محلل سياسي يمني: الحوثي يجر اليمن إلى أزمات جديدة ويُهدد الملاحة الدولية بذريعة دعم فلسطين
محلل سياسي يمني: الحوثي يجر اليمن إلى أزمات جديدة ويُهدد الملاحة الدولية بذريعة دعم فلسطين

يشهد اليمن تصاعدًا جديدًا في التوترات الأمنية والسياسية، مع استمرار ميليشيا الحوثي في تنفيذ هجمات تهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، وسط اتهامات للميليشيا بمحاولة استغلال القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية وعسكرية.
ووفقًا لمصادر سياسية ودبلوماسية يمنية، فإن التصعيد الحوثي الأخير أدى إلى إدخال البلاد في دائرة جديدة من الأزمات، ما يُنذر بتفاقم الوضع الإنساني والسياسي المتدهور أصلًا. وأشارت هذه المصادر إلى أن هجمات الحوثي على السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر "تعكس استراتيجية تصعيدية تهدف لابتزاز المجتمع الدولي وإظهار الميليشيا كقوة إقليمية مؤثرة".
وتتهم أطراف محلية ودولية جماعة الحوثي بمحاولة "تسويق نفسها مدافعًا عن القضية الفلسطينية" من خلال استهداف خطوط الملاحة البحرية، إلا أن هذه التحركات، بحسب خبراء، تعمّق عزلة اليمن وتفاقم معاناة المدنيين. ويؤكد مراقبون أن هذه الأفعال لا تخدم الفلسطينيين بقدر ما تهدد الأمن الإقليمي، وتعرض التجارة العالمية لخطر كبير، في وقت يشهد العالم اضطرابات اقتصادية متزايدة.
وفي هذا السياق، شددت تقارير أممية على أن استمرار الهجمات البحرية الحوثية يهدد سلامة الممرات الدولية في البحر الأحمر، الذي يعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية ونقل الطاقة، محذرةً من انعكاسات أمنية واقتصادية واسعة النطاق على المنطقة.
ويرى محللون سياسيون أن الحوثيين يحاولون استغلال الزخم الشعبي تجاه الحرب الإسرائيلية في غزة لتعزيز نفوذهم العسكري والسياسي داخل اليمن وخارجه، مؤكدين أن هذا النهج يفاقم الانقسامات الداخلية ويحول اليمن إلى ساحة صراع إقليمي مفتوح، ويعيق جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يواجه ملايين المواطنين خطر المجاعة ونقص الخدمات الأساسية، بينما تتراجع فرص الحل السياسي في ظل تعنت الحوثيين واستمرارهم في نهج التصعيد العسكري والدبلوماسي.
وحذّر المحلل السياسي اليمني د. نبيل الشرفي من خطورة التصعيد الحوثي الأخير في البحر الأحمر وباب المندب، مؤكدًا أن الميليشيا تسعى لاستغلال القضية الفلسطينية لتبرير هجماتها على الملاحة الدولية، ما يهدد بإدخال اليمن في دوامة جديدة من الصراعات والأزمات الإقليمية.
وقال الشرفي - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - إن الحوثيين "يحاولون تصدير أزمتهم الداخلية عبر افتعال مواجهات بحرية وتبني خطاب دعائي تحت شعار دعم فلسطين"، مؤكدًا أن هذه التحركات لا تعود بالنفع على الفلسطينيين، بل تضاعف من عزلة اليمن دوليًا وتعرضه لضغوط سياسية واقتصادية متزايدة.
وأضاف: "الحوثي يوظف التعاطف العربي مع غزة كغطاء لتوسيع نفوذه العسكري والسياسي، بينما الشعب اليمني يدفع الثمن من أمنه واستقراره واقتصاده".
وأشار المحلل السياسي إلى أن استمرار استهداف السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر يعمّق التوتر في المنطقة، ويهدد واحدًا من أهم الممرات البحرية للتجارة العالمية، وهو ما يثير قلق المجتمع الدولي ويؤدي إلى تداعيات اقتصادية واسعة. وأوضح أن "باب المندب شريان حيوي يربط آسيا وأوروبا، واستهدافه يعرض إمدادات الطاقة وحركة التجارة العالمية للخطر، ما يجعل اليمن ساحة ضغط دولي متزايد".
وأكد الشرفي أن هذا التصعيد العسكري يعكس رفض الحوثيين للجهود الأممية والإقليمية الساعية لتحقيق تسوية سياسية في اليمن، مشددًا على أن البلاد باتت رهينة حسابات الجماعة، ما ينذر بمزيد من الانهيار الاقتصادي وتفاقم الأزمة الإنسانية التي تصنفها الأمم المتحدة كواحدة من الأسوأ عالميًا.
واختتم الشرفي تصريحاته بالتأكيد على أن أي حل سياسي في اليمن لن ينجح إلا بوقف استغلال الحوثيين للقضية الفلسطينية كورقة سياسية، والعمل على معالجة جذور الأزمة داخليًا، محذرًا من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى "فصل اليمن عن محيطه العربي والإقليمي بشكل كامل".