في زمن الغموض الأمني: من هو X الذي سيقود أخطر جهاز أمني في إسرائيل؟

في زمن الغموض الأمني: من هو X الذي سيقود أخطر جهاز أمني في إسرائيل؟

في زمن الغموض الأمني: من هو X الذي سيقود أخطر جهاز أمني في إسرائيل؟
إسرائيل

وسط تصاعد التوترات الأمنية على أكثر من جبهة، أقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطوة غير معتادة بإسناد قيادة جهاز الأمن العام "الشاباك" إلى شخصية غامضة تم التعريف بها بالرمز "X"، وفي حين كان الجميع يترقب إعلان اسم خلف رئيس الجهاز السابق رونين بار، باغت نتنياهو المؤسسة الأمنية والسياسية بتعيين مؤقت لأحد أبرز ضباط الظل داخل الجهاز، دون الكشف عن هويته علنًا، الخطوة، التي أقرّتها المستشارة القانونية للحكومة بصيغة استثنائية، تكشف عن عمق التجاذبات داخل أروقة صنع القرار الإسرائيلي، وتطرح أسئلة حول دوافع التعيين المؤقت وهوية الرجل الذي كُلّف بأخطر منصب أمني في إسرائيل في هذه المرحلة الدقيقة، فمن هو "X"، وما هي خلفيته التي جعلته يحظى بثقة نتنياهو، ولماذا فضّل رئيس الوزراء الالتفاف على الإجراءات التقليدية وتجاوز بعض الأعراف الدستورية والأمنية؟

تعيين من خلف الستار


في خطوة وصفت بأنها "استثنائية قانونيًا وسياسيًا"، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الخميس، تعيين نائب رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" قائمًا بأعمال رئيس الجهاز، لحين استكمال تعيين الرئيس الدائم اللواء ديفيد زيني.


ورغم أن القرار قد يبدو إداريًا في ظاهره، إلا أن طريقة إعلانه والرمزية التي أحاطت بالشخصية المعيّنة، أثارت تساؤلات عميقة حول هوية الرجل الذي سيقود أكثر الأجهزة حساسية في إسرائيل مؤقتًا، والذي أُطلق عليه الرمز "X".

المستشارة القانونية تُجيز.. بشروط


غالي بهاراف ميارا، المستشارة القانونية للحكومة، أصدرت بيانًا أوضحت فيه أن التعيين جاء في ظروف "غير اعتيادية"، موضحة أن نتنياهو يواجه تضارب مصالح يمنعه نظريًا من اتخاذ قرارات كهذه، إلا أن "الاعتبار الأمني العاجل" سمح بالموافقة على التعيين مؤقتًا. وأكدت ميارا أن مدة التكليف لن تتجاوز الشهر، على أن تُنقل صلاحيات رئيس الوزراء المتعلقة بهذا الملف إلى وزير آخر خلال الفترة الانتقالية.


هذا البيان القانوني لا يخلو من إشارات سياسية: فنتنياهو يبدو أنه حرص على عدم تسليم ملف الشاباك لأي طرف وزاري قد لا يشاركه رؤيته الأمنية أو السياسية، ما يعكس احتدام الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول إدارة المؤسسة الأمنية في وقت حساس.

سيرة رجل الظل: من الميدان إلى القمة


في بيان نادر، نشر الشاباك السيرة الذاتية للرجل الذي سيقود الجهاز بالإنابة، من دون الإفصاح عن اسمه الحقيقي، مكتفيًا بإطلاق الحرف "X" عليه.


ويظهر من السيرة أن "X"، البالغ من العمر 53 عامًا، هو من خريجي النخبة الميدانية داخل الجهاز.


بدأ خدمته عام 1995 كمنسق استخبارات في المناطق الفلسطينية، لا سيما في القدس والضفة الغربية، وهي مناطق شهدت في تلك الفترة نشاطًا أمنيًا كثيفًا إثر توقيع اتفاق أوسلو واندلاع موجات من العنف.


ما يلفت في مسيرته أنه لم يكن مجرد ضابط ميداني، بل تدرّج بسرعة نحو مناصب ذات طابع تقني واستراتيجي.


شغل بين 2010 و2012 منصب رئيس قسم استخبارات الإشارات السيبرانية، وهو القسم المسؤول عن رصد التهديدات الرقمية وتحليلها.


كما تولى رئاسة قسم الأبحاث (2014-2016)، ما يُشير إلى تمتعه بقدرة تحليلية عالية وفهم معمق للمشهد الأمني الإقليمي.

محطات مفتاحية تُفسّر الاختيار


تسلّم "X" خلال الأعوام الأخيرة مناصب تؤهله لقيادة الجهاز، ولو بصورة مؤقتة. فقد ترأس قسم مكافحة التجسس مرتين، بين عامي 2017 و2021، وهو من أخطر الملفات في الشاباك، إذ يتعلّق بتعقب الجواسيس والاختراقات الداخلية. كما أدار قسم "المقر الرئيس" المسؤول عن بناء القوة البشرية والتكنولوجية للجهاز.


منذ بداية عام 2024، عُيّن "X" نائبًا لرئيس الشاباك، وتحديدًا مشرفًا على إدارة القوة، وهو منصب يُعنى بإعادة هيكلة القدرات التشغيلية للجهاز بما يتناسب مع التهديدات المعقدة، من الهجمات السيبرانية إلى العمليات الاستخبارية العابرة للحدود.


يحمل "X" درجة بكالوريوس في العلوم السياسية، وماجستير في إدارة الأعمال، وخدم سابقًا في لواء غولاني كمقاتل وضابط، ما يعكس مزيجًا من الخبرة القتالية والفكر التحليلي الذي يُعد نادرًا في الدوائر الأمنية.

رسائل خفية خلف التعيين


يقرأ بعض المراقبين في تعيين "X" إشارة إلى أن نتنياهو يسعى إلى ضمان استمرارية نهج أمني معين في الشاباك، قد يتعارض مع توجهات أطراف أخرى داخل الحكومة، خصوصًا وزراء اليمين المتشدد.


فـ"X" يُعرف داخل الجهاز كشخصية مهنية تُفضّل السرية والعمل المؤسساتي على الانخراط في المناكفات السياسية.


كما أن نشر سيرته دون اسمه يعكس رغبة في الحفاظ على غموض تكتيكي، خصوصًا في وقت تكثر فيه التسريبات ويشتد التنافس داخل المؤسسات الإسرائيلية حول توزيع الصلاحيات بعد الحرب الأخيرة في غزة وتنامي التحديات على الجبهة الشمالية.