كيف تآمر حكام قطر على اليمن؟

كيف تآمر حكام قطر على اليمن؟
صورة أرشيفية

رغم الأحداث التي تفتك بالشعب اليمني، ومخططات جماعة الحوثي للفتك بها، بين قتل وترويع المدنيين، دبرت قطر عدة مكائد ضد صنعاء منذ عدة أعوام على يد الأب ثم ورثها الابن عبر مخطط إرهابي لنشر الفساد والحرب.

بين الحين والآخر تظهر مكائد قطر ضد اليمن، بقيادة تنظيم الحمدين، الذي أفشى فيها الفساد والخراب بداية من دعم الحوثيين، وحتى خيانة قادة دول مكافحة الإرهاب بعاصفة الحزم، لحين نقل الأسلحة والأعوام عبر ستار العمل الإنساني.

تسريب صوتي 

وقبل ساعات، انتشر تسريب صوتي جديد، كشف المزيد من التفاصيل عن تآمر أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس الوزراء الأسبق حمد بن جاسم بالتعاون مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، ضد اليمن ودول الخليج، حيث أسموه "تقسيم السعودية إلى عدة دول".

التسجيل قال فيه حمد بن خليفة: إن الحوثيين يريدون حكم الحجاز، إلا أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لم يستجب لهم، بحسب حمد بن جاسم، كما يظهر التسريب دعم "الحمدين"، للأطماع الحوثية في السعودية، فضلاً عن عقدة الحجم التي تعاني منها الدوحة.

وخلال التسريب يتحدث القذافي عن مخططه الخبيث بتقسيم السعودية، بقوله: "المفروض الحجاز دولة ونجد دولة والأحساء دولة والقصيم دولة.. وممكن بعدين يحصل توازن"، ويحدثه حمد بن خليفة مؤيداً المخطط، ليحجز نصيب ميليشيات الحوثي قائلاً: "الحوثيون يعتبرون أن الحجاز دولتهم"، ويرد عليه القذافي: "أي المفروض".

وعقب ذلك يتحدث حمد بن جاسم، مبدياً ضيقه من عرقلة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح للحوثيين، قائلاً: "المشكلة بصاحبنا.. بس الأخ علي الله يسهل عليه مو راضي، وما في أحد من جيرانهم ما أخذوا من عنده قطعة أرض".

إرهاب الأب

اليمن كانت من أكثر الدول التي تلعب قطر فيها دوراً مشيناً، من خلال دعم الجماعات الإرهابية بها، وعلى رأسهم ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران حليفتها، من أجل سيطرتهم على الممرات الملاحية الهامة التابعة لها، واستغلال مواردها.

ولذلك تعددت أساليب حمد بن خليفة في التآمر على اليمن من أجل تفتيتها وسيطرة الحوثيين عليها، الذين يدعمهم مادياً ولوجيستياً، بمدهم بالأسلحة والمعدات والأموال، كما اتخذ من ستار العمل الخيري والإنساني، وسيلة لدعم الإرهاب في اليمن، بينما كانت السلطة الشرعية منشغلة بمعارك إنهاء الانقلاب على الشرعية اليمنية.

كما دفع بتجنيد أبناء الجاليات اليمنية في الخارج للقيام بأعمال ضد الشرعية، في إطار مساندتها للإرهاب في المنطقة العربية، حيث كان أول من قدم الدعم المباشر وغير المباشر للحوثي والتنظيمات المسلحة داخل اليمن، فيما كشفت تقارير عن تحالف بين تنظيمي الإصلاح والقاعدة برعاية الدوحة.

