عدنان الراوي.. مٓن هو ممول "داعش" في تركيا؟

عدنان الراوي.. مٓن هو ممول
صورة أرشيفية

رغم ما ينفيه النظام التركي باستمرار عن ادعاءاته بعدم علاقته مع الجماعات الإرهابية، إلا أنه في كل مرة يتضح زيف تلك الأكاذيب، وتظهر حقيقة التمويل اللامتناهي للجماعات والميليشيات الإرهابية لنشر الفوضى والدماء بين البلدان العربية والأجنبية، وعلى رأسهم تنظيم "داعش".


لم يقتصر الأمر على ذلك النحو، حيث إنه يتم الكشف عن الممولين المباشرين في تركيا لدعم تلك الجماعات الإرهابية، وتبعيته للنظام، وخاصة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ممول "داعش"


وبرز مؤخرا اسم أحد ممولي تنظيم داعش من خلال أحدث عقوبات فرضتها الولايات المتحدة على الأشخاص والمؤسسات التي تمد التنظيم المتطرف بالدعم المالي، حيث إنه يقيم ويدير مؤسسة مالية مشبوهة في تركيا، وهو عدنان محمد أمين الراوي.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية أدرجت شخصا تركيّا، على لائحة الإرهاب، قبل أيام، هو  عدنان محمد أمين الراوي مع شخص آخر بعد أن توصلت إلى أنهما قدما دعما ماليا أو لوجستيا لتنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط وأنحاء العالم.

من هو الراوي؟


يقيم الرواي في تركيا التي يدير فيها مؤسسته المشبوهة، وهو ما يثبت الدور المشبوه لأنقرة في دعم التنظيم المتطرف، من خلال السماح لقياداته بالإقامة ومباشرة الأنشطة الإرهابية انطلاقا من أراضيها.
وأكد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة أن الراوي قدم دعما ماليا أو ماديا أو تقنيا لداعش عن طريق السلع أو الخدمات في تركيا، لذلك فرضت عليه عقوبات أميركية بتجميد أصول الراوي داخل الولايات المتحدة وفرض عقوبات على أي جهة تتعامل معهما، وذلك ضمن مساعي واشنطن لمحاربة تنظيم داعش.

نشاط  داعشي 


وتم الكشف عن أن الراوي يدير شبكات خفية لتمويل "داعش" في تركيا، ما زالت نشطة بشكل غير مفهوم رغم السيطرة على التنظيم بالعراق وسوريا وفقدانه التمركز بمناطق عديدة معروفة.


ورجح خبراء غسل "داعش" أموالها داخل تركيا عبر شركات الوساطة المالية التي تسعى إلى تحقيق مكاسب غير مشروعة، فضلا عن إبقاء التنظيم خلال العقد المقبل.


وأدرجت الولايات المتحدة عدنان الراوي في تلك القائمة كونه أقدم على سلسلة من إجراءات الخزانة التي يعود تاريخها إلى عام 2016 مع تصنيف مسؤول المالية في داعش، فواز محمد جبير الراوي، لتوفير الدعم المالي واللوجستي للتنظيم الإرهابي.

إرهابي متمرس


في يونيو 2017، أعلن التحالف الدولي مقتل فواز الراوي في ضربة جوية على منطقة البوكمال السورية المحاذية للحدود العراقية، مشيرا إلى أن الراوي "مسؤول إرهابي متمرس" في نقل ملايين الدولارات إلى الإرهابيين.


ويمتلك فواز محل صرافة في البوكمال، الذي استغله مع شبكة من الاتصالات المالية العالمية لنقل الأموال إلى داخل وخارج المنطقة الخاضعة لسيطرة داعش وعبر الحدود، وبعد مقتل فواز، اعتمد داعش على اثنين من عائلة الراوي لإدارة الشؤون المالية فيما يسمى "ولاية الفرات، وهما عمر طالب زغير الراوي وعبد الرحمن علي الحسين الأحمد الراوي.


وخلال إحدى عمليات التفتيش التي أجراها التحالف، عثر على ما سماه بـ"دفاتر مالية"، اتضح من خلالها تورط شخص آخر من عائلة الراوي، في توفير أموال لصالح داعش، ذو الدور القيادي في شبكة الراوي بتركيا والعراق، وعمل على غسل أموال لتنظيم داعش الإرهابي.

شبكة الراوي


وفي 16 أبريل 2019، أكد التحالف الدولي أن شبكة الراوي هي جهة متمرسة في غسل الأموال، وفرض عقوبات على أشخاص ساعدوا داعش ماليا، موضحا أن الأعضاء الكبار في شبكة الراوي بدؤوا عملهم في قطاع الخدمات المالية لمساعدة نظام صدام حسين في الالتفاف على العقوبات في بداية التسعينيات، تحت ستار تجنب استخدام قطاع البنوك الرسمي لشراء وبيع النفط.


وعقب ذلك، تحولت شبكة الراوي لدعم تسهيل العمليات المالية لداعش حول العالم من خلال تطبيق تقنيات غسيل الأموال الاعتيادية، من بينها حذف صفقات من المقاصة، والتجميع وتهريب النقود للتعتيم على مصدر الأموال غير المشروعة لداعش.


ورصد التحالف نشاطات الشبكة المنتظمة مع داعش، من بينها تحويل المسؤول عن وزارة النفط في داعش ما بين 300-400 ألف دولار لعمر طالب زغير الراوي، وهو واحد من الأفراد المدرجين على قائمة العقوبات، بالإضافة لطلب الداعشي من الراوي بيع وشراء الذهب، وفي النهاية استعاد الداعشي عائدات الذهب نقدا من الراوي.