علاقات وطيدة بين فرنسا والسعودية.. تفاصيل قمة ماكرون وبن سلمان في المملكة

عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة مع ولي العهد السعودي

علاقات وطيدة بين فرنسا والسعودية.. تفاصيل قمة ماكرون وبن سلمان في المملكة
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي

تتمتع العلاقات السعودية الفرنسية بقوة ومتانة وتاريخ حافل من التعاون المشترك بين البلدين عَبْر التاريخ، وهو ما يعكس الاحتفاء الكبير بزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

تفاصيل القمة 

وأصدرت المملكة العربية السعودية وفرنسا، اليوم السبت، بيانا مشتركا حول زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة.

واستقبل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس الجمهورية الفرنسية في قصر السلام في محافظة جدة، وعقدا جلسة مباحثات رسمية استعرضا خلالها العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية في جميع المجالات.

وأكدا أهمية تعزيز العمل المشترك والدفع بالعلاقات الثنائية إلى مزيد من التعاون الوثيق والبناء المبني على الثقة والمصالح المشتركة، بما يأخذ بالشراكة الإستراتيجية بين البلدين إلى آفاق جديدة واعدة.

وأشاد الجانبان بما تحقق منذ زيارة ولي العهد السعودي لفرنسا عام 2018، من نتائج إيجابية ومثمرة أسهمت في توسيع نطاق التعاون بين البلدين في شتى المجالات.

علاقات وطيدة

وتقوم العلاقات بين فرنسا والمملكة العربية السعودية على مصالح إستراتيجية مشتركة تتمثل في حفظ الأمن بالمنطقة المضطربة وبذل جهود مشتركة لمحاربة الإرهاب والتقاء وجهات النظر بشأن الأزمات في المنطقة.

ويقول محمد آل زلفة البرلماني السعودي السابق: الشراكة الإستراتيجية بين فرنسا والمملكة العربية السعودية، متينة حتى أنها تتيح تعميق الحوار بين البلدين بشأن هذه القضايا، كما أن العلاقة تقوم وفق إستراتيجية مبنية على الثقة، والاحترام المتبادل، وتعميق أواصر التعاون المثمر، للمحافظة على الاستقرار الإقليمي والدولي، وتبادل الرؤى ووجهات النظر.

وأضاف البرلماني السعودي لـ"العرب مباشر" أنه تجسد العلاقات السعودية الفرنسية شراكة من أجل التنمية، وصداقة متينة، بين البلدين، تمضي قدما بقوة وثبات، وسجلت في مختلف الميادين خطوات رائدة وثابتة، حيث تكتسب أهمية خاصة في ظل تسارع المتغيرات الدولية والإقليمية، لا سيما البُعد السياسي؛ ما يتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة العربية السعودية والدول الصديقة التي تتبوأ فيها فرنسا موقعا متميزا.

بوادر العلاقات 

العلاقات السعودية الفرنسية التي بدأت بوادرها عام 1926 عندما أرسلت فرنسا قنصلا مكلفا بالأعمال الفرنسية لدى المملكة، ثم أنشأت بعثة دبلوماسية في جدة عام 1932م، وتوالت خطوات إرساء العلاقات حيث دخلت مرحلة جديدة ومتميزة عقب زيارة الملك فيصل بن عبدالعزيز لفرنسا عام 1967 ولقائه الرئيس الفرنسي شارل ديجول، ومثلت تلك الزيارة دعما وتطورا مستمرا ليشمل مجالات أرحب بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين.

وجرى خلال تلك الفترة المديدة من تاريخ العلاقات تبادل الزيارات بين قيادات البلدين، وكبار المسؤولين فيهما، مما شكلت حلقات في سلسلة توثيق وتطوير العلاقات بين المملكة وفرنسا وتنسيق الجهود بما يعود بالمصالح المشتركة، على المنطقة والشعبين الصديقين.

وفي عام 1986م افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حينما كان أميرا لمنطقة الرياض والرئيس الفرنسي جاك شيراك، معرض المملكة بين الأمس واليوم في باريس تعرف الزائرون من خلاله على ماضي المملكة وتقاليدها وقيمها الدينية والحضارية ونموها الحديث ومنجزاتها العملاقة.

وزار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 29 إبريل 1997م، فرنسا التقى خلال هذه الزيارة الرئيس جاك شيراك، ووقع مع عمدة باريس جان لييري ميثاق تعاون وصداقة بين مدينتَي الرياض وباريس، والتقى عددًا من كبار المسؤولين الفرنسيين.

وفي 5 مايو 2015م حضر الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية السابق افتتاح أعمال الاجتماع التشاوري الخامس عشر لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالرياض، حيث يدعى للمرة الأولى رئيس دولة أجنبية لحضوره تقديرا من المملكة لفرنسا.