الاضطرابات في البحر الأسود تهدد الأمن الغذائي في الشرق الأوسط وغرب آسيا

تهدد الاضطرابات في البحر الأسود الأمن الغذائي في الشرق الأوسط وغرب آسيا

الاضطرابات في البحر الأسود تهدد الأمن الغذائي في الشرق الأوسط وغرب آسيا
صورة أرشيفية

حذر تقرير جديد نشرته منظمة ميرسي كوربس، وهي منظمة مساعدات إنسانية عالمية، من أنه يمكن أن تؤدي الاضطرابات في طريق الحبوب في البحر الأسود إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في الشرق الأوسط (غرب آسيا) وشمال إفريقيا.

وذكر التقرير أن العديد من الدول في هاتين المنطقتين تعاني من أزمات غذائية حادة بسبب عدم القدرة على تحمل تكاليف الغذاء والتعرض للآثار السلبية للصراع وديناميكيات التجارة في البحر الأسود، وهي اليمن وسوريا ولبنان وليبيا.

تفاقُم الأزمة

وأضاف التقرير الدولي أن الانخفاض المستمر في مستويات مخصصات التمويل الإنساني أدى إلى تفاقم الأزمة.

وركز التقرير على تأثير الأزمة بشكل كبير على لبنان وسوريا واليمن والأردن والعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية وغزة) بالإضافة إلى تأثير طفيف على دول شمال أفريقيا تونس ومصر.

وأشار مؤلفو التقرير إلى أنه مع تزايد عدد السكان وتزايد الطلب على المواد الغذائية المهمة، واجهت هذه البلدان انعدام الأمن الغذائي لعقود من الزمن.

وكتبوا أن هذه العوامل دفعت العديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى الاعتماد بشكل كبير أو جزئي على الحبوب المستوردة، ولا سيما تلك المصدرة عبر البحر الأسود.

الأمن الغذائي العالمي

برزت هذه التبعية إلى الواجهة في عام 2022 عندما كانت شحنات الحبوب من أوكرانيا معرضة لخطر التوقف التام قبل تفعيل مبادرة حبوب البحر الأسود (BSGI).

وأكد موقع "دون إيرث" الهندي، أنه منذ بداية أزمتها العسكرية مع أوكرانيا، قامت روسيا بإغلاق الموانئ، مما أدى إلى تقييد حركة الحبوب من أوكرانيا إلى بقية العالم.

وسمحت اتفاقية BSGI، التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا بين البلدين، بتصدير 32.9 مليون طن من المواد الغذائية من أوكرانيا التي مزقتها الحرب منذ توقيعها في 22 يوليو 2022.

وتابع الموقع الهندي، أنه في يوليو من هذا العام، حظرت الهند أيضًا تصدير الأرز لحماية الإمدادات المحلية. وذكر التقرير أن الصدمات مجتمعة قد تؤدي إلى بداية حقبة من التضخم الغذائي غير المسبوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف أنه من المرجح أن يؤدي الاعتماد الكبير على المواد الغذائية المستوردة، وهشاشة الدولة، والعقبات السياسية والاقتصادية، والإمكانات المحدودة للإنتاج المحلي، وغياب تدابير التخفيف الفعالة التي تقودها الحكومة، إلى تفاقم تأثير التصعيد في البحر الأسود على سوريا ولبنان واليمن، وفقا لما كتبه الباحثون في التقرير.

تعتمد الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان وسوريا وتونس ومصر تاريخياً على صادرات الحبوب من روسيا وأوكرانيا، علاوة على ذلك، فقد أدت بيئات الاقتصاد الكلي والأزمة العالمية إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية في هذه العالم، ما يجعلها عرضة لاضطرابات تصدير الحبوب في البحر الأسود، كما ذكر المؤلفون.

ودعا الباحثون الجهات الفاعلة في مجال الإغاثة إلى إجراء تخطيط طوارئ قوي لمراعاة احتمال حدوث صدمات في أسعار الغذاء العالمية ونقص الحبوب في السياقات الهشة التي يعملون فيها، خصوصا في لبنان وسوريا واليمن.