تركيا.. أردوغان يؤكد عدم وجود بطالة ويكذب الإحصائيات الرسمية.. ما الحقيقة؟

يسعب أردوغان إلى التضليل بشأن البطالة ويكذب الإحصائيات الرسمية

تركيا.. أردوغان يؤكد عدم وجود بطالة ويكذب الإحصائيات الرسمية.. ما الحقيقة؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

يعيش الشعب التركي أزمات اقتصادية متتالية وتضخمًا غير مسبوق، وسط ارتفاع هائل في نسب البطالة، ورغم الإحصائيات الرسمية التي تؤكد أن أكثر من 4 ملايين تركي يعانون من البطالة إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يواصل محاولاته لتضليل شعبه مُطلِقًا تصريحات استفزازية تؤكد عدم وجود بطالة من الأساس.
 
عناد وإنكار

رغم الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية التي تؤكد وجود تدهور غير مسبوق في الاقتصاد التركي إلا أن عناد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وإنكاره للحقائق استمر، حيث أكد  أردوغان، خلال كلمته بالذكرى المئوية لأحداث 30 (أغسطس) "النصر الكبير" وحفل الافتتاح الجماهيري في كوتاهية: أنّ "تركيا لا يوجد بها بطالة"، معتبراً أنّ "المشكلة لدى من يبحثون عن عمل"، ووفقاً لصحيفة "زمان" التركية، لم يكتفِ أردوغان بنفي الثابت من وجود بطالة في تركيا، بل هاجم زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، رئيس حزب الشعب الجمهوري، قائلاً: "السيد كمال يقول ماذا قدّمتم؟ قدّمنا دعماً زراعياً لمزارعينا في كوتاهية، بلغ إجماليه (1.5) مليار ليرة، وهم يقولون بلا خجل،هناك بطالة، أيّ بطالة؟"، وفي حين لم يعترف أردوغان بالبطالة، وهو الذي يواجه أزمة اقتصادية طاحنة قبل انتخابات 2023، ألقى باللوم على العاطلين عن العمل،قائلاً: "المواطن الذي يريد عملاً، يجد العمل فوراً، فالعمل كثير، ولكنّه يقول إنّه ليس العمل الذي يريده"، ووَفْق بيانات رسمية، يبلغ عدد العاطلين عن العمل في تركيا (3) ملايين و(654) ألف شخص.

التحلي بالصبر

بعيداً عن البطالة، كرر أردوغان المقارنة غير المنطقية للوضع الاقتصادي في تركيا والدول الأوروبية، وقال: "لقد جعلنا تركيا واحدة من أكثر الدول إستراتيجية في العالم من حيث التطورات العالمية والإقليمية، مضيفًا حالياً أرفف متاجر البقالة فارغة في أوروبا، بدأنا في بيع منتجاتنا مع تعاونيات الإقراض الزراعي وسيستمر هذا في الزيادة، سنزيد عدد الأسواق إلى (3) آلاف، ووعد أردوغان بانعكاسات أكثر "إيجابية" للتدابير التي اتخذتها الحكومة ولكن بعد العام الجديد أي بعد اجتيازه انتخابات 2023 مناشداً الأتراك التحلي ببعض الصبر، ومطلع الشهر الجاري، أظهرت البيانات التركية الرسمية أنّ التضخم السنوي قد تسارع إلى 79.6% في (يوليو) الماضي من 78.6% في (يونيو) الماضي، وشهدت إسطنبول، أكثر مدن تركيا اكتظاظًا بالسكان، نموًا في الأسعار تجاوز 99% في (يوليو)، مقارنة بالعام الذي سبقه.

أسعار جنونية

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي باريش سويدان، أن الارتفاع الجنوني للأسعار أحد أهم أسبابه هو الليبرالية الجديدة في القطاع الزراعي، مضيفًا، عندما يرتفع سعر الدولار، فهذا يعني أن أسعار المواد الغذائية ترتفع بسبب ارتفاع التكاليف أيضًا للديزل والأسمدة، التي تأتي بشكل أساسي من الخارج، مضيفًا أن في تركيا، تنخفض الغلة في الحقول، وتختفي القرى لأن الناس يعتقدون أن الزراعة لا تأتي بمحصول كافٍ، ويضيف سويدان أن هناك جانبًا آخر يتمثل في أنه في السنوات العشر الماضية "تمت التضحية بالأراضي الزراعية لصالح المباني، من أجل بناء مشاريع سكنية كبيرة".