هل ستساهم السعودية في حل أزمة الشغور الرئاسي اللبناني؟

تسعي السعودية إلي حل أزمة الشغور الرئاسي اللبناني

هل ستساهم السعودية في حل أزمة الشغور الرئاسي اللبناني؟
الأمير محمد بن سلمان

أزمة في لبنان منذ سنوات أدت في النهاية إلى انهيار البلاد، شغور رئاسي ممتد وسنوات عجاف يعيشها شعب لبنان.
ومؤخراً دعمت الدول الخليجية وبشكل خاص المملكة العربية السعودية لبنان للخروج من أزماتها، في ظل تعنت سياسي في البلاد.

اللجنة الخماسية أول طرق النجاة

ومؤخراً تكونت لجنة خماسية من دول أميركا وفرنسا ومصر والمملكة العربية السعودية وقطر، لتسهيل الحوار بين رؤساء الكتل النيابية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم بانتخاب رئيس للجمهورية، في اجتماعها بالدوحة، في محاولة هي الأولى للتوصل إلى رؤية موحدة تعبّد الطريق أمام وضع ورقة عمل سياسية يحملها معه لودريان في زيارته الثانية لبيروت. هذا في حال تم التوافق على عناوينها الرئيسية.

تدخل السعودية لحل الأزمات بعد المصالحة مع إيران 

ومنذ توقيع اتفاق التقارب بين السعودية وإيران، ينتظر اللبنانيون الخروج من المأزق السياسي الذي تغلفه عملية الشغور الرئاسي، حيث توقع المراقبون حلحلة في الأوضاع هناك، ولم يستبعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان انعكاس تحسين العلاقات بين طهران والرياض إيجابيا على المنطقة، والمساهمة في استقرار لبنان، حيث جدد خلال زيارته الأخيرة لبيروت دعم بلاده لجهود رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، والتيارات السياسية اللبنانية لانتخاب رئيس الجمهورية في البلاد.

وقال: "خلال المباحثات التي أجريناها مع المسؤولين السعوديين، سمعنا منهم تصريحات إيجابية وبناءة من أجل دعم لبنان، وندعو جميع الدول للتعاون مع لبنان ودعمه، والجمهورية الإيرانية ستستمر بدعمها القوي للبنان".

الدعم السعودي يقابله استثمار مشروط

ويقول الدكتور تركي الفيصل الرشيد: إنه بعد تصريحات ميقاتي بأن لبنان مقبل على كارثة، لا دواء ولا رواتب، وليس لنا إلا إخوتنا العرب وفي مقدمتهم السعودية، أن هؤلاء يحق لهم إهدار المليارات ثم التباكي وطلب النجدة من الخليج، ليت الأشقاء يفهمون أن الأمور لا تدار هكذا وأن الرهان على فكرة الانتحار أو حافة الهاوية بات غير مجدٍ؛ لذا ففي رأيي أن أفضل ما يمكن لدول الخليج مساعدة لبنان به وكذلك غيرها من الدول المتعثرة والتي أثبتت أنظمتها فشلاً وفساداً في إدارة موارد أوطانها وكبلتها بالديون هو عدم مساعدة هذه الأنظمة الفاشلة مع إمكانية دعم شعوبها عبر تعاون وعلاقات قائمة على الاستثمار المشروط في إطار قانوني ملزم، وفي إطار المنفعة المتبادلة ووجود إصلاحات، أما منحها ودائع بلا شروط أو التزامات أو إصلاحات فقد ولّى عهدها، كما صرح وزير المالية الجدعان مطلع العام الذي أكد أنه لا منح مجانية، وقال نحن نفرض ضرائب على شعبنا وننتظر من الآخرين القيام بدورهم.

وأضاف تركي الفيصل: أن الرؤساء الفرنسيين الحاليين والسابقين من قبلهم قدموا وعودًا وتصريحات زاخرة بالآمال للبنان واللبنانيين، مثل وعد الرئيس الفرنسي بدعم دولي إذا تمت الموافقة على مرشحه ووضع خطة إصلاح. وبفضل الله، رفضت السعودية دعم وتمويل هذه الادعاءات الرنانة وأكدت أنه يجب على اللبنانيين اختيار رئيسهم بأنفسهم، لقد كانت السعودية ودول الخليج هي الجهة التي تدفع الثمن، بينما تستفيد فرنسا وغيرها من الشهرة، على الرغم من أن القوة الاقتصادية والسياسية لفرنسا محدودة، والقوة الوحيدة التي تُذكر لها هي وجود اللبنانيين المجنّسين في فرنسا.