قطر قبلة الإرهابيين.. تفاصيل استضافة قطر محادثات طالبان والحكومة الأفغانية

قطر قبلة الإرهابيين.. تفاصيل استضافة قطر محادثات طالبان والحكومة الأفغانية
صورة أرشيفية

ما زالت قطر منخرطة في أعمالها الإجرامية ودعم الإرهاب بكل صوره، ومع جميع الميليشيات والحركات الإرهابية، فبعد فضيحتها مع حزب الله، ظهر دعمها ومساندتها الجديدة مع حركة طالبان الأفغانية.

محادثات إرهابية

وأعلنت حركة طالبان، اليوم الاثنين، أنها مستعدة لإجراء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية بعد إتمام عملية الإفراج عن مئات من عناصرها المتهمين بارتكاب جرائم خطيرة والتي ستبدأ خلال أيام قليلة.

وقال الناطق باسم حركة طالبان، سهيل شاهين، إن "موقفنا كان واضحًا، إذا اكتمل الإفراج عن السجناء، فنحن مستعدون لإجراء محادثات سلام مع السلطات الأفغانية خلال أسبوع"، على أن تعقد الجولة الأولى منها في العاصمة القطرية الدوحة.

وأوضح شاهين أن وفد طالبان سيرأسه عباس ستانيكزاي الذي كان كبير مفاوضي الحركة في المحادثات مع واشنطن قبل توقيع اتفاق انسحاب تاريخي في فبراير الماضي، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار سيشكل جزءًا من جدول الأعمال خلال المفاوضات مع الحكومة الأفغانية.

كما أوضح الناطق باسم مجلس الأمن القومي جاويد فيصل أن الحكومة الأفغانية ستبدأ الإفراج عن 400 سجين من طالبان خلال يومين.

تفاصيل أزمة السجناء

وترجع تلك المحادثات من أجل حل أزمة حوالي 400 سجين من طالبان، والتي تمثل عقبة أمام بدء محادثات السلام بين الطرفين المتنازعين اللذين التزما بإكمال عملية تبادل السجناء قبل بدء المفاوضات، لذلك وافق آلاف الأعيان الأفغان الأعضاء في "المجلس الكبير"، الذين يعد مجلسًا أفغانيًّا تقليديًّا يضم زعماء القبائل وغيرهم من الشخصيات المؤثرة، من أجل اتخاذ قرارات بشأن المسائل المثيرة للجدل، للإفراج عن السجناء.

ويعتبر تبادل الأسرى جزءًا رئيسيًّا من اتفاق فبراير الذي خاضته قطر من أجل حليفتها حركة طالبان وسعت لتوفيق الأمر مع أميركا، التي بموجبه سحبت قواتها من أفغانستان مقابل تعهد طالبان إجراء محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.

وتزعم قطر من خلال تلك المحادثات بأنها تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من عقدين في البلاد وقد أودى بحياة عشرات الآلاف.

هجمات شرسة

وكانت الحكومة الأفغانية أفرجت عن نحو 5000 سجين من طالبان، لكن السلطات ترددت في إطلاق سراح آخر دفعة من السجناء الذين تطالب بهم الحركة، وهم متهمون بارتكاب جرائم خطيرة من ضمنها قتل العشرات من الأفغان والأجانب، بالإضافة إلى 44 عنصرًا بالتحديد يثيرون قلق الولايات المتحدة وغيرها من الدول جراء دورهم في هجمات كبيرة.

فيما قال مجلس أعيان الأفغان في قراره النهائي: إنه وافق على إطلاق سراح هؤلاء السجناء لأجل إزالة العقبات أمام بدء محادثات السلام ووقف إراقة الدماء وللمصلحة العامة.

واعترضت عائلة بيتينا غوالار المواطنة الفرنسية التي قتلت العام 2003 في أفغانستان على إطلاق سراح قتلتها، حيث أكد والدا بيتينا وشقيقها وشقيقتها في بيان لهم أن "قرار الإفراج على خلفية تفاوضية سيكون، بالنسبة إلينا كعائلتها، أمرًا لا يمكن تصوره".

وسبق أن احتجت المشرّعة بلقيس روشن الناشطة البارزة في مجال حقوق المرأة، على إطلاق سراحهم في اليوم الأول من انعقاد المجلس ورفعت لافتة كتب عليها "المغفرة لطالبان خيانة وطنية".

