صادق أوستون.. أخطر جواسيس أردوغان

صادق أوستون.. أخطر جواسيس أردوغان
صادق أوستون

رغم مرور عدة أعوام على الانقلاب التركي الفاشل في يوليو 2016، لكن الكثير من الحقائق يتم كشفها حتى الآن، ما يثبت كونها كانت مسرحية هزلية خدع بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شعبه والعالم، عبر جواسيسه الذي يحيكون مؤامراته في البلاد وخارجها ضد خصومه وأعدائه.

صادق أوستون.. واحد من رجال أردوغان المشهورين بالدولة، الذين ينفذون مخططاته خاصة بالانقلاب التركي الذي تم على إثره اعتقال الآلاف وفصل المئات وتكميم الأفواه وتوريط آخرين وقتل المئات، وحتى نشر الإرهاب بليبيا.

العقل المدبر

هو رجل مخابراتي من جيل أردوغان، حيث خدم بشكل أساسي في اللوجيستيات في قيادة القوات الخاصة للجيش التركي، ومقر الأركان العامة وقيادة القوات البرية، وتولى بين عامي 1999 و2002 الخدمة في المقر الرئيسي لحلف شمال الأطلنطي للعمل على النقل والخدمات اللوجيستية وتنسيق حركة القوات، وكان قائد فوج المتدربين في الأكاديمية العسكرية التركية بين عامي 2004 و2006، وآخر منصب خدم فيه قبل تقاعده في 2 أكتوبر 2009 كان القيادة اللوجيستية للقوات البرية في أنقرة.

يعتبر رجل الاستخبارات التركي هو الذي يُدير العمليات السرية لأنقرة في ليبيا، والعقل المدبر لمسرحية الانقلاب المزعومة ضد رجب طيب أردوغان في يوليو 2016، حيث كشف تحقيق صحفي سويدي أجراه موقع "نورديك مونيتور" أنه دبر الانقلاب الذي تم على إثره عملية الاضطهاد الجماعية للمعارضة.

كما أنه لعب دوراً رئيسياً لدعم تنظيم الجماعات الإسلامية في ليبيا عام 2011، ولكنه عاد بعد فترة إلى تركيا لإدارة العمليات السياسية نيابة عن أردوغان، حيث ساعد في التخطيط للانقلاب الفاشل، ونصب عمليات خداع لجنرالات الجيش التركي، ولعب بالقوات تحت بند مواجهة تهديدات الإرهاب الطارئة، ليتهم عدو أردوغان حالياً فتح الله جولن.

خطأ صغير

تم الكشف عن دور "أوستون" من خلال خطأ صغير في التوقيت الأساسي لمسرحية الانقلاب، بالإسراع بالإعلان عن اسم قائد الانقلاب، وهو ما أثار الشكوك حول دوره في أحداث 15 يوليو 2016، أمام المحكمة في المسرحية العسكرية الكاذبة للإطاحة بأردوغان، والتي كان من المفترض أن تكون سرية.

وكشف التحقيق السويدي، أن أوستون، وقع في خطأ بالغ عندما سارع قبل اكتمال التحقيقات إلى الإعلان في المجلس العسكري الأعلى والقائد السابق للقوات الجوية آكين أوزتورك كقائد للانقلاب في الوقت الذي كان الجنرال لا يزال في منزل ابنته، الذي كشف لاحقاً كيفية توريطه بالأمر وتلفيق التهمة له.

فيما أكد التحقيق أن أحد مكاسب أردوغان من عملية الانقلاب الفاشلة هي تهميش أوزتورك، حيث واجه الرئيس التركي وقائد الاستخبارات هاكان فيدان مقاومة شديدة في كثير من المواقف من قِبَل الجنرالات الموالين للناتو، خاصة أوزتورك، الذين شغلوا مقاعد رئيسية في المجلس العسكري الأعلى.

كما تمكن أردوغان من تعزيز قبضته على السلطة، وحول النظام البرلماني للبلاد إلى رئاسة دائمة، وأطاح بالجنرالات الذين عارضوا حروبه العسكرية عبر الحدود.

العمل في ليبيا

بعد كشف سر أوستون، سارعت الحكومة التركية بتعيينه في أستراليا كمُلحق دبلوماسي، لتبعده عن الأنظار ومحاميي الدفاع الذين أرادوا وضعه على المنصة واستجوابه في واقعة الانقلاب الفاشل.

وعقب فترة وجيزة، انتقل أوستون من أستراليا مرة أخرى إلى ليبيا لحشد الدعم للقيادة الليبية المتحالفة مع الرئيس التركي، حيث يعتبر المسؤول التركي بها عن عمليات المخابرات بها لتمكين أردوغان والسراج من مخططاتهم الإرهابية.