروا أفكارهم الإرهابية المتطرفة بين العرب لاستغلالهم ونشر أفكارهم وأجندتهم الخسيسة للسيطرة على المنطقة، دون الاكتراث بالشعب أو معاناتهم أو حتى البلدان، فقط هدف واحد أمامهم هو "مصلحة الجماعة".

ورغم أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بالعالم حالياً، إلا أن أفراد الجماعة استغلوها من أجل تحقيق أطماعهم الإرهابية، ونشر الفوضى بالبلدان، لاسيَّما بالقارة الأوروبية، التي تعاني من فتك الفيروس بها.

مسجد السلام ببرلين

وبدلاً من التآزر في ظل الأزمة التي تجتاح العالم، استغل الإخوان مساجد أوروبا لنشر أفكارهم المتطرفة، وكسر القواعد الاحترازية لمنع انتشار الفيروس التي تنفذها الدول ومنظمة الصحة العالمية، وفي آخر تلك المظاهر الآثمة، تجمع حوالي 300 فرد أمام مسجد دار السلام التابع للإخوان ببرلين الألمانية لأداء صلاة الجمعة الماضية، رغم قرارات حظر التجمعات مستغلة الملل من الحجر المنزلي، حيث أقدمت الجماعة على انتهاك القوانين الداخلية مشجعة على التطرف.

وهو ما رأته الصحف الألمانية أنه يمثل أيضاً إعاقة لاندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية، حيث أوردت صحيفة "دي فيلت" الألمانية أن الإخوان رفضوا محاولات رجال الشرطة لفض التجمع والبقاء على مسافات آمنة؛ لذلك أصدرت بلدية برلين قراراً بمنع مسجد دار السلام، من إقامة الأذان مجدداً، نظراً لذلك الانتهاك الجسيم لتدابير احتواء فيروس كورونا.

وأكدت برلين أن الحماية الصحية تأتي حالياً قبل الحرية الدينية، موضحةً وجود أدلة من سلطات الاندماج وهيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" على أن ذلك المسجد بالإضافة لمنظمة مركز تجمع نيوكولن تابع لجماعة الإخوان، وهو ما ينذر بأزمة بين الطرفين بالبلاد.

الهداية بفيينا

ومن برلين إلى النمسا، توجد أيضاً مقار إخوانية معروفة يستغلها أعضاء الجماعة لكسر القواعد المفروضة من أجل حماية الشعب من كورونا، مثل مسجد الهداية بفيينا، الذي يعتبر من أكثر الأماكن إثارة للجدل، لاسيَّما بعد رصد السلطات دعوات تحريضية به على الكراهية والعنف، عبر الدروس التي يقدمها أشخاص داخله أو الكتب التي يتيحها للمترددين عليه.

واعتبرت النمسا ذلك المسجد من إحدى المشاكل التي تواجهها، إلا أنها لا تمتلك القوانين الرادعة لإغلاقه مثل ألمانيا، رغم أنه سبب وراء اتجاه العديد من الشباب للتطرف، وأحد معاقل الجماعة.

مساجد أوروبا

لم يكن ذلك هو المسجد الوحيد التابع للإخوان بألمانيا، حيث يوجد أيضاً منظمة المجتمع الإسلامي، المظلة الكبرى لهم، بالإضافة إلى مسجد طيبة الذي يتبنى إمامه فريد حيدر كتابات يوسف القرضاوي المتطرفة، ومركز آخن الإسلامي ومسجد بلال بغرب البلاد، حيث تولاهم لأعوام الإخواني السوري عصام العطار.

وسبق أن أعد المركز الاتحادي للتدريب السياسي في ألمانيا، تقريراً كشف فيه أن الإخوان تعمل على توسيع شبكة مساجدها ومؤسساتها الثقافية بأوروبا، من أجل غرض خبيث هو تدشين قاعدة شبابية تحمل أفكارهم المتطرفة من أجل اختراق المجتمع والسعي وراء انهيار الدول وإسقاط الأنظمة.

كما كشفت مجلة "بنتو"، أحد إصدارات "دير شبيجل" الألمانية، أن المتطرفين والإخوان دخلوا على خط أزمة كورونا، بهدف نشر دعاية بدائية في ألمانيا، ويطلقون على الفيروس أوصافاً مثيرة للجدل تخدمهم مثل "جندي الله"، و"مدمر الظالمين"، حيث يتعمدون نشر فكرة أن الله أرسل كورونا لعقاب الغرب، انتقاماً من الحكومة الصينية ضد ما اعتبروه اضطهاد للإيغور، متجاهلين أن مختلف البلاد وحتى الإسلامية تعاني منه حاليا.