من القرصنة للشحنات الفاسدة.. "كورونا" يُظهر الوجه القبيح للنظام التركي

من القرصنة للشحنات الفاسدة..
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

بسبب فتك فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بالشعب التركي، وضعف الإجراءات الطبية والوقائية في البلاد وكشف حقيقة تردي الجهاز الصحي، بات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يبطش يمينا ويسارا، فتارة يسرق الشحنات الطبية المرسلة للدول التي تعاني بشدة من المرض، وتارة أخرى يرسل معدات غير صالحة للاستخدام الآدمي، لينقل إرهابه من الأرض للجو، مستغلا الحالات المرضية.
 
 
شحنة فاسدة لبريطانيا


وبعد أن تباهى أمام شعبه لأكثر من أسبوعين بإرسال شحنة مساعدات طبية إلى بريطانيا، مستغلا الجائحة العالمية، مقابل المال، أعلنت المملكة المتحدة أنها فاسدة وغير صالحة للاستعمال الآدمي وأنها ستعيدها إلى أنقرة من جديد.


وقالت صحيفة "جاريان" البريطانية إن لندن ستعيد إلى تركيا شحنة كبيرة من المعدات الطبية؛ حيث إنها غير سليمة وهو ما لا يتوافق مع معايير المملكة المتحدة في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد. 
 
وكانت بريطانيا أعلنت قرب وصول أسطول من طائرات الشحن التابعة لسلاح الجو الملكي قادمة من تركيا محملة بشحنة "كبيرة جدا" من معدات الوقاية الشخصية من أجل هيئة الخدمات الصحية الوطنية، الشهر الماضي، إلا أنه بعد أكثر من أسبوعين، تبين أن كل قطعة من الـ400 ألف بذلة واقية وصلت أخيرا.
وأوضحت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أن القطع تحتجز بمنشأة قرب مطار هيثرو، وأنها ستعيد شحنة معدات الوقاية الشخصية، وستطالب برد أموالها مقابل تلك الشحنة الفاسدة.
  

كورونا تفتك بتركيا


ورغم ما تدعيه الحكومة التركية حاليا بالسيطرة على الفيروس، إلا أنها مازالت بؤرة لكورونا، ويتفشى المرض بشدة بين المواطنين، حيث بلغ عدد الوفيات بسبب "كوفيد-19" حاليا 3584 حالة، بعد زيادة سجلتها بالأمس بلغت 64 مريضا، بينما ارتفع العدد الإجمالي للمصابين بنسبة 2253 ليصل إلى 131744 حالة، وفقا لبيانات وزارة الصحة التركية.


وتعتبر تركيا هي الأعلى إصابات في دول غرب أوروبا والولايات المتحدة وروسيا، ووصل عدد اختبارات الكشف عن الفيروس التي أُجريت في أنقرة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية إلى 30303، مما رفع العدد الإجمالي للاختبارات منذ تفشي الوباء إلى ما يتجاوز 1.2 مليون اختبار.
 
استيلاء على مستلزمات طبية


وفي ظل تفشي الفيروس في تركيا بين الوفيات والإصابات، اتجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى قرصنة الشحنات الطبية، في بداية الشهر الماضي، ليثير أزمة كبرى بالعالم في بؤر تفشي كورونا وهو ما تسبب في صب غضب عالمي جم تجاهه، وهو ما أظهر الوجه الحقيقي للنظام التركي الفاسد غير الإنساني.


وعلى رأس تلك الدول التي قرصن شحناتها الطبية كانت إسبانيا قادمة من الصين التي تحولت لبؤرة الفيروس، بدلا من تكاتف العالم سويا، حيث استولت تركيا على شحنة تضم أجهزة تنفس صناعي ومستلزمات طبية، لمواجهة أزمة انتشار الفيروس المستجد، وهو ما أثار موجة غضب عارمة في البلاد تم على إثرها طرد سفير أنقرة في مدريد، وإعادة النظر في المساعدات المقدمة إلى نظام أردوغان من الاتحاد الأوروبي.
 
واعتبر الإسبان أن تركيا تتعمد قتل المواطنين بذلك الجرم الفادح، وهو ما وصل لتصويرهم الأمر بمثابة إعلان للحرب، ليثور ضدهم أيضا الأحزاب الأسبانية، حيث اعتبروا أن تركيا تنتهج أسلوب عصابات المافيا، والحكومة لا تسعى إلا إلى السيطرة والاحتلال مثلما فعلت في اليونان، أو الاستيلاء على الأجهزة الطبية في مواجهة وباء عالمي مثل وباء الكورونا.


وجاء ذلك التصرف الذي يبعد عن الإنسانية تماما، بعد مطالبة أنقرة مدريد بالتنازل عن الأجهزة لعدة أسابيع، بحجة أنها تواجه أزمة في المعدات الطبية اللازمة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد في تركيا، وهو ما فشلت فيه لتحصل عليه بدافع العنف، ثم نقلت المعدات بصعوبة بالغة قبل أيام قليلة.


وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إن السلطات التركية استولت على طائرة محملة بأجهزة تنفس كانت فى طريقها من الصين إلى إسبانيا، من خلال فرض قيود على صادرات الأجهزة الطبية على أراضيها بدافع قلقهم بشكل رئيسى من قدرتهم على الحفاظ على نظامهم الصحى، موضحة أن هذه الشحنة ثمينة لأنها تحتوى على 162 جهاز تنفس لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد الخاصة بوحدات العناية المركزة، وفق وسائل إعلام إسبانية.
 
 سرقة مالطا


لم يقف الأمر عند ذلك الحد، وإنما وصل إلى استيلاء تركيا على شحنة من 50 ألف بدلة طبية كانت متجهة إلى مالطة قرصنتها من قبل مستودع شحن تركي، وهو ما جاء في ظل مع تصاعد الطلب على معدات الحماية والأجهزة الطبية خلال أزمة تفشي فيروس كورونا.
ونددت مالطا بذلك التصرف التركي، مؤكدة أن هذه ليست المرة الأولى التي لا تصل فيها الإمدادات الطبية إلى وجهتها النهائية بسبب السطو التركي عليها.