قطر تفسد جهود المصالحة بتقديم شكوى ضد البحرين في مجلس الأمن

قطر تفسد جهود المصالحة بتقديم شكوى ضد البحرين في مجلس الأمن
أمير قطر تميم بن حمد

كالعادة ومع اقتراب قمة مجلس التعاون الخليجي التي كان من المفترض أن تشهد حل الأزمة العربية، أفسدت قطر كافة هذه الجهود بعد ادعائها بأن البحرين اخترقت مجالها الجوي وتقدمت بشكوى ضدها في مجلس الأمن رغم نفي البحرين لهذا الادعاء.


تسعى قطر بكافة الطرق لاستفزاز العرب قبيل عقد المصالحة، ففي البداية احتجزت قوارب صيد ومواطنين من البحرين بحجة اختراقهم المياه الإقليمية، كما نشرت قناة الجزيرة المملوكة للدولة القطرية تقارير إعلامية ملفقة ضد العرب؛ ما جعل الكثيرين يشككون في نية قطر للمصالحة.

ادعاء قطري

أبلغت قطر مجلس الأمن أن مقاتلات بحرينية انتهكت مجالها الجوي، قبل أقل من أسبوعين من اجتماع لقادة الخليج بهدف تعزيز العلاقات في المنطقة، وفقاً لما نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.


وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان يوم الخميس: إن الدولة الخليجية أبلغت مجلس الأمن الدولي "بشأن انتهاكات طائرات عسكرية بحرينية للمجال الجوي القطري فوق مياهها الإقليمية" في 9 ديسمبر.


واستشهدت برسالة أرسلها سفيرها لدى الأمم المتحدة علياء أحمد بن سيف آل ثاني إلى جيري ماتجيلا، رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، وإلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.


وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية والنقل مع قطر في 2017، متهمة الدولة الغنية بالغاز بالحفاظ على علاقات وثيقة مع إيران ودعم الإرهاب. 


لكن المحادثات عن اختراق محتمل بدأت في الانتشار في وقت سابق من هذا الشهر، والتي تأتي في ظل التقارير التي انتشرت في وقت سابق من هذا الشهر أن المملكة العربية السعودية وقطر على وشك التقارب الأولي.


وقال وزير الخارجية الكويتي الأسبوع الماضي: إنه من المقرر عقد اجتماع لقادة الخليج في الخامس من يناير في الرياض، وقالت البحرين في بيان منفصل أمس الخميس: إنها تتطلع إلى القمة التي "ستؤدي إلى تعزيز الحوار الخليجي"، حسبما أفادت وكالة الأنباء البحرينية الحكومية نقلاً عن وزير الخارجية عبداللطيف بن راشد الزياني.

نوايا قطر

وشكك مراقبون في نوايا قطر حول المصالحة، فسلوك الدوحة لا ينم عن رغبتها في مصالحة حقيقية وهدفها فقط الضغط على الدول العربية لإنهاء المقاطعة وفتح الحدود والمجال الجوي قبل انطلاق كأس العالم قطر 2022، دون أن تقدم الدوحة أي تنازلات تجبرها على الالتزام بالمواثيق العربية والتوقف عن دعم الجماعات الإرهابية.


كما عادت الحملة الإعلامية القطرية الأخيرة ضد دول الخليج المجاورة ما يمكن أن يعيد مفاوضات المصالحة لمربع الصفر، وقد أثارت هذه الحملة الشكوك حول نوايا الدوحة، وفقاً لما نشرته صحيفة "آرب ويكلي" البريطانية.


بينما كان من المتوقع أن تشجع قطر أذرعها الإعلامية على تخفيف حدة خطابها تجاه الدول العربية الأربع، والتي عبرت جميعها عن وجهات نظر إيجابية حول حملة المصالحة التي تقودها السعودية، شنت قناة الجزيرة التلفزيونية هجوما مألوفا على الرباعي العربي.


ويرى المراقبون أن تغطية الجزيرة تعد إشارة سلبية قبل بَدْء القمة.


ورغم أن المحاولات الأخيرة لإنهاء الأزمة القطرية كانت جدية، أكدتها تصريحات سياسية متفائلة ومرنة، فإن الافتقار إلى الواقعية يشكك في نوايا الدوحة الحقيقية؛ ما قد يجعل الحل الشامل بعيد المنال.