ميليشيات الوفاق تواجه مظاهرات الشعب الليبي ضد فساد "السراج" بالرصاص

ميليشيات الوفاق تواجه مظاهرات الشعب الليبي ضد فساد
صورة أرشيفية

تتصاعد حدة الاحتجاجات في شوارع العاصمة طرابلس واتسعت سريعًا لتطال مصراتة والزاوية وسبها، حيث تظاهر آلاف المواطنين احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وانتشار الفساد بشكل غير مسبوق، بالإضافة لتدهور الخدمات كالكهرباء والماء وشح الوقود الذي يجبر مئات السيارات على الوقوف في طوابير طويلة تمتد مئات الكيلومترات يوميًا، وطالب المتظاهرون برحيل رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، وحاول المتظاهرون مهاجمة مقر حكومة الوفاق المنتهية ولايتها قبل أن يتحولوا إلى ساحة الشهداء في وسط طرابلس مرددين شعارات ضد الفساد، والمرتزقة السوريين والاحتلال التركي، مطالبين قوات الأمن الليبية بالانحياز للشعب ومصالحه.

طرابلس ومصراتة ينتفضان ضد فساد "حكومة الوفاق" وميليشياتها

التظاهرات تصاعدت تدريجيًّا بعد أيام من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه كل من حكومة الوفاق وبرلمان بنغازي، حيث تظاهر آلاف الليبيين مساء الأحد في طرابلس للتعبير عن غضبهم إزاء تدهور الظروف المعيشية والفساد، قبل أن تفرقهم قوات الأمن التابعة لحكومة الوفاق مستخدمة قنابل الغاز المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتهديد المتظاهرين؛ ما أسفر عن سقوط عدد كبير من المصابين في بلاد تشهد نزاعات مسلحة منذ سنوات.

المتظاهرون طالبوا بإطلاق سراح الأشخاص الذين تم اعتقالهم خلال تظاهرات الأحد، فيما حمّل نواب ليبيون الوفاق مسؤولية قمع التظاهرات السلمية. 

كما أفادت وسائل إعلام ليبية بإطلاق نار في الهواء لتفريق متظاهرين على طريق الشط بطرابلس، مضيفةً أن "مركبات مسلحة ترهب المتظاهرين" في هذا الطريق.

وأشارت وسائل إعلام ليبية تحديداً لـ"كتيبة النواصي"، مؤكدةً أنها تجوب بسياراتها المدججة بالسلاح في هذا الطريق، بينما يعمد ملثمون على متنها لإطلاق أعيرة نارية لإخافة المتظاهرين.

وكذلك في سبها، خرجت مظاهرة وسط المدينة احتجاجاً على "الفساد وتردي الوضع" المعيشي والخدمي.

بعثة الأمم المتحدة تدعو لتحقيق عاجل بسبب استخدم القوة المفرطة ضد المتظاهرين

من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتحقيق فوري شامل في الاستخدام المفرط للقوة من جانب أفراد الأمن الموالين لحكومة الوفاق الوطني ضد المتظاهرين في العاصمة طرابلس، واعتبرت أن "التجمع السلمي والاحتجاج وحرية التعبير هو أحد الحقوق الأساسية من حقوق الإنسان".

وأوضحت أن "الدافع وراء هذه التظاهرات الشعور بالإحباط من استمرار الظروف المعيشية السيئة وانقطاع الكهرباء والمياه وانعدام الخدمات في جميع أنحاء البلد".

وشددت البعثة على أنه "قد حان الوقت لكي ينخرط القادة الليبيون في حوار سياسي شامل، كما كان أعلن في الأسبوع الماضي".

وفي وقت سابق، قال فتحي باشاغا وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية على تويتر: إن الوزارة "تحمي حق التظاهر وترد كل متجاوز على الممتلكات الخاصة والعامة أو تهديد أمن الدولة". وأضاف: "نحترم التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي ونرفض الفوضى التي لن تتيح إلا الفوضى". وتابع: "المندسون ليسوا المتظاهرين بل الذين ظهروا بمظهر رجال الأمن وهم مجموعة خارجة عن القانون أطلقت النار"، مشيراً إلى أن "نتائج التحقيقات ستحال لرئاسة الحكومة والنيابة العامة".

لهذه الأسباب يصر الليبيين على الإطاحة بـ"السراج" وحكومة الوفاق

من جانبه، يقول عبدالعزيز محمد، 43 عامًا، التظاهرات لم تتوقف دقيقة واحدة منذ أمس والشعب الليبي يصر على إنهاء سيطرة حكومة الوفاق على طرابلس، ورغم حملات الاعتقالات الواسعة والمستمرة التي تنفذها الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق إلا أن الشعب الليبي لم يتراجع.

وأضاف: شاهدنا بأعيننا المرتزقة السوريين المدعومين من تركيا وهم يطلقون الرصاص الحي في الهواء لتفريقنا ثم تكرارهم للإطلاق الرصاص ولكن هذه المرة في اتجاهنا بعد أن تصاعدت المطالبات برحيل السراج وحكومة الوفاق؛ ما أدى لسقوط عشرات المصابين.

وتابع: لم نصمت بعد اليوم، فالصمت طال والأوضاع تتدهور في كل يوم بشكل فاق قدرتنا جميعًا على الاحتمال، بلدنا البلد النفطي أصبحنا لا نجد فيه قطرة وقود، والأعمال متوقفة والخدمات العامة أصبحت كابوسًا حقيقيًّا لا وجود لكهرباء ولا ماء، وإذا احتملنا كل ذلك فلا نحتمل الانفلات الأمني والتهديد لنا ولأسرنا من عصابات مسلحة تجوب شوارع عاصمتنا ليلًا ونهارًا وتنهب ما تشاء من أملاكنا دون رادع.

ميليشيات السراج تحاصرنا في الشوارع والرصاص الحي لغتهم الوحيدة للتعامل معنا

في السياق ذاته، يقول هاشم إبراهيم، 33 عامًا، الشعب الليبي انتفض أخيرًا ضد جرائم حكومة الوفاق، الفساد أصبح لا يحتمل والليبيون نزلوا إلى الشوارع بعد أن أيقنوا أن الصمت لن يغير من الواقع شيئًا، حكومة الوفاق تصعد ضد الشعب الليبي وتأمر ميليشياتها بضرب شبابنا بالرصاص الحي وتحاصرنا مركباتهم المسلحة طوال الوقت؛ ما دفع عددًا كبيرًا من الشباب الليبي لتحطيم عدد كبير من المركبات التابعة للتشكيلات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق.

وأضاف: الشوارع تمتلئ بالجرحى ومعظمهم مصاب بطلقات من الرصاص الحي وتتعمد الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة السراج تعطيل وصولهم إلى المستشفيات؛ ما يهدد حياة عشرات الشباب الليبي، لم ننزل إلى الشوارع لنحارب المرتزقة وكل هدفنا هو القضاء على الفساد وتأمين متطلباتنا الحياتية الأساسية، ولكن إذا كنا سنقتل لأجل ذلك فلا فرق كبير بين الحالتين ففساد حكومة الوفاق يقتلنا جميعًا ولكن بشكل أبطأ.

وتابع: اتساع رقعة الاحتجاجات يؤكد أن الشعب الليبي أصبح لا يحتمل وينتظر شرارة واحدة ليشتعل غضبه في وجه جميع الفاسدين، أموالنا يبعثرها الأتراك ويحشدون المرتزقة من جميع الجنسيات ليقتلوا شبابنا ويجب أن يتوقف هذا الآن.