السعودية تحبط مخططات قطر لشق الصف العربي وعزلها عن الرباعي

السعودية تحبط مخططات قطر لشق الصف العربي وعزلها عن الرباعي
أمير قطر تميم بن حمد

تسعى قطر لشق الصف العربي من خلال محاولتها عقد مصالحة مع المملكة العربية السعودية بمفردها، ووصف محللون محاولات قطر بالبائسة، حيث ترفض المملكة أي صفقة لا تتضمن باقي الدول العربية.


فالأساس الذي وافقت عليه المملكة للمصالحة مع قطر مبني على توحيد الصف العربي لمواجهة التهديدات الخارجية وعلى رأسها النفوذ الإيراني وليس شق الصف أكثر.

شق الصف العربي

لا تتردد قطر في وضع العراقيل في طريق التوصل إلى مصالحة خليجية جادة تلزمها بتبديد مخاوف جيرانها من علاقاتها المثيرة للجدل مع الجماعات المتطرفة وتركيا وإيران.


وكانت آخر مناوراتها هي السعي إلى تجريد هذه المصالحة من بعدها الجماعي من خلال قصرها على المملكة العربية السعودية وحدها، وفقاً لما نشرته صحيفة "آرب ويكلي" الدولية.


وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو: إن "المناقشات حول المصالحة الخليجية كانت مع السعودية فقط، لكنها مثلت الأطراف الأخرى أيضًا".


وقال محللون في شؤون الخليج: إن قطر تسعى إلى انقسام تحالف دول المقاطعة، الذي حافظ على تماسكه خلال السنوات الثلاث الماضية، من خلال عرض الوساطة المباشرة مع السعودية، والتلميح إلى أنها غير معنية بالباقي.


وأشار المحللون إلى أن الهدف هو دفع دول مثل الإمارات ومصر إلى التراجع عن مسار الهدنة الجديد بعد أن بعثوا بمؤشرات تظهر استعدادهم لمواصلة الجهود السعودية إذا اتخذت قطر خطوات لبناء الثقة، ولعل أهمها وهو وقف الحملات الإعلامية التي تشنها قناة الجزيرة ضد مصر والإمارات.


وتسارعت وتيرة هذه الحملات بعد إعلان الرياض بدء جهود المصالحة.

رفض سعودي

ويسعى النهج القطري إلى التفريق بين السعودية وحلفائها، والذي من شأنه أن يعرقل القمة الخليجية المقرر عقدها في الخامس من يناير المقبل في الرياض، ويؤدي إلى غياب بعض الدول، أو على الأقل خفض مستوى مشاركتها في الاجتماع، إلا أن الرياض تدرك جيدا مخططات الدوحة وتستغل القمة لاختبار نواياها.


زودت الإمارات بسرعة على المناورة القطرية، وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، على موقع تويتر، "إدارة المملكة العربية السعودية الشقيقة لهذا الملف مصدر ثقة وتفاؤل".


واعتبر مراقبون خليجيون كلماته رد مباشر على محاولات قطر تفكيك تحالف الدول المقاطعة.


وأضاف قرقاش: "من الرياض عاصمة القرارات الخليجية نتخذ خطوات إن شاء الله لتعزيز الحوار الخليجي نحو المستقبل"، مشيراً إلى أن بلاده تتطلع إلى "قمة ناجحة في الرياض نبدأ بها مرحلة تعزيز الحوار الخليجي".


كما سعت قطر لإغضاب البحرين باعتقالها عددًا من الصيادين البحرينيين، وأرسلت إشارة واضحة تفيد بعدم رغبتها في توسيع دائرة المصالحة، معتبرة المنامة عنصرًا ثانويًا في الأزمة، ولا يتطلب أي تطمينات، الأمر الذي دفع بسرعة الرد البحريني.


ولم يتردد البرلمان البحريني في التأكيد على أن المصالحة مع قطر "لا يمكن أن تتحقق قبل حل بعض القضايا من خلال التفاوض".


اتهمت أبوظبي، الثلاثاء، وسائل إعلام قطرية بالعمل على تقويض خطوات المصالحة، قبل نحو أسبوعين من انعقاد القمة الخليجية المقبلة في الرياض، بعد تزايد بوادر إحراز تقدم في حل الأزمة الخليجية.


وتحاول الدوحة عزل المملكة العربية السعودية عن بقية الدول المقاطعة من خلال السعي وراء مصالحة ثنائية مباشرة مع الرياض، لكن المراقبين يعتقدون أن التكتيك القطري به عيوب، فالقيادة السعودية قد تكون متحمسة ومستعدة لرأب الصدع الخليجي، لكنها يمكن أن تعود بسهولة إلى نقطة الصفر بنفس الحماس.


ويعتقد المراقبون أن المملكة العربية السعودية تنظر إلى القضية من بعدها الإقليمي الأكثر شمولاً، وتحاول تقديم أوراق كافية لتقوية الصفوف الخليجية في مواجهة التغييرات القادمة، بما في ذلك وصول إدارة أميركية جديدة إلى البيت الأبيض تخطط لإعادة فتح المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، ومراعاة أمن الخليج ما لم تقدم دول المجلس جبهة موحدة للمطالبة بكبح التهديدات الإيرانية المتزايدة.


وعلى عكس هذا التوجه السعودي، لا تزال قطر حريصة على تطوير العلاقات مع إيران وتركيا دون مراعاة ترتيبات المصالحة التي ستجبرها على الالتزام بمصالح مجلس التعاون الخليجي وقراراته.