رجل طهران... هذا هو "مصطفى الكاظمي".. رئيس الحكومة العراقية الجديدة

رجل طهران... هذا هو
صورة أرشيفية

 لعدة أشهر، تواجه العراق أزمة ضخمة لا تنتهي، وهي اختيار واحد لثاني أهم منصب بالبلاد، وهو رئيس الوزراء، لينتهي المطاف اليوم باعتذار عدنان الزرفي عن تشكيل الحكومة، بعد إعلانه عدم نجاح تجربة التكليف وأسبابه داخلية وخارجية. وعقب ذلك، كلف الرئيس العراقي برهم صالح، رئيس جهاز المخابرات العراقية مصطفى الكاظمي بتشكيل الحكومة.

 

تكليف الكاظمي

جاء تكليف الكاظمي، بعد أن عاد اسمه للظهور مجددا خلال الأسبوع الجاري، رغم اختفائه من قائمة الترشيحات مسبقا فقد كان ضمن القائمة عقب الاحتجاجات العراقية واستقالة عادل عبد المهدي. وتم طرحه حاليا وسط إجماع سياسي واسع، لدعم القوى الشيعية الكبرى له، ومنها "الفتح" بزعامة هادي العامري، و"دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، بالإضافة لتيار الحكمة برئاسة عمار الحكيم، وزعيم تحالف سائرون مقتدى الصدر، حيث يعتبرون أن الزرفي ذو علاقة قوية بواشنطن، بينما يتمتع الكاظمي بعلاقات إيجابية مع طهران.

كما دعمه أيضا ائتلاف القوى السنية برئاسة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، ورئيس إقليم كردستان نجيرفان بارزاني، وائتلاف الوطنية العلماني الذي يتولاه إياد علاوي، من هو الكاظمي ولد الكاظمي عام 1967 في بغداد بالعراق، حصل على درجة البكالوريوس في القانون، والماجستير في القانون الدولي العام من الولايات المتحدة الأميركية عام 2010، وعقب ذلك انخرط في العمل السياسي، حيث كان معارضا لنظام صدام حسين، ثم تم نفيه لخارج البلاد عدة سنوات.

بعد عودته للبلاد، عمل في مجال الإعلام، وانخرط في علاقات قوية مع القوى الشيعية والسنية والكردية والسياسية، ثم توطدت صلته بطهران، لذلك امتلك مكانة هامة كوسيط سياسي بين الأطراف العراقية المختلفة بالأزمات المتلاحقة.

أحاط السياسي العراقي، نفسه بالغموض، فلم يكن كثير التصريحات والظهور التلفزيوني، كما لم يظهر في أي ممارسات طائفية أو ينضم لحزب سياسي، وعمل لأكثر من 16 عاما في مجال حل النزاعات لصالح العراق، لذلك ترأس جهاز المخابرات الوطني العراقي منذ 7 يونيو 2016، حيث أكد مساعيه لإصلاحه بالتركيز على إخراج السياسة من العمل المخابراتي، وإنهاء هيمنة الأحزاب المتنفذة على أنشطته.

بعد قتل أميركا نائب رئيس الحشد الشعبي أبومهدي المهندس وقائد فيلق القدس قاسم سليماني بداية عام 2020، وجهت له بعض فصائل الحشد اتهاما غير رسمي بالضلوع في عملية الاغتيال، ولكن سرعان ما تم نفيه. عمله الإعلامي هو من كُتاب موقع المونيتور الأمريكي، حيث تولى فيه منصب مدير تحرير لقسم العراق، وعُرف بكتاباته التحليلية المعتدلة، التي أكد فيها ضرورة احتضان العراق لجميع الانتماءات الطائفية والقومية والسياسية، وأهمية السلم الاجتماعي، وتعرض أيضا لإخفاقات نظام صدام حسين.

كما تولى رئاسة تحرير مجلة "الأسبوعية" التي كان يملكها الرئيس العراقي برهم صالح، وإدارة مؤسسة الحوار الإنساني، ومنصب مدير تنفيذي لمؤسسة الذاكرة العراقية، الهادفة لتوثيق جرائم النظام السابق، وأصدر العديد من الكتب أبرزها "مسألة العراق، المصالحة بين الماضي والمستقبل".