ترامب يفتح أبواب السلام مع دمشق.. إلغاء العقوبات الأمريكية وإحياء حلم التطبيع مع إسرائيل

ترامب يفتح أبواب السلام مع دمشق.. إلغاء العقوبات الأمريكية وإحياء حلم التطبيع مع إسرائيل

ترامب يفتح أبواب السلام مع دمشق.. إلغاء العقوبات الأمريكية وإحياء حلم التطبيع مع إسرائيل
ترامب وأحمد الشرع

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يلغي معظم العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ سبعينيات القرن الماضي، في خطوة تمثل تحولًا جذريًا في السياسة الأمريكية وتفتح المجال أمام دمشق للشروع في عملية تطبيع علاقاتها مع الغرب بعد أكثر من عقد من الحرب الأهلية الطاحنة.

وبحسب موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن هذه الخطوة استجابة لدعوات رئيس سوريا أحمد الشرع، القيادي الإسلامي السابق الذي أطاح بنظام بشار الأسد في انقلاب مفاجئ أواخر العام الماضي، والذي طالب واشنطن برفع العقوبات لمنح سوريا فرصة لإعادة الإعمار بعد 14 عامًا من النزاع الداخلي.

وكان الشرع قد التقى ترامب قبل ستة أسابيع في السعودية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي حينها عن عزمه رفع العقوبات، قائلًا في خطاب جماهيري: الآن حان وقتهم للتألق.. نحن نرفع كل شيء.. حظًا سعيدًا سوريا، أظهروا لنا شيئًا مميزًا.

إلغاء قيود تاريخية.. وبداية جديدة


يتضمن الأمر التنفيذي مراجعة شاملة لسياسة واشنطن تجاه سوريا تعود جذورها إلى عام 1979، وتشمل:
مراجعة تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب.

إمكانية تعليق "قانون قيصر" الذي فرض عقوبات على نظام الأسد لارتكابه جرائم حرب ضد المدنيين.

اتخاذ خطوات لشطب "هيئة تحرير الشام" التي كان يرأسها الشرع سابقًا، من قائمة التنظيمات الإرهابية الأجنبية.

وبحسب الموقع الأمريكي، فإن المسؤولين الأمريكيين أوضحوا أن العقوبات المفروضة على الرئيس السوري السابق بشار الأسد والمقربين من نظامه، الذين يعتقد أنهم يعيشون حاليًا في موسكو، ستبقى سارية.

نحو اتفاق أمني بين سوريا وإسرائيل


وفي تطور لافت، أكدت مصادر أمريكية وإسرائيلية، أن إدارة ترامب بدأت محادثات أولية مع سوريا وإسرائيل بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق أمني بين البلدين، في خطوة قد تمهد لتطبيع العلاقات في المستقبل.

ويأمل البيت الأبيض في أن يساهم تخفيف التوترات الأمنية وتحديث ترتيبات وقف إطلاق النار على طول الحدود بين البلدين في بناء الثقة، ما قد يقود إلى مفاوضات سياسية أكثر عمقًا لاحقًا.

لكن إسرائيل، بحسب مسؤول بارز، تطالب بضمانات تؤكد أن هذه المحادثات ستقود في النهاية إلى اتفاق سلام شامل وتطبيع كامل.

 ورغم أن مسؤولًا إسرائيليًا آخر حذر من أن الاتفاق ما يزال بعيدًا، إلا أن الجانبين يعكفان على وضع أسس ثابتة للحوار.

دور أمريكي حاسم في الكواليس


وتسعى إسرائيل إلى تعزيز الدور الأمريكي كوسيط رئيسي في هذه المحادثات، معتبرة أن دعم واشنطن يمنح الحكومة السورية الجديدة حافزًا قويًا للانخراط بجدية. 

ويقود هذه القنوات الخلفية مسؤولون رفيعو المستوى من الطرفين، ومن الجانب الأمريكي، يقود المفاوضات توم باراك، مبعوث ترامب الخاص إلى سوريا، الذي التقى مؤخرًا مسؤولين سوريين خلال زيارته لإسرائيل مطلع يونيو.

وبحسب أحد كبار المسؤولين الأمريكيين، فإن هذه المحادثات ما تزال في مرحلة "التقشير البطيء للبصل"، على حد وصفه، مشيرًا إلى أن الرئيس ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو يدعمان هذه الجهود بقوة.

الجولان.. العقدة الأكبر


تبقى قضية هضبة الجولان إحدى أكبر نقاط الخلاف. إذ تطالب سوريا منذ عقود بانسحاب كامل من الهضبة التي احتلتها إسرائيل عام 1967، مقابل اتفاق سلام. 

وكان ترامب خلال ولايته الأولى قد اعترف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وهو قرار لم تتراجع عنه إدارة الرئيس السابق جو بايدن.

وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: إن إسرائيل منفتحة على اتفاق مع سوريا، لكنها لن تتخلى عن هضبة الجولان تحت أي ظرف.

وأوضحت الخارجية الأمريكية، أن مصير الجولان وترسيم الحدود سيُتركان للطرفين للتفاوض بشأنهما، مشددة على أن هدف واشنطن يتمثل في "بناء الثقة تدريجيًا" من خلال اتفاق أمني محدود، يمكن أن يشكل أساسًا لاتفاق أشمل في المستقبل.

التحركات المقبلة


ومن المقرر أن يزور وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر العاصمة الأمريكية هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع مسؤولين في البيت الأبيض، ويُتوقع أن تكون صفقة سوريا إحدى الملفات المطروحة بقوة على طاولة المباحثات.

كما سيزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البيت الأبيض في السابع من يوليو، حيث سيلتقي ترامب لبحث تطورات الملف السوري، إلى جانب قضايا إقليمية أخرى.