تآمر الابن

وبعد أن أزاح تميم والده حمد بن خليفة من الحكم وانقلب عليه، استكمل مخططه المتآمر ضد اليمن، حيث مد الحوثيين بأكثر من ٥٠٠ مليون دولار تقريباً في العام الأول من المقاطعة العربية للدوحة، بالإضافة إلى مساعدة الإرهابيين الآخرين باليمن، حيث ثبت دعمه لـ7 كيانات باليمن، لديهم علاقة بمؤسسات قطرية مصنفة في قوائم الإرهاب لدى الدول المقاطعة لقطر، أبرزها مؤسسة "البلاغ الخيرية"، و"الإحسان الخيرية"، و"الرحمة الخيرية"، وتم تأكيدهم للدور القطري في تخريب ونشر الفوضى والإجرام والإرهاب باليمن، بإصدارهم العديد من الفتاوى الداعمة لعمليات وسلوك القاعدة مثل بيع النفط الخام ونهب مكاتب البريد والمصارف والبنوك اليمنية باعتبارها أموال المسلمين وتذهب للجهاد، حيث بلغ إجمالي ما نهبه تنظيم القاعدة أثناء سيطرته على مدينة المكلا أكثر من 17 مليار ريال يمني.

لم يقتصر الأمر على ذلك، فجعل تميم من قطر "مسماراً" في ظهر أشقائها العرب، عند تشكيل السعودية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ضد الحوثيين، في مارس 2015، حيث شاركت قطر ذاتها التي تدعم الجماعات الإرهابية بالتحالف الذي يسعى إلى القضاء عليهم، لتتحول إلى جاسوس بين الدول العربية، بينما في الحقيقة كان يزود تنظيم ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ الإرهابي ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﻜﻨﺘﻬ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻳﺔ ضد ﻗﻮﺍﺕ ﺇﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ العربي في ﺍﻟﻴﻤﻦ؛ ما أدى لسقوط ضحايا ضمن القوات، ولكن سرعان ما فطنت الدول العربية لذلك، وقررت، في يونيو 2017، إنهاء مشاركة قطر فيه، بسبب ممارساتها التي تعزز الإرهاب ودعمها تنظيماته في اليمن ومنها القاعدة وداعش وتعاملها مع الميليشيات الانقلابية في اليمن؛ ما يتناقض مع أهداف التحالف التي من أهمها محاربة الإرهاب، وما لبث أن تراجعت العمليات الإرهابية في اليمن بعد ذلك، بعد أنها نفذت العديد من الجرائم الدامية خلال تلك الفترة ضد التحالف بدعمها لجماعة "داعش" وميليشيات الحوثيين.

وهو ما يؤكد اتباع تنظيم الحمدين لأسلوب السياسة المزدوجة والتآمر ضد اليمن، حيث إن تميم بن حمد مد أكثر من دعم للجماعات الإرهابية مالياً وعسكرياً في المنطقة، وتقديمه دعماً لميليشيات الحوثي لمحاربة قوات الجيش اليمني وقوات التحالف العربي، وهو ما ظهر في تصريحات وزير شؤون الدفاع القطري حينها خالد بن محمد العطية، التي قالها في وقت سابق وقدم فيها اعترافات خطيرة تؤكد المؤامرة القطرية في اليمن ضد قوات التحالف العربي، حيث قال في مقابلة تلفزيونية لقناة "تي آر تي" التركية، إن بلاده كانت تقف بكل قوتها ضد تواجد قوات التحالف العربي في اليمن، ومحاربتها الحوثيين، ثم وجدت نفسها في بداية الأمر مجبرة على الاشتراك، ثم ما لبثت أن تراجعت عن قرارها.

أموال قطرية باليمن

وقبل أسابيع قليلة، تم الكشف عن أن قطر تستخدم عدة شخصيات يمنية بارزة لتنفيذ مخططها الإرهابي بتأجيج الأوضاع في البلاد ونشر الفوضى والفساد والحروب، من أجل تفتيت البلاد واستغلالها وفرض سيطرتها عليها مع حلفائها من تركيا وإيران.

