محلل يمني: تصعيد الحوثيين يهدد أمن الملاحة ويزيد تعقيد الصراع الإقليمي

محلل يمني: تصعيد الحوثيين يهدد أمن الملاحة ويزيد تعقيد الصراع الإقليمي

محلل يمني: تصعيد الحوثيين يهدد أمن الملاحة ويزيد تعقيد الصراع الإقليمي
ميليشيا الحوثي

تشهد الملاحة الدولية تصعيدًا غير مسبوق في التهديدات والمخاطر، مع احتدام الصراع بين إيران وإسرائيل، وتوسع رقعته ليشمل مناطق استراتيجية حيوية كمضيق هرمز والبحر الأحمر.

 التطورات الأخيرة تنذر بأزمة دولية تهدد أمن التجارة العالمية، خاصة في ظل دخول جماعة الحوثي في اليمن على خط المواجهة بشكل أكثر حدة.

وقد أدت الهجمات الحوثية المتكررة على السفن في البحر الأحمر وباب المندب، والتي تزعم الجماعة أنها رد على العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى إرباك خطوط الشحن ورفع تكاليف التأمين على السفن.

 في الوقت نفسه، يلوّح الحرس الثوري الإيراني بإمكانية إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية، في حال استمرت العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية أو حلفائها في المنطقة.

الردود العسكرية المتبادلة بين تل أبيب وطهران، والتي شملت استهداف مواقع حساسة داخل إيران، وردود بطائرات مسيرة وصواريخ من جانب طهران، خلقت بيئة إقليمية شديدة التوتر، تنعكس تداعياتها مباشرة على حركة السفن والبضائع والطاقة.

خبراء الشؤون الدولية حذروا من أن استمرار التصعيد قد يقود إلى شلل في عدد من الممرات البحرية، ويؤدي إلى اضطرابات اقتصادية عالمية، خاصة في ظل اعتماد عدد كبير من الدول على الواردات التي تمر عبر تلك الممرات الحيوية.


قال المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالسلام العودي: إن التصعيد الحوثي الأخير في البحر الأحمر يمثل تحولًا خطيرًا في مسار الصراع الإقليمي، ويضع الملاحة الدولية أمام مخاطر حقيقية تهدد استقرار التجارة العالمية.

وأوضح العودي -في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن دخول الحوثيين بشكل مباشر على خط التوتر الإيراني الإسرائيلي، وتكثيفهم لعمليات استهداف السفن، يندرج ضمن استراتيجية أوسع تديرها طهران للضغط على المجتمع الدولي من بوابة أمن الممرات البحرية.

 وأضاف: "إيران تستخدم الحوثيين كورقة ضغط إقليمية، وتسعى عبرهم إلى إرباك الملاحة في باب المندب والبحر الأحمر كرسالة للغرب وحلفاء إسرائيل".

وأشار أن هذه العمليات لا تخدم القضية الفلسطينية كما تزعم الجماعة، بل تفتح الباب أمام مزيد من التدخلات الدولية وتوفر مبررًا لتحركات عسكرية قد تعمّق الأزمة اليمنية وتعزز عسكرة البحر الأحمر.

 وأكد العودي، أن استمرار هذه الهجمات سيؤدي إلى تضرر الاقتصاد اليمني الهش أصلًا، ويزيد من عزلة البلاد إقليميًا ودوليًا.

وختم بالقول: إن "الأزمة تتطلب تحركًا إقليميًا جادًا لتجنيب الممرات البحرية التحول إلى ساحة صراع، والعمل على احتواء التصعيد الإيراني الإسرائيلي الذي يهدد استقرار المنطقة بأكملها".