إدانات واسعة لاستهداف الحوثي الصحفيين وتزايُد انتهاكاته ضدهم

تستهدف ميلشيا الحوثي الإرهابية الصحفيين في اليمن لإسكات أصواتهم

إدانات واسعة لاستهداف الحوثي الصحفيين وتزايُد انتهاكاته ضدهم
صورة أرشيفية

لا يزال الإرهاب يستهدف أصحاب الكلمة، حيث استهدف تفجير إرهابي سيارة الزميل الصحافي محمود العتمي المتعاون مع قناتي "العربية" و"الحدث" في عدن، ما أدى إلى مقتل زوجته مراسلة قناة "الشرق" السعودية الصحفية رشا عبدالله، الحامل بالشهر الثامن.

ووقع  الانفجار  أثناء مرور سيارة الصحافي في طريق ساحل أبين بحي خور مكسر، عصر أمس الثلاثاء، بالعاصمة المؤقتة عدن، التي يتواصل فيها مسلسل الفوضى الأمنية والاغتيالات، وهو ما اعتبره مراقبون أن هذا الحادث مدبر لاستهداف صوت الكلمة والحق.

إرهاب الحوثيين 

وتواصلت ردود الفعل المنددة تجاه الجريمة الإرهابية الوحشية والصادمة التي استهدفت الصحفي محمود العتمي مع عائلته في العاصمة المؤقتة عدن، وتشير الاتهامات للميليشيات الحوثية الإرهابية، بالوقوف خلف الجريمة، حيث نشر الصحفي بسيم الجناني محادثة خاصة مع صديقة الصحفي العتمي، الذي قال إن عناصر الميليشيات الحوثية بالحديدة قامت بجمع معلومات خلال أكتوبر الماضي عن مكان سكنه وعمله في عدن.


 
وفي ذات الصدد، قالت تقارير صحفية إن مصدر مقرب من الصحفي محمود العتمي، أبلغ زملاءه بتلقيه تهديدا من قبل ميليشيات الحوثي على خلفية عمله وتغطيته الصحفية.
 
استهداف الصحفيين

وحول الجريمة، أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين في بيان "نعي" لها بأشد العبارات الجريمة، المروعة وغير المسبوقة، التي استهدفت صحفييْنِ أعزلين أثناء توجههما إلى أحد مشافي مدينة عدن.

واستهجنت النقابة، جريمة مقتل الصحفية "رشا عبد الله الحرازي"، وإصابة زوجها، الصحفي " محمود أمين العتمي"، معبرةً عن خشيتها من أن تكون هذه الجريمة "مؤشرا خطيرا لمرحلة جديدة وعنيفة تستهدف الصحفيين في اليمن بهذه الوسائل الرخيصة والجبانة، في ظل إفلات قتلة الصحفيين ومنتهكيهم من العقاب والمساءلة".
 
وطالبت "النقابة" السلطات الأمنية في عدن بـ "سرعة التحقيق في الواقعة وكشف ملابساتها وإلقاء القبض على الجناة لينالوا جزاءهم الرادع".
 
كما جددت مطالبتها "بتوفير بيئة آمنة للعمل الصحافي في اليمن"، لافتة إلى أن "بيئة العمل الصحافي الراهنة شديدة الخطورة، بعد أن تعرضت للتجريف والقمع والإغلاق وإلغاء التعددية الإعلامية والتعامل مع الصحفي كعدو من أطراف الحرب".


 
ودعت "نقابة الصحفيين" المنظمات المحلية والدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب إلى "التضامن مع الزميلين والصحفيين اليمنيين ومواصلة الجهود لتوفير بيئة آمنة للصحافة والصحافيين في اليمن".
 
تحقيق فوري 

وندد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بجريمة اغتيال الصحفية رشا الحرازي وجنينها وإصابة زوجها، "فاجعة جديدة تُضاف إلى سلسلة الاغتيالات التي وقع ضحيتها عدد كبير من المدنيين في ‎اليمن"، موضحًا أن مدينة عدن، شهدت 200 حادثة تصفية جسدية منذ العام 2015.
 
وقال المرصد الذي يتخذ من جنيف مقرا له: إن "تصاعد الاغتيالات يأتي نتيجة للإفلات من العقاب الذين حظي به مرتكبو الجرائم السابقة؛ فيما لم تبذل السلطات جهودًا حقيقية للتحقيق فيها".
 
ودعا المرصد "المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر على المدينة، إلى فتح تحقيق فوري في حادثة اغتيال الحرازي وحوادث الاغتيال السابقة كافة بما يضمن تحقيق العدالة للضحايا، وتوفير الحماية الكاملة لجميع الشخصيات التي قد تكون مستهدفة بالتصفية أو الإيذاء الجسدي".
 
وأردف "منذ عام 2015، شهدت محافظة ‎عدن جنوبي ‎اليمن ما لا يقل عن 200 حالة تصفية جسدية، فيما قُيّدت جميع هذه الحوادث ضد مجهول، وبقي مرتكبوها أحرارًا دون محاسبة".

وتشهد محافظة عدن -التي يسيطر عليها المجلس الانتقالي- موجة اغتيالات كبيرة منذ العام 2015 طالت ضباطًا في الجيش والأمن ونشطاء سياسيين وخطباء وأئمة ورجال قضاء، وقيادات حزبية، دون الكشف عن ملابسات تلك الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.

عرقلة كل الجهود 

وذكر بيان سياسي للانتقالي الجنوبي اتهم الطرف الآخر باتفاق الرياض بعرقلة كل الجهود والإمعان في تعذيب الشعب ، كما أكد أن مشاركة وزرائه بحكومة المناصفة لن تكون أداة لتعذيب وإذلال الشعب الجنوبي. 

وأكد أن صبره لن يطول ونبه إلى أنه سيقوم بكل ما يلزم لحماية الشعب ورفع معاناته، ويأتي البيان تعرية للإخوان المسلمين بالشرعية وحشره بزاوية ضيقة، بعد رفضهم تنفيذ اتفاق الرياض وإعادتهم للمفخخات والاغتيالات في الجنوب وفي عدن تحديدا، مع أنباء عن مغادرة قوة سعودية كبيرة من ميناء ومطار عدن. 

ويرى المراقبون في الخطوة السعودية إفساح مجال للانتقالي للتحرك العسكري وإحكام السيطرة على القرار السياسي والعسكري بالجنوب. 

ويبقى الإخوان الأفعى التي تحاول المراوغة في كل جولة، بيد أن الخيارات بدأت تنفد وحامل الفأس اقترب من ضرب الرأس.