تاريخ أسود

ترتبط قطر بعلاقة قوية مع حركة طالبان الإرهابية، حيث إنه في مايو الماضي، كشف الرئيس السابق للأمن الوطني الأفغاني، رحمة الله نبيل، علاقة قطر بشبكات التنظيمات الإرهابية المرتبطة بحركة طالبان، منهم شبكة "حقاني" وتنظيم "القاعدة"، حيث نشر صورًا لاجتماعات تلك الجماعات وقياداتها داخل قطر.

وقال نبيل أيضًا: إن تنظيم الحمدين أهدر ثروات القطريين من أجل تمويل تلك الجماعات وإكسابهم غطاءً سياسيًّا واقتصاديًّا، من خلال فتح ممثليات لها في بلاده، وإشراكها في حوارات مع أطراف دولية، وتطويعها لأذرع جديدة لجماعة الإخوان، لتنفيذ أغراضها ومهامها الإرهابية.

ومن بين تلك الصور، كانت أحدهم تجمع ملا عبدالمنان عمري، شقيق مؤسس حركة طالبان وزعيمها الروحي الملا عمر، خلال اجتماع لقادة حركة طالبان في قطر، حيث انتقل عبدالمنان للإقامة في الدوحة مع باقي أفراد عائلته في قطر، وهو ما يكشف علاقة قطر بالتنظيمات الإرهابية.

وقال المسؤول الأفغاني: إن سراج الدين حقاني الزعيم الحالي لشبكة حقاني ونائب زعيم طالبان الأفغانية المطلوب دوليًّا، أرسل شقيقيه أنس حقاني ويحيى حقاني، اللذين يتوليان شؤون المقاتلين الأجانب، نيابة عنه، للقاء شقيق الملا عمر، الذي سيمثله في المكتب السياسي المتواجد في قطر، ضمن فريق التفاوض.

أموال القطريين

كما كشف رحمة الله نبيل إهدار النظام القطري لأموال الشعب بشدة متجاهلًا معاناتهم والأزمة الاقتصادية، حيث إن شقيق الملا عمر يتقاضى 50 ألف ريال قطري، ويعيش ما بين الريان واللقطة بالدوحة، فضلًا عن توفيرهم لمستوى عالٍ من الرفاهية لقيادات وأعضاء حركة طالبان يعيشون مع أسرهم في قطر.

لم يقتصر الأمر على أفراد الحركات الإرهابية، بينما وصل لأبنائهم في المدارس والجامعات القطرية، ويتلقون منحًا مالية شهرية تقدر ما بين 7 إلى 10 آلاف ريال قطري، فضلًا عن أعضاء المكتب السياسي لحركة طالبان يتلقون 25 ألف ريال قطري شهرياً، وراتبًا آخر لأعضاء فريق التفاوض يصل إلى 50 ألف ريال قطري.

بينما ما زال تنظيم الحمدين يمول أعضاء في الأسرة الحاكمة في قطر لحركة طالبان وشبكة "حقاني" المرتبطة بتنظيم القاعدة، من بينهم عبدالله بن خالد آل ثاني وزير الشؤون الدينية والأوقاف القطري سابقًا، وسعد الكعبي وعبداللطيف الكواري ومحمد الكعبي، حيث إن جميعهم مدرجون على قوائم الإرهاب.

تدمير قطر لأفغانستان

كما ندد رئيس الاستخبارات الأفغاني السابق بالعبث القطري في بلاده، بدلًا من مساعدة الشعب الممزق، حيث سارع تنظيم الحمدين لتكوين شبكة علاقات مع التنظيمات الإرهابية، كأداة للتحكم في الشأن الأفغاني، وتحقيق أهداف وأغراض سياسية مشبوهة، لتحويلهم إلى أذرع جديدة لجماعة الإخوان.

وسبق أن فضح عدة مسؤولون جرائم قطر في أفغانستان، حيث أعلن المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، أن طالبان تقتل الشعب الأفغاني بأوامر تطلقها من قطر، كما أنها افتتحت في 18 يونيو 2013 ممثلية لحركة طالبان تحت اسم "المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في أفغانستان"، كما أنها تؤوي تنظيم القاعدة وقادته على الأراضي الأفغانية.

كما يحتضن تنظيم الحمدين أعضاء الجماعات الإرهابية عبر منصاته الإعلامية وتحديدًا شبكة "الجزيرة"، منهم زعيم جبهة النصرة في سوريا أبو محمد الجولاني.