من موسكو إلى واشنطن.. محاولات أميركية لتهدئة الأوضاع في "كاراباخ" وترامب "الفائز"

من موسكو إلى واشنطن..  محاولات أميركية لتهدئة الأوضاع في
صورة أرشيفية

على مدار ما يقرب من شهر، تخوض أرمينيا وأذربيجان، مواجهات عسكرية في إقليم "كاراباخ"، في ظل محاولة تركيا تأجيج الصراع بشدة بين البلدين، لاستغلال الأمر.

زيارة لواشنطن


وبعد فشل محاولات الوصول لهدنة، يزور وزيرا خارجية أرمينيا وأذربيجان روسيا اليوم لإجراء مشاورات دبلوماسية منفصلة مع موسكو بشأن النزاع حول إقليم "كاراباخ".

وبعد تلك الزيارة، أكدت مصادر غربية أن وزيرَيْ خارجية أرمينيا وأذربيجان سيتوجهان إلى واشنطن، بعد دعوة من وزير الخارجية الأميركي "مايك بومبيو"، في محاولة من الإدارة الأميركية للوساطة لحل أزمة الإقليم المتأججة منذ أشهر.

ووافق وزيرا خارجية البلدين على الدعوة الأميركية، المنتظرة يوم الجمعة المقبل، حيث من المرجح أن "بومبيو" سيلتقي أولاً بوزير خارجية أذربيجان، ثم وزير خارجية أرمينيا.

كما أنه من المرجح أن الوزيرين الأرميني "زهراب مناتساكانيان" والأذربيجاني "جيهون بيراموف"، سيلتقيان في اجتماع ثلاثي مع "بومبيو".

أهداف أميركا


وتهدف الولايات المتحدة إلى إظهار جهودها، بشأن احتواء النزاع بين البلدين منذ حوالي شهر، ما تسبب في مقتل المئات من العسكريين والمدنيين، حيث إنه في حال إتمام تلك الزيارة ستعتبر فرصة ثمينة لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعرض محاولته دعم السلام وهو ما سيصب في صالح خوضه انتخابات الرئاسة.

ويأتي ذلك، في ظل تشارك أميركا وروسيا وفرنسا، فيما  يعرف بـ"مجموعة مينسك" التي تهدف بالأساس لإنهاء النزاع بإقليم "كاراباخ".

محاولات روسية


ويزور حاليًا الوزيران الأرميني والأذربيجاني، موسكو، للقاء "سيرغي لافروف"، من أجل البحث في "تأسيس اتفاق وقف إطلاق نار".

وفي ٩ أكتوبر الجاري، تم التوصل إلى اتفاق على هدنة إنسانية دخلت حيز التنفيذ في اليوم التالي، إلا أنها بقيت حبرًا على ورق، حيث إنه عقب ٧ أيام، عاد إطلاق النار بين البلدين.


الصراع بين أرمينيا وأذربيجان


وبدأ إطلاق النار بين البلدين، منذ 27 سبتمبر الماضي، في إقليم "ناغورنو قره باغ" ذي الغالبية الأرمينية الذي انفصل عن أذربيجان مع انهيار الاتحاد السوفياتي ما تسبب بحرب أوقعت 30 ألف قتيل، فيما تسببت المعارك الأخيرة بسقوط أكثر من 800 قتيل بينهم حوالي مئة مدني بين صفوف البلدين.

وتعتبر الاشتباكات هي الأسوأ منذ عام 2016، حيث أوقعت خسائر بشرية ومادية من كِلا الطرفين، على وقع دعوات التعبئة الوطنية، لذلك دعت الأمم المتحدة وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة بشكل خاص إلى وقف فوري لإطلاق النار.

بينما تبادلت أرمينيا وأذربيجان الاتهامات بإشعال المواجهات الدامية، حيث أكدت أذربيجان أنها شنت "عملية مضادة" ردا على "العدوان" الأرميني، مستخدمة القصف المدفعي والمدرعات والقصف الجوي على الإقليم الذي خسرته منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وحرب أودت بحياة 30 ألف شخص، وباتت "كاراباخ" على إثرها خاضعة لسيطرة الانفصاليين المدعومين من أرمينيا.

ويعتبر إقليم "ناغورنو كاراباخ" منطقة عرقية أرمينية داخل أذربيجان خرجت عن سيطرة أذربيجان منذ نهاية الحرب في عام 1994، ومعترف بها دوليًا، حيث إنه خلال تلك الحرب، قتل عشرات الآلاف وأجبر مليون شخص على هجر مساكنهم، وللجانبين وجود عسكري مكثف على طول منطقة منزوعة السلاح تفصل المنطقة عن بقية أذربيجان.