مطالبات أميركية بمحاسبة قطر لدعمها الإرهاب وإيوائها للجماعة

مطالبات أميركية بمحاسبة قطر لدعمها الإرهاب وإيوائها للجماعة
أمير قطر تميم بن حمد

فشلت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مواجهة إرهاب قطر، بسبب التأثير الكبير للدوحة على الديمقراطيين ومؤسسات الفكر والبحث الأميركية، ولكن على إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن أن تتعامل مع واقع الشرق الأوسط الجديد، والذي يتمثل في نمو التحالف العربي السني ومواجهة التحالف القطري التركي المتطرف وعدم السماح له بنشر الإرهاب في المنطقة.


عزلة قطر

تصدرت الانتخابات الرئاسية المشهد في الولايات المتحدة الأميركية، مع عدم الإعلان رسمياً عن اسم الفائز، ورغم انشغال الشارع الأميركي بالسباق الانتخابي إلا أن الأحداث العالمية لا تزال قائمة.


ووفقاً لصحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية، فإن كل التحديات التي واجهها العالم قبل يوم من ذهاب الأميركيين إلى صناديق الاقتراع لا تزال قائمة، وأيًا كان من يجلس في المكتب البيضاوي كرئيس في يناير سيتعين عليه التعامل معها.


قد لا يرغب الديمقراطيون في سماع ذلك، لكن الوضع في الشرق الأوسط قد تغير كثيرًا إلى الأفضل منذ عام 2016.


على وجه الخصوص، ما بدا يومًا أنه مواجهة إسرائيلية عربية مستعصية هو الآن في طريقه إلى الحل، حيث قامت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان بعقد اتفاقيات سلام مع إسرائيل، كما أنه لا يمكن أن تكون المملكة العربية السعودية بعيدة عن الركب، فالسلام ينفجر ويبدو أن التحالف العربي السني الناشئ ينمو، ومع ذلك، لا تزال قطر دولة نائية.


قطر والإخوان

وتعمل قطر على تمكين جماعة الإخوان المسلمين وتقديم الدعم المالي لها وترعى الجماعات الإسلامية المتطرفة في جميع أنحاء أوروبا.


وبحسب الصحيفة الأميركية، فهي تواصل دعم حماس الإرهابيين في القرن الإفريقي، كما دعت القوات العسكرية للإمبراطورية العثمانية الجديدة بقيادة رجب طيب أردوغان إلى بناء قواعد على أراضيها.


وتحالفت مع إيران، وتواصل تشجيع العناصر المعارضة لحكومات الإمارات والبحرين والسعودية، وقد أدت هذه الإجراءات إلى مقاطعة اقتصادية ودبلوماسية إقليمية للدوحة من قبل الدول العربية السنية.


في هذه الأثناء، وبشكل غير ملائم، تواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بقوات عسكرية ضخمة في قطر، وتتصرف كما لو أن الدوحة حليف موثوق، ويمكن الاعتماد عليه لدعم الولايات المتحدة في أي أزمة مستقبلية.


القاعدة الأميركية

ويتمركز ما يزيد على ١١ ألف جندي أميركي في قطر، حيث قاعدة العديد الجوية الضخمة هي موطن لمعظم هؤلاء الأفراد. يوفر مركز العمليات الجوية المشتركة في القاعدة القيادة والسيطرة للعمليات الجوية الأميركية في جميع أنحاء العراق وسوريا وأفغانستان و17 دولة أخرى، وتعمل أكثر من 100 طائرة أميركية من قاعدة قطر.


تحتفظ الولايات المتحدة أيضًا بمعسكر السيلية في قطر، حيث توجد كميات هائلة من المعدات العسكرية والمعدات، بالإضافة إلى ذلك، تحتفظ البحرية الأميركية SEAL بوجود في قطر، وتعمل من منشأة عسكرية بريطانية.


باختصار، تتمتع الولايات المتحدة حاليًا بوجود عسكري هائل في دولة تعارض سياساتها بشكل متزايد، وقد يسمح لها هذا أو لا يسمح لنا باستخدام قواعدها باهظة الثمن في قطر في أي أزمة مستقبلية.


خشية أن يبدو هذا الاحتمال غير مرجح، تحتاج الإدارة الأميركية إلى إلقاء نظرة على الموقف الذي وجدت نفسها فيه في قاعدة إنجرليك في تركيا، حيث منع الأتراك القوات الأميركية من العمل في الماضي، وفي الآونة الأخيرة، أصدروا أصواتًا بشأن إغلاق القاعدة الجوية بالكامل.


ووفقاً للصحيفة، يجب ملاحظة أيضاً، أن الرئيس دونالد ترامب قد تحرك لإنهاء حروب الشرق الأوسط التي تبدو بلا نهاية، وبالتالي ضرورة الحفاظ على القواعد العسكرية الأميركية الموجودة منذ عقود من الزمن بدأت تتلاشى.


وطالبت الصحيفة بضرورة إلقاء نظرة فاحصة على الوجود الأميركي في قطر وهو ليس مجرد خطوة سياسية وأمنية وطنية حكيمة فحسب، بل له معنى واضح من منظور مالي أيضًا.


نقل القاعدة من قطر

واقترحت الصحيفة نقل القاعدة من قطر، خصوصاً مع وجود بدائل أخرى قوية، حيث درس الكونجرس نقلها إلى أماكن مثل الإمارات أو الأردن أو العراق أو البحرين. وستكون الإمارات أو البحرين خيارات رائعة، وهناك بالفعل وجود عسكري في كلا المكانين.


الشرق الأوسط يتغير نحو الأفضل، حيث بدا ذات مرة أن المستقبل سيكون أكثر عبارة عن عنف وإرهاب وركود اقتصادي، ولكن فجأة ظهر احتمال حقيقي للغاية بأن المنطقة قد يكون لديها أمل، وأن المنطقة الأكثر اضطراباً في العالم قد تظهر في عصر السلام، ولكن قررت قطر الخروج عن المسار وتحالفت مع إيران والمتطرفين وقوى الفوضى.


وبالتالي يجب على الولايات المتحدة الأميركية التصرف الآن وفقًا لذلك، فالاستمرار في التظاهر بأن سياسات قطر تتماشى مع سياسات ومصالح شعوب الشرق الأوسط يأتي بنتائج عكسية.


لقد اختار القطريون الوقوف في وجه هذا الأمل الجديد ودعم قوى الانقسام والعنف التي سادت المنطقة لفترة طويلة، وبالتالي حان الوقت حتى تعترف الولايات المتحدة بأن سياسات الدوحة تتعارض معها وأنه حان الوقت لمحاسبة قطر.