ولذلك قام وزير النقل اليمني الأسبق صالح الجبواني، ذراع قطر وتركيا بالبلاد، بنقل لمحافظة المهرة وفي صحبته عدة سيارات تحمل كميات كبيرة من الأموال غير معلومة العدد، استلمها من قطر، حيث يتولى الجبواني نقلها إلى شقرة، والمقاومة الجنوبية، وجماعة الحوثي، كدعم مالي لهم من أجل شراء الأسلحة والذخيرة لترويع المواطنين المدنيين الأبرياء وبث الرعب بقلوبهم خلال الأيام المقبلة، دون الاكتراث لعيد الفطر المبارك.

ميليشيات الإصلاح

تعتبر ميليشيات الإصلاح باليمن، هي إحدى الأدوات التابعة لقطر وإيران، بهدف نشر الفوضى في اليمن، وترويع المدنيين وانتهاك ممتلكاتهم، وتفجير المنازل وحرق المقرات، بالإضافة لإنشاء السجون السرية من أجل تخويف المعارضين، وبث الصراعات مع المكونات الشعبية والسياسية.

ظهرت تلك الميليشيات، في عام 2018، كتشكيل سري بدعم من قطر والإخوان وإيران، بجانب أعضاء وأبناء قيادات التنظيم وحزب الإصلاح، بعد تدريبهم في معسكرات سرية بمنطقة يفرس في مديرية جبل حبشي، حيث يزيد عددهم لأكثر من 5000 فرد، حيث تقام حفلات تخرجهم بغطاء رسمي برعاية قيادة المحور، حيث يتولون حرق مقرات العديد من الأحزاب والدخول في المعارك العسكرية مع الأحزاب الأخرى.

ورغم كشف تورطها أكثر من مرة، والتنديد الدولي بدعمها للإرهاب، والمطالبة بوقف ذلك، إلا أن قطر ما زالت متورطة في دعمها للميليشيات والعناصر الإرهابية في اليمن، وتحديداً بالعاصمة عدن.

وتهدف قطر عبر دعم حزب الإصلاح في اليمن، لتعزيز قدرته لتوسيع نفوذه من أجل الهيمنة على الدولة سياسياً وعسكرياً وأمنياً. 

تزييف الجزيرة

وفي ظل ذلك المخطط المتآمر، لعبت الجزيرة القطرية دوراً لخدمة تنظيم الحمدين، حيث لم تدخر قوة لديها من أجل دعم الحوثي والانحياز للحوثي، فسخرت بوقها الإعلامي، قناة "الجزيرة"، للدفاع عنها، وهو ما ظهر منذ بداية عملية تحرير الحديدة.

ومن بين الكثير من الادعاءات التي نشرتها "الجزيرة" عدة تقارير مساندة للحوثيين ومحاولتهم الفاشلة لصد تلك الهجمات، والزعم بأن معنويات الجيش السعودي انهارت أمام القوى الحوثية، كما ادعت أنه توجد رسالة لنواب أميركيين تطلب منع أي هجوم سعودي إماراتي على الحديدة، وفي أخبار أخرى أن الكونجرس يطالب البنتاغون الأميركي بالضغط على السعودية والإمارات لوقف تلك العملية.

الاستغلال الإنساني للأزمة، كان السمة الأبرز في انحياز قطر والجزيرة للحوثيين، وإظهار عملية التحرير بصورة مختلفة تماماً عن الهدف الرئيسي لتحرير اليمن من ميليشيات الحوثي الإيرانية، حيث ادعت أن ما يحدث بالحديدة معاناة إنسانية للمدنيين سببها قوات التحالف العربي، بنشر العديد من الأخبار التي تزعم خطورة الأمر، من بينها "منظمة أنقذوا الأطفال" تحذر من خطورة إغلاق ميناء الحديدة بعد الهجوم الذي سيتسبب في خسائر ضخمة بالأرواح.

300 طفل عالقون بالحديدة

 والمنظمة تؤكد ضرورة التحقيق في انتهاكات محتملة للقانون الإنساني بالحديدة وحث جميع الأطراف على احترام التزاماتها".