الذئاب الرمادية.. ذراع أردوغان لنشر التطرف في أوروبا

الذئاب الرمادية.. ذراع أردوغان لنشر التطرف في أوروبا
صورة أرشيفية

من تركيا لقلب أوروبا، قرر أن يخترق البلد الأكثر هدوءًا بالعالم وينشر فيها التطرف والإرهاب وتكون منبرًا لهم بالقارة العجوز، ووسيلة للضغط لتنفيذ مصالحه وأغراضه الفاسدة، بالوصول والإضرار بكافة الدول.

تشتعل النمسا حاليًا بأزمة بسبب تنظيم الذئاب الرمادية التابع للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ارتكب مؤخرًا أعمال شغب قام بها أتراك من التنظيم.

من هو "الذئاب الرمادية"؟

بحسب دراسة للمركز الاتحادي للتدريب السياسي الألماني، يرجح أن تنظيم الذئاب الرمادية متواجد في الأراضي الألمانية منذ عقود، ولديه العشرات من التنظيمات الصغيرة والمتوسطة، مثل Türk Federasyon و"ايتيب"، من أجل شن حملات ضد المعارضين الأتراك والأكراد والأرمن ببرلين.

يوجد لدى "الذئاب الرمادية" 18 ألف عضو في ألمانيا، لذلك فهو أكبر تنظيم متطرف في البلاد، ويعتمد على أفكار القوميين الأتراك الأوائل، ومنهم ضياء جوكالب، وحسين نيهال أتسيز، وفتحي تيفيتوغلو، وريح أوز توركان، الذين مهدوا للإبادة الجماعية ضد الأرمن ويهدفون للترويج إلى أفكار عنصرية.

ويرجع الاسم إلى الشعار الذي اعتمد عليه وهو "الذئب الرمادي"، والمرتبط بأسطورة تركية ترمز إلى القوة والعدوانية.

فكر متطرف

واعتمد التنظيم منذ نشأته على أفكار ضد الأكراد والأرمن واليونان والعلويين والمسيحيين، وشن عمليات إرهابية دموية ضدهم من اغتيالات لمفكرين وقادة سياسيين ورجال دين مسيحيين، بجانب بث التوترات في أوساط الجالية التركية المعارضة.

كما يتولى التنظيم نشر الأفكار القومية والعرقية المتطرفة، من أجل القضاء على المعارضين السياسيين الأتراك، لذلك فهو حليف إستراتيجي لحكومة وحزب العدالة والتنمية، وتوطدت العلاقة بين الأطراف في أعقاب انقلاب يوليو 2016 الفاشل، الذي دعموا فيه أردوغان بالشوارع.

وظهرت تلك العلاقة الواضحة بين الحكومة والتنظيم الإرهابي، في مارس 2017، حيث ألقى وزير الخارجية التركي الحالي مولود جاويش أوغلو، خطابًا من مقر القنصلية في هامبورغ، وسط حضور كثيف من الذئاب الرمادية الشهيرة.

العلاقة مع الإرهاب

لم تقتصر علاقة التنظيم المتطرف على أوروبا فقط، وإنما يرتبط أيضًا بشكل وثيق مع "داعش" الإرهابي، والإخوان وحركة ميللي جورش "الرؤية الوطنية"، والقوميين المتطرفين، حيث يملك ١٧٠ جمعية ومنظمة في ألمانيا ويمثل تهديدًا أمنيًّا.

بينما كشفت وثيقة برلمانية بألمانيا في ٣ يوليو ٢٠١٥، أن "الذئاب الرمادية" نفذ الآلاف من جرائم القتل التي طالت سياسيين معارضين وأكرادًا في العقود الماضية، فضلًا عن جرائم عنف في الأراضي الألمانية، بينما التحق بها ٢٤ عضوًا من داعش في سوريا، في عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥، وقتل بعضهم بالفعل في المعارك.

الهجوم الأخير

وفي آخر تلك الهجمات المشينة التي تشتعل على إثرها أوروبا، حيث بنهاية الأسبوع الماضي، هاجمت مجموعة من تنظيم الذئاب الرمادية مظاهرة للأكراد واليساريين كانت تندد بالفاشية، في فيينا، ما ولد اشتباكات بالحجارة وزجاجات المياه، وأحداث شغب عديدة.

وعلق على ذلك الأمر وزير الداخلية، كارل نيهامر في بيانه قائلًا: "لا نتسامح على الإطلاق مع مثل هذه الأحداث، ولن نقبل أي محاولة لحل النزاعات التركية على أراضينا، كمجتمع وشرطة، علينا أن نقف بحزم ضد هذه القوى المتطرفة، في دولة دستورية مثل النمسا، ليس لدينا مكان للتطرف"، مضيفًا: "إن الهجوم على ضباط الشرطة هو اعتداء على الديمقراطية وسيادة القانون في بلادنا".

وردًّا على ذلك، نظم المئات من الأتراك وبعض المتعاطفين النمساويين، في مظاهرة ضد الفاشية، ورجب طيب أردوغان، في العاصمة فيينا، رافعين لافتات عليها "لن نركع للديكتاتور أردوغان".