لرصد تحركات مشبوهة.. لماذا رفض قيس سعيد استقبال وفد قطري رفيع المستوى؟

رفض الرئيس التونسي قيس سعيد استقبال وفد قطري رفيع

لرصد تحركات مشبوهة.. لماذا رفض قيس سعيد استقبال وفد قطري رفيع المستوى؟
الرئيس التونسي قيس سعيد

تطورات عديدة تشهدها تونس يوما بعد يوم منذ قرارات الرئيس قيس سعيد الاستثنائية، ليحاول التصدي للإخوان ومموليهم وكل الأطراف التي تريد التدخل في شؤون البلاد، على رأسهم قطر.
 
تمويلات قطرية مشبوهة 

منذ بداية الأزمة في تونس وإطاحة سعيد بالبرلمان الذي كان يسيطر عليه الإخوان برئاسة راشد الغنوشي، دخلت قطر لخط الأزمة سريعا بعدة طرق من أجل تخليص حلفائها من الجماعة وتنفيذ مخططاتهم لنشر العنف والفوضى.

وكشفت مصادر تونسية أن الجهات الأمنية رصدت دخول تمويلات مشبوهة للبلاد، خلال الأحداث الأخيرة بالأيام الماضية، عبر دبلوماسي قطر بسفارة الدوحة في تونس.

وأضافت المصادر أن تلك التمويلات المشبوهة بعد دخولها لتونس عبر دبلوماسي قطر، تم تسليمها لمسؤول الشباب في حركة النهضة الإخوانية، والقيادي البارز بالحركة محمد سالم.

ورجحت المصادر أن هذه الأموال كانت تهدف تمويل مظاهرات النهضة والاعتصامات المفتوحة ضد قيس سعيد بعد قراراته الأخيرة التي هدد بها الغنوشي، لتنفيذ مخططات العنف التي يستهدف الإخوان تنفيذها في تونس على غرار ما حدث في مصر.

مساعٍ لعزلة تونس 

لم تقتصر تحركات قطر داخل تونس على ذلك التمويل المشبوه فقط، وإنما أيضًا تمكنت الجهات المعنية من رصد وسائل الإعلام في تونس تحركات لأذرع الدوحة الإعلامية ضد قيس سعيد.

وأفادت المصادر أن وسائل الإعلام القطرية تسير على نهجها الاستفزازي والمخالف للمهنة، لتأجيج الأوضاع في تونس ونشر الفتن والخلافات بين أفراد الشعب، وذلك عبر بث تقارير تعج بالادعاءات والأكاذيب.

وتابعت أيضا أن وسائل الإعلام القطرية تحاول نشر تقارير تستهدف التشكيك في علاقة تونس مع بعض أشقائها في الخليج والمنطقة العربية، للوقيعة بينهم وإدخال تونس في نفق العزلة، حتى تقع بين فكَّيْ قطر وتركيا والإخوان لتحقيق مخططاتهم السوداء بها.

وهو ما ظهر في محاولة وسائل الإعلام القطرية الوقيعة بين تونس والإمارات بعد المساعدات العديدة التي شهدتها أبو ظبي لشقيقتها العربية، وهو ما تصدى إليه شعبَا البلدين، ما أثار قلق وحفيظة الدوحة التي سارعت بإرسال وفد قطري لتدعيم تواجدها في تونس، قبل أن تتلقى صفعة قوية جراء ذلك.

رفض تونسي 

 وبعد رصد الجهات الأمنية التونسية لتلك التحركات القطرية المشبوهة ومخططات الدوحة الإعلامية لعزل تونس عن محيطها العربي وتمكين الإخوان، رفض الرئيس قيس سعيد لقاء الوفد القطري الذي يزور البلاد ويتألف من مسؤولين دبلوماسيين وسياسيين ومستشار بالديوان الأميري، وفقا لما كشفته المصادر.

اللقاء القطري كان يهدف لمحاولة إقناع سعيد بوقف التحركات القضائية ضد قيادات النهضة، لحماية الإخوان، مع بحث حلول جذرية لاسترجاع النهضة دورها قبل قرارات سعيد واستئناف الغنوشي نشاطه السياسي والبرلماني وفق المصادر. 

بوادر أزمة دبلوماسية

وفي أعقاب رفض الرئيس التونسي لقاء الوفد القطري، قررت الدولة التونسية سحب سفيرها من الدوحة.
وكانت الخارجية القطرية قالت عبر حسابها الرسمي في موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "وزير الدولة للشؤون الخارجية يودع سفير تونس" وزعمت أن سحب تونس سفيرها  "لانتهاء فترة عمله".


ويعد ذلك تطورًا سريعًا للأحداث بين البلدين.

ملاحقة النهضة

وتأتي تلك المساعي القطرية لحماية الإخوان بعد التطورات العديدة التي شهدتها تونس بكشف السجل الأسود للنهضة، وملاحقة قياداتها، حيث إنه بالأمس تم وضع الوزير السابق أنور معروف، أحد أبرز قيادات حركة النهضة وأحد أهم أذرع الغنوشي، تحت الإقامة الجبرية، بقضية تتعلق بإهدار المال العام. 

وقبل أيام، تم وضع القاضي ووكيل الجمهورية المحسوب على النهضة، بشير العكرمي، للإقامة الجبرية ومنعه من مغادرة مقر إقامته لمدة 40 يوما قابلة للتجديد، بتهمة التستر على ملفات متعلقة بالإرهاب وتعطيل التحقيق فيها، وارتكاب إخلالات قانونية في ملف الاغتيالات السياسية.

كما يجري القطب القضائي الاقتصادي والمالي في تونس، تحقيقات تتعلق بـ 3 أحزاب سياسية، منهم حركة النهضة، فيما يتعلق بتلقيها تمويلات أجنبية أثناء الانتخابات، وتمويلات مجهولة المصدر.

والشهر الماضي، بعد انتفاضات شعبية واسعة، أصدر الرئيس قيس سعيد حزمة من القرارات الاستثنائية، بتوليه السلطتين التنفيذية والتشريعية والإطاحة بحزب النهضة الإخواني، وتجميد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه وإعفاء الحكومة وعدد من الوزراء، بموجب مواد الدستور التونسي.