انسحاب المرشح الأبرز وعودة الحلبوسي.. أزمة انتخاب رئيس برلمان العراق تلوح في الأفق

أزمة انتخاب رئيس برلمان العراق تلوح في الأفق

انسحاب المرشح الأبرز وعودة الحلبوسي.. أزمة انتخاب رئيس برلمان العراق تلوح في الأفق
الحلبوسي

البرلمان العراقي على صفيح ساخن منذ أن تمت أزمة إقالة الرئيس السابق للبرلمان محمد الحلبوسي من قبل القرار القضائي الصادر عن المحكمة العليا في نوفمبر 2023، حيث يعاني البرلمان من عدم التوافق حول الرئيس لمدة تجاوزت الخمسة أشهر شهدت المزيد من الأزمات.  

ومع اقتراب حلول الأزمة المستمرة، فإن عودة الحلبوسي للمشهد من جديد قد تثير أزمة كبرى في الأوساط السياسية العراقية، خاصة مع الأحزاب العراقية التي تريد السيطرة على البرلمان؛ مما قد يثير أزمة أكبر نحو إطالة مدة الفراغ الرئاسي بالبرلمان العراقي.

انسحاب من أجل انتخاب الرئيس  

مع اقتراب حل أزمة انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب العراقي، بعد إعلان مرشح حزب تقدم شعلان الكريم سحب ترشيحه من المنصب، وإعلان انسحابه من الحزب الذي يترأسه رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي. 

حيث يري الكريم إن عندما تم الاتفاق بين أغلب القيادات السياسية ومن مختلف المكونات على ترشيحه لمنصب رئيس البرلمان لم يكن يبحث عن المنصب أو الجاه، وقال: أعلن انسحابي من الترشح لرئاسة مجلس النواب واستقلاليتي من جميع الكتل والأحزاب السياسية تحت قبة البرلمان، وأعمل كنائب مستقل لما تبقى من عمر البرلمان، كما أدعو كافة القوى السياسية وأعضاء البرلمان إلى تحديد جلسة عاجلة لانتخاب رئيس للبرلمان.

انسحاب الكريم يعيد الحلبوسي للسباق 

انسحاب الكريم لا يعني أن الحزب فقد المنصب، فالكل أصبح يدرك مدى الصعوبة في انتخاب رئيس جديد للبرلمان العراقي، ولهذا هناك طرح داخل الإطار التنسيقي بإعادة الحلبوسي لمنصبه، كذلك هناك إمكانية ببقاء منصب رئيس البرلمان شاغرًا لحين انتهاء الدورة البرلمانية، لوجود صعوبة سياسية باختيار أي بديل عن الحلبوسي، ولهذا جاءت فكرة إعادة الحلبوسي..
خاصة بعد أن وصلت الأزمة إلى الطريق المغلق بسبب الصراع السياسي بين كل الكتل والأحزاب، يسعى الإطار إلى التوافق حول عودة الحلبوسي من جديد.

وأكد المحلل السياسي العراقي، حمزة مصطفى، أن الأطراف السياسية السنية وكذلك الشيعية تسعى لتمرير مرشح من خارج حزب تقدم ولكن لن ينفع ذلك، فلا يمكن مصادرة حق الكتل التي تملك الأغلبية السنية في البرلمان، وهذا الأمر يعارض ويخالف كل الاتفاقات السياسية، وأي مخالفة بالاتفاقات سيكون لها تداعيات على الاستقرار السياسي والحكومي، وبالتالي فعودة الحلبوسي قد تكون الأبرز أو يظل البرلمان بلا رئيساً حتى انتهاء المدة.  

وأضاف مصطفي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن هناك أسماء مثل سالم العيساوي عن حزب السيادة النائب عن الأنبار، وهو أصبح الأوفر حظًا بعد انسحاب الكريم، رغم وجود معارضة كبيرة له من قبل الحلبوسي وحزبه، لكن أغلبية نواب الإطار التنسيقي داعمون للعيساوي، كما يحظى بدعم الكتل السياسية الأخرى. 

بينما يرى، المحلل السياسي العراقي واثق الجابري، أن انسحاب شعلان الكريم سيحل أزمة انتخاب رئيس البرلمان، وسوف يسرع من تحديد موعد جلسة الانتخاب، خاصة أن هذا المرشح كان عليه مؤشرات كثيرة، ولهذا فقد أعلن انسحابه كونه يدرك صعوبة تمريره. 

وأضاف الجابري - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن عودة الحلبوسي لرئاسة مجلس النواب مجددًا تحتاج إلى حل قانوني وقضائي وليس سياسيًا، فهو خرج بقرار قضائي وعودة عضويته في البرلمان تتطلب قرارًا قضائيًا من المحكمة الاتحادية، وهذا أمر صعب حاليًا خاصة إنها قضية تزوير، حتى لو كان مطروحا كجزء من حل هذه الأزمة المستمرة منذ أشهر.