بحثاً عن الأمان .. اللبنانيون يختارون طريق الموت لقبرص

بحثاً عن الأمان .. اللبنانيون يختارون طريق الموت لقبرص
صورة أرشيفية

كشف تقرير دولي جديد عن مدى المعاناة التي يواجهها اللبنانيون بعد انفجار مرفأ بيروت وانهيار الاقتصاد وفشل النخبة الحاكمة في حل الأزمة حتى الآن، ما دفع الآلاف منهم لاختيار طريق الموت للهروب إلى قبرص ومنها إلى أوروبا للبحث عن الأمان
انفجار بيروت كشف أزمات لبنان 

أكدت صحيفة "New Humanitarian" الدولية أنه بسبب الظروف الاقتصادية اليائسة المتزايدة والمخاوف الأمنية في أعقاب انفجار ميناء بيروت الشهر الماضي، ازداد عدد المهاجرين اللبنانيين غير الشرعيين إلى قبرص باستخدام القوارب من مدينة طرابلس شمالي لبنان وتقع قبرص على بُعد ١٦٠ كيلومترًا من سواحل لبنان.

وتابعت أن عدد المهاجرين ارتفع بشدة وخصوصًا يوم ١٤ سبتمبر الجاري عندما تم العثور على قارب محمّل بـ 37 شخصًا على مقربة من سواحل لبنان وأنقذه فرقة العمل البحرية التابعة لليونيفيل ، وهي بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة تعمل في البلاد منذ عام 1978، وتوفي على الأقل ٦ أشخاص كانوا على متن القارب، بينهم طفلان ، و٦ في عداد المفقودين في البحر.

وأشارت إلى أنه خلال الفترة بين مطلع شهر يوليو و 14 سبتمبر ، غادر ما لا يقل عن 21 قاربًا لبنان متوجهًا إلى قبرص ، وفقًا للإحصاءات التي قدمتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مقارنة بـ 17 رحلة في عام 2019 بأكمله، وقد تمت غالبية رحلات هذا العام منذ 29 أغسطس.

بشكل عامّ، عبر أكثر من 52000 طالب لجوء ومهاجر البحر الأبيض المتوسط حتى الآن هذا العام، وبالمقارنة مع ليبيا وتونس وتركيا -حيث نشأت معظم رحلات القوارب هذه- لا تزال المغادرة من لبنان منخفضة. ولكن بالنظر إلى الوضع المتدهور والزيادة المفاجئة في الأعداد، فإن محاولات العبور تمثل اتجاهًا جديدًا مهمًا.

وقال صيادون في المرفأ في ضاحية الميناء بطرابلس  

إن مجموعات من المهاجرين المحتملين غادرت في الأسابيع الأخيرة على متن سفن صيد إلى جزيرة رانكين الصغيرة قبالة الساحل، بحجة الذهاب للسباحة ليوم واحد نزهة، ولكنهم ينتظرون في الجزيرة ليتم اصطحابهم ونقلهم إلى قبرص كالعادة.

وأوضحت الصحيفة أن السياسيين اللبنانيين يستخدمون بشكل دوري تهديد موجة من اللاجئين المتجهين إلى أوروبا لاجتذاب المزيد من الأموال من المانحين الدوليين. 

وقال وزير الخارجية السابق "جبران باسيل"، للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" بعد انفجار الميناء في 4 أغسطس، "من نرحّب بهم بسخاء، قد يسلكون طريق الهروب نحوك في حال تفكك لبنان".

وأوضحت الصحيفة أن باسيل كان يقصد اللاجئين السوريين فهم الأكثر محاولة للهرب بسبب وضعهم في لبنان المحفوف بالمخاطر قبل فترة طويلة من انزلاقه إلى الانهيار المالي والسياسي الكامل على مدى العام الماضي، كما تزايد عدد الفارين من اللبنانيين بعد أزمة فيروس "كورونا" والغلق الذي نتج عنها.

وقالت "ميراي جيرارد" ، ممثلة مفوضية اللاجئين في لبنان ، في بيان بعد 14 سبتمبر: "في المواقف اليائسة ، سواء بحثًا عن الأمان أو الحماية أو البقاء على قيد الحياة ، سيتحرك الناس، مهما كان الخطر".

الظروف الاقتصادية الصعبة تعيق هروب آلاف اللبنانيين

وأكدت الصحيفة أن انفجار مرفأ بيروت زاد من مخاوف اللاجئين السوريين والشعب اللبناني فلم يعد أي شخص في أمان.

وقال أحد الجنود: إنه يخطط للهرب بمفرده في البداية ثم إحضار باقي أفراد أسرته لاحقًا، لكنه حتى الآن غير قادر على جمع ما يقرب من 1000 دولار التي يطلبها المهربون والذين يصرون على أن يتم الدفع لهم بالدولار الأميركي الشحيح، وليس بالليرة اللبنانية. 

وتعني أزمة العملة أن الراتب الشهري للجندي البالغ 900 ألف ليرة لبنانية، والذي كان يبلغ 600 دولار في السابق، أصبح الآن لا يتجاوز 120 دولارًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن انفجار المرفأ في بيروت أدى إلى زيادة انعدام الأمن على قائمة مخاوف الجندي. 

وقال الجندي: "لا أريد أن أسمح لأولادي أن يعيشوا نفس التجارب ... صوت الانفجارات، أصوات إطلاق النار".

وأضاف "بعد انفجار الميناء 1000 بالمائة ، لدي الآن رغبة أكبر في المغادرة".